أكد رئيس المجلس العام للتنمية الفلاحية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري، محمد آيت قاضي، اليوم الخميس في أبيدجان، أن المغرب يظل ملتزما، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بأن يتقاسم مع البلدان الإفريقية تجربته وخبرته في تعزيز تعاون جنوب- جنوب فلاحي طموح.
و قال رئيس المجلس، في كلمة بمناسبة الدورة الثانية للملتقى الفلاحي الإفريقي، إن الهدف يتمثل في إرساء أمن غذائي في البلدان الإفريقية بشكل مستدام، مشيرا في هذا الصدد إلى إنشاء صندوق ائتمان عام 2014، أضحى يشكل رافعة مالية للتعاون الثلاثي جنوب- جنوب (المغرب- الفاو- البلدان المستفيدة).
و أشار إلى أن الحكومة ساهمت بمبلغ مليون دولار، ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب والتعاضدية الفلاحية للتأمين بمبلغ 500 ألف دولار لكل واحدة منهما.
و أوضح أن هذه الاعتمادات مرصودة لمساعدة البلدان الإفريقية التي تتقدم بطلبات بهدف تدعيم أمنها الغذائي بشكل مستدام، وتعزيز مقاومتها للتغيرات المناخية وتقلب أسعار المنتجات الزراعية، وتحسين تدبير الموارد الطبيعية.
و أبرز المسؤول المغربي، أيضا، الالتزام الجماعي من أجل تقليص الفجوة الزراعية العالمية، كضمان لأي أمن غذائي، معتبرا أن التزاما من هذا القبيل يتطلب تحقيق قفزة جديدة تنبني على روح قوية من التضامن.
وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة إرساء قواعد نظام جديد من التضامن والتعاون، خاصة بين بلدان الجنوب، يفرض نفسه كمجهود جماعي بإفريقيا، مؤكدا أن كسب معركة مكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي يتطلب إيلاء عناية خاصة لتعزيز التعاون جنوب- جنوب من أجل تنمية القطاعات الزراعية بالقارة.
و أوضح، من جهة أخرى، أن المغرب، الوفي لخياراته الاستراتيجية، جعل على الدوام من تثمين ثروات أرضه مصدرا للتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن وضعية فلاحته وعالمه القروي والتحديات المطروحة جراء سياقه الداخلي والخارجي، فرضت إحداث تحول كبير، طبعه تغير عميق، و ثروة خضراء جديدة تروم جعل الفلاحة المغربية في صلب مسلسل من التقدم العادل والمستدام.
و ذكر بأنه بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يتم تنفيذ استراتيجية فلاحية منذ عام 2008، تتمثل في “مخطط المغرب الأخضر”، وتنبني بالأساس على مبدأ ضمان فلاحة لفائدة الجميع، ملائمة لمختلف أشكال التربة والزراعات.(