افتتاح المهرجان الوطني للتين في دورته الثانية بمدينة تاونات
افتتحت اليوم الجمعة بتاونات فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني للتين الذي تنظمه وزارة الفلاحة و الصيد البحري تحت شعار ” التين دعامة للفلاحة التضامنية و رافعة اقتصادية ” و الذي يستمر ثلاثة أيام .
و يروم هذا المهرجان الذي ينظم بتعاون مع عمالة إقليم تاونات إبراز المؤهلات التي تزخر بها بعض جهات المملكة لتنمية و تطوير سلسلة التين بالإضافة إلى خلق فضاء للقاء و التواصل و تبادل الخبرات بين المهنيين بالإضافة إلى بناء شراكات بين الفاعلين و المهتمين بالقطاع .
كما يشكل هذا الملتقى الذي أضحى أحد المواعيد المهمة للاحتفاء بفاكهة التين و تثمينها بالنظر للدور الذي تلعبه هذه السلسلة في تفعيل الحركية الاقتصادية بالعديد من المناطق مناسبة مهمة للمنتجين و المهنيين من أجل الاطلاع على المستجدات التقنية التي تهم هذه السلسلة و كذا على الفرص التي يتيحها مخطط المغرب الأخضر لتنميتها عبر مختلف البرامج و المشاريع التي هي في طور التنفيذ في إطار المخططات الفلاحية الجهوية.
و أكد السيد محمد صديقي الكاتب العام لوزارة الفلاحة و الصيد البحري على أهمية الدور الاقتصادي و الاجتماعي الذي تلعبه سلسلة التين في التنمية المحلية مشيرا إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها هذه السلسلة في إطار مخطط المغرب الأخضر الذي تضمن إطلاق عدة برامج و مشاريع تهم مختلف مراحل السلسلة من تشجير و صيانة للأغراس وت ثمين الإنتاج و التنظيم المهني.
و استعرض الإكراهات و المعيقات التي تعترض تنمية و تطوير هذه السلسلة سواء منها المرتبطة بالمعطيات الطبيعية و المناخية أو المتعلقة بالجوانب التقنية و تسويق و تثمين المنتوج أو بالتنظيم المهني مشيرا إلى ضرورة تظافر جهود جميع المتدخلين وفق مقاربة تشاركية من أجل النهوض بهذا القطاع و تطوير آلياته و مرتكزاته من أجل الرفع من الإنتاجية و بالتالي تحسين مستوى عيش الفلاح .
و أوضح أن العقد البرنامج الذي تم توقيعه بين الحكومة و المهنيين يروم بالأساس الرفع من الإنتاج الوطني للأشجار المثمرة عبر توسيع المساحات المخصصة لزراعتها و العناية بالأغراس الموجودة و صيانتها مع تحسين الأصناف المغروسة بالإضافة إلى تطوير و تثمين و تحويل المنتجات و إنعاش جودتها مؤكدا على أن هذه التدابير و التحفيزات مكنت لحد الآن من غرس مساحات جديدة ضمن سلسلة التين في إطار مشاريع الدعامة الثانية لمخطط المغرب الخضر.
و من جهته أكد السيد أحمد أوعياش رئيس الفيدرالية المغربية للفلاحة و التنمية القروية على الأهمية التي تحتلها سلسلة التين في الإنتاج الفلاحي الوطني و دعا في هذا الصدد إلى إدماج هذه السلسلة في برامج ومخططات التنمية الفلاحية الشاملة التي يسعى مخطط المغرب الأخضر إلى تحقيقها.
و استعرض المؤهلات الطبيعية و الإمكانيات التي يتوفر عليها إقليم تاونات و التي تظل ملائمة لتنمية و تطوير سلسلة التين سواء من حيث الإنتاج و تحسين جودته أو من خلال المساحات المخصصة للأشجار المثمرة مضيفا أن هذه المؤهلات بإمكانها إذا ما تم استغلالها على أكمل وجه أن تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمنطقة.
و بدوره أكد السيد حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات أن سلسلة التين تشكل مكونا أساسيا ضمن مكونات النسيج الاقتصادي و التجاري بالمنطقة و موردا ماليا مهما لعدد كبير من الفلاحين مشيرا إلى ان سلسلة التين تتوفر على جميع الإمكانيات و المؤهلات التي تجعل منها في حالة الاستغلال الأمثل قاطرة للتنمية المحلية.
و يشارك في الدورة الثانية للمهرجان الوطني للتين إلى جانب حضور مؤسساتي هام العديد من الفعاليات المهنية من مختلف جهات المملكة التي تقدم في إطار معرض ينظم بهذه المناسبة مختلف أنواع و أشكال فاكهة التين الطرية و الجافة و مشتقاتها فضلا عن عرض بعض المنتوجات المجالية المحلية.
كما تعرض بعض الشركات المتخصصة في تسويق الآليات الفلاحية نماذج من العتاد الفلاحي و وسائل السقي الموضعي و مختلف عوامل الإنتاج .
و موازاة مع ذلك ستنظم في إطار هذا المهرجان ندوات علمية تتمحور حول مكانة سلسلة التين ضمن مخطط المغرب الأخضر و المخطط الفلاحي الجهوي لجهة تازة الحسيمة تاونات.
و سيتم خلال هذه اللقاءات استعراض أهم المنجزات والمكتسبات التي تم تحقيقها على مستوى البحث الزراعي بخصوص أصناف التين و المسارات التقنية للإنتاج و التثمين و دور مادة التين في التغذية و التنظيم البيمهني للسلسلة و الاستشارة الفلاحية المواكبة للمنتجين و المهنيين و التكوين المهني الفلاحي .
يشار إلى أن اختيار وزارة الفلاحة و الصيد البحري مدينة تاونات لاحتضان هذا المهرجان يرجع بالأساس إلى المكانة التي تحتلها هذه الزراعة بالإقليم و التي تمتد على مساحة تقدر ب 21 ألف و 300 هكتار و هو ما يعادل 42 في المائة من المساحات المزروعة بالتين على الصعيد الوطني و التي تقدر بحوالي 50 ألف هكتار.
و يناهز إنتاج إقليم تاونات من فاكهة التين 29 ألف طن أي ما يمثل نسبة 35 في المائة من الإنتاج الوطني الذي يقدر سنويا بحوالي 102 ألف طن تخصص منه حوالي 5540 طن للتجفيف . كما تساهم السلسلة في خلق حوالي 2 مليون يوم عمل سنويا.