يعتبر قطاع إنتاج الحبوب الزيتية من بين القطاعات الإستراتيجية الفلاحية لبلدنا. غير أن الإنتاج و الإنتاجية فيه تبقى دون المستوى.
فقد تراجعت المساحات المزروعة بحوالي 56٪ بالنسبة للتسعينات، و هي تناهز حاليا 66000 هكتار. أما الإنتاجية، فهي لا تتعدى في المعدل 10 قناطر في الهكتار بينما يمكن أن تفوق 20 قنطار في الهكتار، و رغم أن الدولة اتخذت عدة إجراءات لمساعدة المنتجين منها، تحديد ثمن المنتوج الذي تعلن عنه الشركة المغربية لإتجار المنتوجات الفلاحية ( كومابرا ) في بداية الموسم الفلاحي عند انطلاقة الموسم الفلاحي و اجتماعاتها بالفلاحين في مختلف مناطق الإنتاج. كما أن هذه الشركة تتعهد بتسديد هذا الثمن للمنتجين.
و جهاز الدولة هذا، يتكفل بشراء المنتوج كله و أينما وجد و من الضيعات إذا تجاوز 25 طن. كما أن هذه الشركة تفتح مراكز الشراء قرب مناطق الإنتاج تقريبا لخدماتها من المنتجين الذين يتوصلون بمستحقاتهم في نفس الأسبوع الذي يسلمون فيه إنتاجهم.
و تدعم الدولة من جهتها ثمن المحصول بحوالي 50٪. و هي تتولى عبر المصالح الخارجية لوزارة الفلاحة و لشركة ( كومابرا ) نسبيا نقل تكنولوجيا الإنتاج إلى الفلاحين.
موازاة لذلك، فطلبات المحولين في تصاعد، و هي تصل على التوالي 120000طن و 200000 طن في السنة، و على المدى القصير و المتوسط. أما القدرة التحويلية للمؤسستسن الموجودتين حاليا، فتصل إلى 700000 طن في السنة. و قد كلفت استثمارات وصلت 400 مليون درهما لكل وحدة، من اللازم إثمارها و إمدادها بأكبر كمية من المنتوج المحلي ما أمكن ذلك.
إن تحسين الإنتاجية لزراعة الحبوب الزيتية و لعباد الشمس على الخصوص ممكن بحوالي 5 قناطر في الهكتار على الأقل، و ذلك على المدى القصير. و هو أساسي لتعويض السكون النسبي للثمن المنتوج نسبة لارتفاع عوامل الإنتاج. و الرفع من الإنتاجية و من الدخل يمكن أن يساهم في جعل هذه الزراعة أساسية، لا تعويضية كما هو الشأن حاليا. و بذلك تدخل في الدورة الزراعية. و لذلك، وجب على المزارعين أن يسلكوا نهجا تقنيا صالحا، و موازاة مع ذلك، فعلى كل المهتمين بتنمية القطاع تكثيف جهودهم حسب برامج محلية هاذفة و في بعض الأحيان مشخصة. و الهدف هو تهيئة القطاع و السلسلة الإنتاجية لمواجهة التحديات الداخلية و الخارجية المفروضة على المغرب الذي انخرط في العولمة و تحرير الإقتصاد، و عليه توفير الحاجيات المتزايدة للساكنة من زيوت و لحوم و بيض، و عليه إجمالا تنمية العالم القروي الخ …
و ضمن الإستراتيجية التي يمكن اعتمادها لتنمية القطاع نجد تنظيم أيام تحسيسية للمنتجين، تعرفهم بأحسن التقنيات التي يجب إتباعها، و زيارات ميدانية لضيعات نموذجية في المغرب و الخارج، و تكوين مثالي للتقنيين و المزارعين و الشباب القروي. كما أن تكثيف البحث عن أحسن البذور الملائمة لمختلف مناطق الإنتاج، و توفيرها للمنتج مبكرا و بثمن مناسب، تدخل ضمن الإستراتيجية التي يجب اعتمادها، شأن ذلك شأن توسيع دائرة الإنتاج إلى المناطق المسقية.
و يمكن للشركة المغربية لاتجار المنتوجات الفلاحية ( كومابرا ) أن تقوم بهذا الدور التنموي الذي قامت به في التسعينيات و نجحت في الوصول إلى انتاج فاق 160000 طن في بعض السنوات، و يمكنها كذلك أن تطور هذا البرنامج في إطار تشاوري بينها و بين كل المؤسسات المعنية و منها كبار المنتجين و جمعياتهم المهنية الجهوية أو الوطنية، أما الإنتاج فيتم في إطار تعاقدي و تشاركي بين الشركة و كل المؤسسات المختصة، الغاية في ذلك النجاعة للرفع من الإنتاج و الإنتاجية.
غير أنه يجب على الفلاحين أن ينخرطوا في الجمعيات الجهوية التي هي فروع للجمعية الوطنية للنباتات الزيتية و النسيجية. و على المكاتب المسيرة للجمعيات الجهوية و الجمعية الوطنية أن تكون ذات تمثيلية حقيقية للفلاحين. و بذلك يمكن مساعدتها و دعمها و تحريكها. كما يجب تفعيل فدرالية الزيتيات التي تتكون من فدرالية المواد الذهنية، و الشركة المغربية لاتجار المنتوجات الفلاحية و الجمعية المغربية للبذور و الأغراس و الجمعية المغربية لمكثري البذور.
منقول من الدليل التقني لزراعة عباد الشمس