دعا المشاركون في لقاء حول وضعية قطاع الدواجن، أول أمس الجمعة بطنجة، الى ضرورة استغلال المزايا الواعدة التي تتوفر عليها جهة طنجة تطوان من أجل تطوير قطاع الدواجن و جعله قاطرة من قاطرات التنمية بالمنطقة .
و شكل اللقاء مناسبة لاستعراض مختلف المؤهلات و الإمكانيات التي تزخر بها جهة طنجة تطوان، بما في ذلك المركب المينائي لطنجة المتوسط وقربه من أوروبا، مما يساعد على توفير المواد الخام بتكلفة تنافسية، و كذا الاقبال المهم بالمنطقة على استهلاك اللحوم البيضاء.
و أشار المتدخلون، في هذا السياق إلى أن ازيد من 468 وحدة تنشط بالجهة في قطاع تربية الدواجن حسب معطيات سنة 2014 بقدرة انتاجية تبلغ 2ر5 مليون رأس، مع إنتاج 36 الف طن من لحوم الدجاج.
و قال رئيس قسم الطب البيطري التابع للمديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، حسين تيفلت، أن المنطقة تتوفر على خمس مجازر خاصة بالدواجن بقدرة استيعابية تبلغ 80 طن يوميا فيما تعالج حاليا 8000 طنا سنويا أي ما يعادل 30 في المائة فقط من طاقتها، و مصنعين لتقطيع لحوم الداوجن، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مجزرتين اثنتين حديثتين بالمنطقة، واحدة بمدينة العرائش سنة 2012 و أخرى بطنجة سنة 2014 و تتوفر على وحدة متكاملة لتقطيع اللحوم.
و أضاف المسؤول أن العقبات الرئيسية لتطوير هذا القطاع في المنطقة تتعلق على وجه الخصوص بارتفاع تكاليف المواد الأولية، وتنامي القطاع غير المهيكل، و تأثير الوسطاء في سلسلة التوزيع و عدم وجود مصنع خاص بعلف الدواجن بالمنطقة، إضافة إلى بعض العوائق المرتبطة بعملية توزيع الفرخ على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن تطوير قطاع الدواجن رهين بالارتكاز على تكامل عوامل الإنتاج خاصة ما يتعلق بمصنعي الأعلاف المركبة والمفرخات، و مجازر الدواجن الصناعية و مراكز التعبئة واحتضان البيض.
و لم تفت السيد حسين تيفلت الإشارة، بالمناسبة، إلى أن صناعة الدواجن تستفيد من أرباح كبيرة بالجهة، و توفر الاكتفاء الذاتي من حيث إنتاج و تعبئة مجموعة من مربي الدواجن المؤهلين، مشيرا إلى أن خدمات المراقبة التقنية تبذل جهودا كبيرة لضمان احترام الضوابط القانونية المؤطرة للقطاع.
و من جهته، أبرز مدير الفدرالية البين مهنية لقطاع الدواجن، شوقي الجراري، أن اللقاء يرمي إلى الاطلاع على واقع قطاع الدواجن على المستويين الجهوي والوطني وآفاق مستقبله، مشيرا إلى أن القطاع يغطي كافة الاحتياجات من لحوم الدواجن، و هو ما يمثل 52 بالمائة من إجمالي استهلاك جميع انواع اللحوم.
و أضاف أن الاستثمارات في قطاع إنتاج لحوم الدواجن بلغت سنة 2014 نحو 4ر10 مليار درهم، في حين تقدر قيمة المعاملات بنحو 9ر27 مليار درهم، ويشغل نحو 123 الف منصب شغل مباشر و 280 الف منصب شغل غير مباشر في مجال التسويق و التوزيع، مشيرا إلى أن إنتاج لحوم الدواجن ارتفع من 495 الف طن في عام 2013 إلى 534 الف طن في عام 2014، بزيادة قدرها 8 بالمائة.
و أكد السيد الجراري أن نمو الإنتاج شجع فعاليات قطاع الدواجن على البحث عن مسارات أخرى للإنتاج عبر تصدير ما يقرب من 13 مليون من بيض التفريخ و مليوني فرخ للدجاج اللاحم في سنة 2014 إلى دول جنوب الصحراء.
و يهدف هذا اللقاء، المنظم من طرف الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن بتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، إلى تحسيس مربي الدواجن بجهة طنجة تطوان بأهمية قطاع الدواجن و مساهمته في النمو الاقتصادي على المستويين الإقليمي و الوطني.