احتضنت مدينة الرباط اليوم الخميس المؤتمر الاستثنائي للاتحاد المغاربي للفلاحين، المخصص لتحيين وتعديل النظام الأساسي والداخلي للاتحاد، خاصة على ضوء انضمام منظمتين فلاحيتين بكل من مصر والسودان إلى هذا الاتحاد مطلع السنة المنصرمة، وكذا بالنظر للتحديات المتنامية التي باتت تفرضها بعض التكتلات الاقتصادية العالمية على القطاع الفلاحي بالبلدان الأعضاء.
وكان الاتحاد المغاربي للفلاحين، وهو إحدى المنظمات الفرعية لاتحاد المغرب العربي، قد قرر خلال شهر فبراير 2013، في إطار انفتاحه وإعادة هيكلته، فتح عضويته على بلدان أخرى في شمال إفريقيا، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمره العادي في العاصمة الجزائرية، وتم وفقا لذلك قبول انضمام كل من الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي المصري واتحاد مزارعي السودان.
وبذلك أصبح هذا الاتحاد يضم سبع منظمات قطرية هي، فضلا عن المنظمتين الفلاحيتين المصرية والسودانية، كلا من الاتحاد المغربي للفلاحة والاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين والاتحاد العام للفلاحين والمربيين بليبيا والاتحادية الموريتانية للزراعة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.
وفي كلمة بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر، الذي تميز على الخصوص بحضور السيد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، أكد السيد المعطي بنقدور، رئيس الاتحاد المغربي للفلاحة أن انضمام مصر والسودان إلى هذا الاتحاد المغاربي يأتي تعزيزا للمكانة الهامة التي بات يشغلها هذا الاتحاد كمنظمة جهوية وتكريسا لموقعه إزاء المنظمات الإفريقية المماثلة الأخرى والمنظمات الفلاحية الدولية والمانحين.
وأضاف أن توسيع قاعدة هذا الاتحاد سيتيح رفع وتيرة تبادل التجارب وتقنيات الانتاج والمساهمة في بلورة برامج للتكوين وتأطير الفلاحين، خصوصا الصغار منهم ومساعدتهم في تحسين أوضاعهم وتمكينهم من الرفع من انتاجهم.
وأبرز السيد بنقدور أن القطاع الفلاحي يواجه تحديات خطيرة، من قبيل ندرة المياه وارتفاع نسبة ملوحتها وزحف الرمال وفقر التربة، الأمر الذي يحتم على البلدان الأعضاء في الاتحاد السعي نحو المزيد من التكامل والتعاون وتكثيف جهود الفلاحين في إطار منظم يواكب التطورات الراهنة، وذلك بما يتيح تحقيق الأمن الغذائي.
بدوره، شدد رئيس الحكومة في كلمة مقتضبة بالمناسبة، على أن القطاع الفلاحي يشكل حجز الزاوية في الاقتصاد، وأن نجاح وتنمية هذا القطاع في أي بلد من البلدان الأعضاء هو نجاح للبلدان الأخرى وأن “تأخره، بالمقابل، من شأنه أن يفتح الباب أمام المنتجات الفلاحية لبلدان أجنبية لتغزو أسواق بلداننا”، داعيا إلى الاعتناء بصغار الفلاحين على مستوى البلدان الأعضاء، خاصة من خلال التأطير والتمويل والتكوين.
وأشاد بانضمام مصر والسودان إلى هذا الاتحاد، معتبرا أن أواصر الوحدة والتاريخ والدين تشكل مؤشرات أكيدة على نجاح واندماج هذين البلدين في الاتحاد، وأن البلدان الأعضاء تتوفر على إمكانيات فلاحية كبرى، تؤهلها لتحقيق تقدم كبير في المجال الفلاحي.
من جهته، قال رئيس الاتحاد المغاربي للفلاحين، السيد عليوي محمد، إن عقد هذا المؤتمر الاستثنائي بالرباط يأتي في سياق سلسلة من المقاربات التي تروم تفعيل أسباب التقارب وتوطيد سبل التفاهم والتواصل بين الأعضاء وجعل هذا الاتحاد بوابة منفتحة على المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى.
واعتبر أن “العقود القادمة ستكون أكثر شراسة” وأن التبادلات الاقتصادية والتجارية أصبحت تتم وفق منطق لا يعترف بالكيانات الضعيفة، مبرزا، في هذا السياق ، أن السبيل لمواجهة هذه التحديات يكمن في تشكيل أحلاف وتجمعات قادرة على تحقيق المزيد من التنافسية والتكامل.
وأشار إلى أن زيادة الانتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي يعد من المحاور الرئيسية للاستراتيجية التي يتبناها الاتحاد المغاربي للفلاحين، خاصة وأن الأقطار الأعضاء تزخر بإمكانيات وطاقات طبيعية وفلاحية هامة، مشددا على أن قوة هذا الاتحاد مستمدة من قوة المنظمات القطرية بكل بلد، على أن الهدف يبقى هو تمكين الفلاحة لكي تصبح قاطرة اقتصادية ومصدرا لخلق الثروات، وذلك على الصعيدين الوطني والإقليمي.
يشار إلى أن أشغال هذا المؤتمر الاستثنائي، الذي حضره كذلك بعض أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط وممثلو جمعيات فلاحية وطنية وتعاونيات واتحادات جهوية بالمغرب العربي ومصر والسودان، ستتواصل بإلقاء عدة مداخلات من قبل رؤساء الوفود المشاركة تهم على الخصوص التعديلات التي ستطال النظام الأساسي والداخلي وتسمية الاتحاد المغاربي للفلاحين.