اختتمت مساء أمس الاثنين بياموسوكرو، فعاليات قافلة الكاكاو التي نظمها بشكل مشترك كل من مجلس البن والكاكاو بكوت ديفوار و مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وذلك بعد أربعة أيام من الأنشطة المكثفة المخصصة لتأطير وتحسيس منتجي الكاكاو وإطلاعهم على الممارسات الفلاحية الجيدة.
و استهدفت هذه المبادرة التي تندرج في إطار الدورة الثانية للأيام الوطنية للكاكاو والشوكولاته، حوالي 1200 من منتجي الكاكاو من 13 منطقة خاصة بإنتاج هذه المادة بكوت ديفوار.
يذكر أن تنظيم هذه القافلة المخصصة لمواكبة التطوير المستدام لزراعة الكاكاو، يأتي تجسيدا للشق الأول من بروتوكول الاتفاق الموقع بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، في يونيو المنصرم بأبيدجان. وهو البروتوكول الذي يهدف إلى مواكبة التطوير المستدام لسلسلة البن والكاكاو.
و تميزت هذه القافلة التي حققت نجاحا باهرا بالنظر لغنى النقاشات والتبادل الذي عرفته، ووجاهة المعلومات والإرشادات التي تم تقديمها لمنتجي الكاكاو، بمساهمة الصندوق المهني للبحث والاستشارة الفلاحية، والمركز الوطني للبحث الزراعي، والوكالة الوطنية لدعم التنمية، و موزعي الأسمدة شركاء المكتب الشريف للفوسفاط.
و تمحورت النقاشات خلال هذه التظاهرة حول أربعة مواضيع أساسية همت “المسار التقني للكاكاو: تعميم الممارسات الفلاحية الجيدة وتحسين المردودية والجودة”، والوقاية الصحية للكاكاو: التعامل مع فيروس غصن الكاكاو المتورم”، و”الاستعمال المعقلن للأسمدة، ومواد المعالجة الصحية للنباتات”، و”استهلاك الكاكاو وفوائده على الصحة”.
وتمثلت أهداف هذه المبادرة على الخصوص، في ضمان مواكبة وتأطير للقرب للمنتجين الإيفواريين من أجل “تخصيب معقلن” لزراعة الكاكاو، وتفعيل برنامج للتكوين والتحسيس باعتماد الممارسات الفلاحية الجيدة.
و يشار إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، و بعد 12 قافلة فلاحية بالمغرب وبالعديد من الدول الإفريقية، قد راكمت خبرة في مجال مواكبة الفلاحين والمنتجين، وهي الخبرة التي يتقاسمها المكتب الشريف للفوسفاط مع شركائه الأفارقة مواصلة منه لانخراطه في التنمية الفلاحية المستدامة بإفريقيا. وسبق أن تم تقاسم هذه التجربة المغربية في بلدان أخرى بإفريقيا من قبيل مالي والسنغال وغينيا.
و كانت للمنتجين الإيفواريين المشاركين في هذه القافلة فرصة زيارة مختبر متنقل لتحليل أصناف التربة يضم أرضية معلوماتية تشمل معطيات حول التخصيب وتمكن من الاطلاع على التقنيات الرئيسية لاختيار وتحليل العينات.
و هكذا، فقد عكست قافلة الكاكاو الدور الفاعل لمجلس البن والكاكاو والمشاركة الإرادية لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، وشركائهما في التنمية المستديمة لزراعة الكاكاو. كما جسدت القافلة انخراط وتعبئة مختلف الفاعلين من أجل إقلاع لسلسلة الكاكاو بما يجعل منها سلسلة مزدهرة ومنتجة.
يذكر أن سلسلة الكاكاو تشكل بكوت ديفوار قطاعا استراتيجيا للاقتصاد حيث تساهم بنسبة الثلث في مداخيل الصادرات بالبلاد و15 بالمائة في تشكيل الثروة الوطنية. ويسهر على إنتاجها 800 ألف منتج موزعين على ضيعات صغيرة تتراوح مساحتها بين هكتارين وثلاث هكتارات.
من جهة أخرى، اتفق مجلس البن والكاكاو والمكتب الشريف للفوسفاط على التنسيق بخصوص الولوج إلى الأسمدة باعتبارها رافعة أساسية لتحسين الإنتاج الفلاحي والتنمية السوسيو-اقتصادية للمنتجين الإيفواريين. ويسعى الشريكان إلى معالجة هذا الموضوع بطريقة شمولية مع الأخذ في الاعتبار سلسلة قيمة الأسمدة في شموليتها.
و هكذا، يندرج إطلاق قافلة الكاكاو في إطار استمرارية هذا التعاون وتعكس هذه الإرادة المشتركة للمؤسستين عقد شراكة قوية وطموحة، على المدى الطويل، قائمة على تقاسم التجارب والسعي إلى تنسيق الجهود.