يستقطب قطب “تربية الماشية” بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب أكبر عدد من الزوار الذين لا يتوقفون عن التنقل بين أروقته لاكتشاف مختلف السلالات الحيوانية المغربية والأجنبية، وكذا جميع الأنشطة البيطرية وتلك التي لها علاقة بالتغذية الحيوانية.
ويتيح هذا القطب للصغار والكبار على حد سواء الفرصة لاكتشاف جودة هذه الحيوانات التي لا تخطئها العين، إذ أن حجمها وتنوع أشكالها يثير انتباه جميع الزوار الذين يشدهم الفضول للاستفسار عن نوع السلالات خاصة الابقار والاغنام والماعز والإبل والخيول والكنغر إضافة إلى مجموعة من أصناف الطيور.
وفي السياق ذاته لا يخفي مربو الماشية اعتزازهم وافتخارهم بالمشاركة في هذا الملتقى ، فهم لا يترددون في تقديم أجوبة للزوار حول سلالات الحيوانات.
وأبرز السيد بنعيسى هيبو ، أحد مربي الماشية، القادم من جهة الغرب الشراردة بني احسن لعرض مجموعة من الأبقار الحلوب ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى، الذي يشارك فيه ب 25 بقرة حلوب التي تنتج ما معدله 25 لتر في اليوم، هو مناسبة لإبراز مهاراته في تربية المواشي.
ويعرف قطب ” تربية الماشية” ، التي يتواجد على مساحة 20 ألف و400 متر مربع، مشاركة تنظيمات مهنية متخصصة في البحث الجيني، والتجهيز والبنيات التحتية الخاصة بتربية المواشي ، إضافة إلى مشاركة لجن مهنية وبيمهنية في هذا المجال.
كما يشكل هذا القطب مناسبة لإجراء مسابقات بين المشاركين في هذا الملتقى، إذ تم تخصيص فضاء يتيح للعموم متابعة مختلف هذه المسابقات.
وللإشارة، فإن قطاع تربية المواشي يحتل بشكل عام موقعا اساسيا ضمن القطاعات الرئيسية للفلاحة بتسجيله لرقم معاملات يقدر بحوالي 35 مليار درهم سنويا، وهو ما يمثل أزيد من 44 في المائة من رقم معاملات القطاع الفلاحي.
ويتوفر قطاع تربية المواشي على ثروة حيوانية هامة محددة في 24 مليون رأس منها 5ر17 مليون رأس من الأغنام، و5ر5 مليون رأس من الماعز ، و7ر2 مليون رأس من الأبقار، و180 ألف من الإبل، و160 ألف من الخيول ، إلى جانب قطاع الدواجن المتطور بشكل كبير.
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لسلاسل قطاع تربية المواشي ، فإن جهات دكالة عبدة ، وتادلة أزيلال، والغرب الشراردة بني احسن، ، تستحوذ على أزيد من 70 بالمائة من إنتاج الحليب وذلك بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لهذه الجهات وكذا لتوفرها على البنيات الأساسية لتسويق الحليب (تعاونيات، معامل ).
وتتركز تربية الأبقار في جهات مكناس تافيلالت ، والشاوية ورديغة، ومراكش تانسيفت الحوز، في حين تستحوذ جهتا تازة الحسيمة تاونات ، على تربية الأغنام والماعز.
أما منطقة الجنوب فتستحوذ على تربية الإبل ، في حين تتمركز تربية المواشي بطرق حديثة في الجهات الكبرى خصوصا بمحوري طنجة – أكادير، وفاس – مكناس.
وقد وضع مخطط المغرب الأخضر أهدافا طموحة وبرامج وإجراءات خاصة بكل سلسلة وفق مقاربة مندمجة وشاملة ، إذ أن هذا المخطط يتوخى تطوير إنتاج الحليب بشكل تصاعدي من خلال زيادة الإنتاج من 3ر2 مليار لتر في سنة 2011 إلى خمسة ملايير لتر في أفق سنة 2020.
وبالنسبة لإنتاج اللحوم الحمراء، فإنه من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 450 ألف طن خلال سنة 2014 ، و500 ألف طن في أفق 2020، في حين يتوقع أن ينتقل إنتاج الدواجن من 500 ألف طن المسجلة سنة 2010 إلى حوالي 900 ألف طن في أفق 2020.
ويوفر هذا المخطط الطموح عدة محفزات مالية للمشاريع الكبرى ذات القيمة المضافة العالية وكذا للفلاحين الصغار والمتوسطين بأزيد من 80 في المائة.