طرق التسميد و الإستعمال الناجع للأسمدة في زراعة الحبوب.

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

من المعروف أن الأسمدة من المدخلات القوية المعززة للإنتاجية. و الواقع أن ثلث الزيادة في إنتاج الحبوب على نطاق العالم يرجع إلى عوامل ذات صلة بالأسمدة. و أن استخدام الأسمدة ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة للتوصل إلى زيادة الإنتاج الغذائي.

تلعب الأسمدة دورا مهما في تحسين الإنتاج من الناحية الكمية و الكيفية. و تعمل على تزويد النبات بما يحتاجه من غذاء من أجل نموه و تطوره. إذ أن النبات يعيش و ينمو و يتكاثر من خلال الحصول على الماء و المواد المعدنية من التربة، و ثنائي أكسيد الكربون من الهواء و الطاقة من الشمس.

يحتوي النبات بالفعل على جميع العناصر الطبيعية (92 عنصر ) و لكنه لا يحتاج إلا 16 عنطرا أساسيا كي ينمو جيدا. و من هذه العناصر، هناك ثلاثة عشر عنصرا من المغذيات المعدنية الأساسية التي يتعين توافرها إما بواسطة التربة أو بواسطة الأسمدة الحيوانية أو المعدنية.

1 – العوامل الأساسية لنمو و تطور النبات :

النباتات مثل الكائنات الحية الحيوانية تحتاج من أجل نموها و تطورها إلى جملة من العوامل الأساسية المتوازنة و إن غاب أو فقد أحد هذه العوامل من الوسط الذي به يحيى النبات سيؤدي قطعا إلى اضمحلال و موت ذلك النبات الذي يعيش في شروط غير كاملة و غير متوازنة. هذه الشروط أو العوامل الأساسية نلخصها في مايلي :

Capture d’écran 2015-09-16 à 14.19.56

الماء : من أهم العوامل المحددة للنمو، فهو يدخل النبات عن طريق الإمتصاص و يخرج منه عن طريق النتج.

الضوء : إذا كانت الكثير من الفطريات يتم نموها و تطورها في غياب الضوء و كذلك جذور معظم النباتات لا تنموا بشكل طبيعي إلا في وسط مظلم، فإن الأجزاء الهوائية لمعظم النباتات لا تستطيع الاستمرار في الحياة إلا بوجود الضوء لأنه يشكل الحجر الأساسي في عملية الاصطناع الضوئي ( Photosynthese )، فالأشعة الشمسية تشكل مصدر الطاقة اللازمة لبناء المادة العضوية.

غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 : يمكن إدراك أهمية غاز ثاني أكسيد الكربون إذا علمنا أنه يشكل 50 في المائة تقريبا من الوزن الجاف لجميع النباتات الخضراء و هو أيضا من أهم المواد التشكيلية في النبات.

و بصرف النظر عن الكربون و الهيدروجين و الأوكسجين، يحصل النبات على مغذياته من التربة أساسا. و غالبا ما تصنف هذه المغذيات المعدنية إلى ثلاث أقسام :

– عناصر أو مغذيات كبرى و هي النتروجين، و الفوسفور، و البوتاسيوم التي يحتاجها النبات بكميات كبيرة.

– عناصر أو مغذيات ثانوية و هي لكالسيوم، و المغنسيوم، و الكبريت و التي يحتاجها النبات بكميات أقل و إن كانت لا تزال أساسية.

– عناصر أو مغذيات صغرى و هي البورون، و الكلور، و النحاس، و الحديد، و المنغنيز، و المولبدنوم، و الزنك.

العناصر الكبرى و الثانوية

يقصد بها العناصر التي يحتاج إليها النبات بكميات كبيرة نسبيا و هي ستة معادن : الأزوط، الفسفور، البوتاسيوم، الكالسيوم، المنيزيوم، و الكبريت. و تؤثر هذه العناصر على نمو النبات و تضعفه إذا كانت كمياتها في التربة قليلة أو غير متوازنة مع العناصر الغذائية الأخرى.

العناصر الصغرى

هي العناصر التي يحتاجها النبات بكميات قليلة و تشمل حتى الآن عناصر الحديد، النحاس، المنغنيز، الزنك، البور، الأليمنيوم، و الكلور. و لا تعني تسميتها بالعناصر الصغرى أنها أقل ضرورة و أهمية من العناصر الكبرى بل سمية هكذا لأن احتياجات النبات منها تكون أقل.

2 – أساسيات التغذية المعدنية :

تجمع النباتات الخضراء الطاقة الشمسية و تخزنها في صورة سكريات فتغطي احتياجاتها الطاقية طبيعيا و تصبح مهمة التغذية و بكل بساطة تأمين متطلبات الإصطناع المستمر للنمو من أجل تشكيل أنسجة جديدة تعمل على تطور النبات. و إذا استثنينا غاز ثاني أكسيد الكربون فإن النبات يأخذ كل العناصر اللازمة لدورة حياته من التربة. و رغم كون العناصر التي يأخذها النبات من التربة ضئيلة في نسبتها فإنها من أهم ذعائم الحياة.

و يبين الجدول التالي التركيز الكيميائي للقشرة الأرضية و النسبة المئوية لمكونات الرماد عند بعض النباتات.

Capture d’écran 2015-09-17 à 12.44.38

ما هي العناصر الأساسية

أثبتت البحوث العلمية أن هناك عناصر غذائية أساسية لنمو النبات و إنتاجه، و بدونه لا يمكن للنبات أن ينمو و يكمل دورة حياته و لكي نعتبر العنصر الغذائي ضروري عليه أن يتصف بالميزات التالية :

    – يؤدي غيابه إلى وقف النمو أو إلى ظهور أعراض نقص على النبات تكون إلى حد ما مميزة و خاصة بالعنصر و أن هذه الأعراض لا يمكن إزالتها إلا بإضافة العنصر المسؤول.

    – يجب أن لا يكون العنصر قابل لاستبدال بعنصر آخر.

فالعناصر الأساسية هي التي تمكن النبات من إكمال دورة حياته. و عدم وجود أو نقص أحد هذه العناصر لا يعوض بزيادة أو توفر عنصر آخر و ينتج عنه ظهور أعراض معينة على النبات تدعى بأعراض نقص العنصر.

لإفادة النبات لا بد من وجود العناصر في التربة على أشكال قابلة للإمتصاص و بتركيزات مناسبة لنمو النبات. و لابد من وجود توازن مناسب بين تركيزات العناصر الغذائية المختلفة الذائبة في المحلول الأرضي. مثلا الكلسيوم قد يتداخل في تغذية النبات مع الفوسفور و البورون و ربما أدى إلى اصفرار عام نتيجة قلة الإفادة من الحديد أو المنغنيز أو الزنك.

تقييم خصوبة التربة

يعتمد إنتاج المحاصيل على توفر العناصر الغذائية اللازمة للنبات في التربة و على وجودها بأشكال قابلة للإمتصاص. و تختلف الأراضي في احتياجاتها بين عنصر و آخر حسب توفره بصورة طبيعية بأشكال مفيدة للنبات. و أن عدم توفر عنصر أو أكثر بكميات و أشكال تفي بحاجة النبات يجعل من الضروري تزويد الأرض بهذا العنصر للحصول على إنتاج جيد و أن معرفة متطلبات النبات و تقييم خصوبة التربة لأمر هام في تحديد نمو النبات و إنتاجه.

طرق تقييم خصوبة التربة :

استعمل الباحثون القدماء طرق التحليل الكيميائية للتعرف على أسباب عدم إنتاجية التربة. و تطورت طرق التحليل تطورا كبيرا في إتجاه تحسينها بهذف التنبؤ عن خصوبة التربة و كميات العناصر القابلة للإفادة فيها. و قد استعملت طرق أخرى بيولوجية باستعمال النبات نفسه أو الكائنات الحية الدقيقة للتعرف على خصوبة التربة و توفر العناصر الغذائية فيها. و اعتمدت الطرق البيولوجية على دراسة النمو النباتي و الكميات المستخلصة من العناصر الغذائية أو إعداد الكائنات الحية الدقيقة أو نمو انتشار الأجزاء الخضرية لها. و تستعمل حاليا اختبارات مختلفة للدلالة على حالة الخصوبة و تتلخص في مايلي :

  – اختبار أعراض نقص العناصر على النبات.

  – تحاليل التربة.

  – اختبارات بيولوجية.

  – التحليل النباتي.

اختبار أعراض نقص العناصر :

 تقوم كثير من الطرق و المعاملات على أساس ملاحظة أعراض نقص العناصر الأساسية على النبات. و تتلخص هذه الأعراض في التالي :

   – وقف النمو النباتي التام.

   – ضعف النمو النباتي الشديد.

   – أعراض معينة على الأوراق خلال فترات النمو.

   – نضج متأخرا أو غير طبيعي.

   – قلة الإنتاج و عدم جودة المحصول.

و تظهر مثل هذه الأعراض لعدم سير العمليات الحيوية في النبات سيرا طبيعيا إما لتكرار بعض الأحماض العضوية أو النوانج الوسيطة أو لفقر النبات ببعض المركبات نتيجة نقص العنصر و أساسيته في سير هذه العمليات الحيوية.

و تظهر مثل هذه الأعراض لعدم سير العمليات الحيوية في النبات سيرا طبيعيا إما لتكرار بعض الأحماض العضوية أو النواتج الوسيطة أو لفقر النبات ببعض المركبات نتيجة نقص العنصر و أساسيته في سير هذه العمليات الحيوية.

و يرتبط كل عرض من هذه الأعراض بوظيفة معينة للعنصر الذي يفتقر إليه النبات مما يجعل من الصعب في كثير من الأحيان تفسير السبب الفسيولوجي للأعراض و لاسيم أن للعنصر عددا من الوظائف التي يقوم بها في النبات. و على سبيل المثال تبدو الأوراق النباتية عند نقص عنصر النيتروجين خضراء شاحبة أو صفراء فاتحة لإنخفاض إنتاج الكلوروفيل و ظهور اللون الأصفر لكن هناك نقص عناصر أخرى يعطي نفس الأعراض.

تحاليل التربة

تجري تحاليل التربة لمعرفة قدرة الأرض على تزويد النبات بالعناصر الأساسية و لتقييم خصوبة التربة قبل حدوث النقص في العناصر. و رغم أن هذه التحاليل تبين مستوى المعادن في التربة فهي لا تدل على الكميات الواجب إضافتها لسد حاجيات النبات المزروع أو للحصول على أحسن إنتاج اقتصادي ممكن، فلا بد من معادلة نتائج التحاليل مع تجارب حقلية حول كمية العناصر التي يجب إضافتها بالنسبة لمختلف أنواع التربة.

النقطة المهمة في تحاليل التربة هي أن تكون العينات الترابية ممثلة للمنطقة أو الحقل المراد تحليله. و غالبا لا تتجاوز العينة الترابية كيلوغرام واحد الذي يمثل مساحة متجانسة من 10 إلى 15 هكتار الشيء الذي يجعل احتمال الخطأ وارد و الذي يمكن أن يترتب عنه خطأ في التحاليل و كذا في التوصيات التي تبنى بالأساس على نتائج التحاليل. لهذا يجب أن تكون العينة المرسلة إلى المختبر مركبة من خلط عينات مأخوذة من أماكن مختلفة من الحقل.

تكون العينة المركبة المرسلة للتحليل من خلط عينات مأخوذة من أماكن مختلفة من الحقل لا تبدي اختلافا ظاهريا عن بعضها أو لم تعامل معاملة خاصة من ناحية الأسمدة أو المركبات الأخرى و الغرض من ذلك هو التقليل من أثر عدم التجانس في التربة.

تبين لنا الصورة كيفية تقسيم الحقل إلى مناطق متجانسة و طريقة و كيفية و أدوات أخذ العينات
تبين لنا الصورة كيفية تقسيم الحقل إلى مناطق متجانسة و طريقة و كيفية و أدوات أخذ العينات

ما هو قانون الحد الأدنى 

ينص هذا القانون على أن الإنتاج يحدده العنصر الممثل بأضعف كمية في التربة، بمعنى أن الإنتاج يزداد فقط بإضافة المعدن الموجود بتركيز ضعيف في التربة و أن العلاقة تأخذ شكل خط مستقيم حتى يدخل معدن آخر ليصبح عاملا محددا جديدا. و يمكن تمثيل هذا القانون بالبرميل المصنوع من الخشب بحيث أن كمية الماء التي يمكن خزنها في البرميل تكون موازية لطول أقصر عمود مكون للبرميل.

Capture d’écran 2015-09-17 à 15.45.01

كميات المواد الغذائية الممتصة

يبين لنا الجدول أن الإحتياجات من المواد الغذائية تختلف حسب المحاصيل و حسب إمكانية الإنتاج.
يبين لنا الجدول أن الإحتياجات من المواد الغذائية تختلف حسب المحاصيل و حسب إمكانية الإنتاج.

 

‫0 تعليق

اترك تعليقاً