مشاركون في يوم دراسي بوجدة يناقشون الآفاق المستقبلية للفلاحة البيولوجية بالجهة الشرقية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ناقش مشاركون في يوم دراسي، نظم اليوم الثلاثاء بوجدة، الوضعية الراهنة للفلاحة البيولوجية بالجهة الشرقية وآفاقها المستقبلية، وذلك في إطار الشراكة التي تجمع بين الجهة ومنطقة شمباني أردين بفرنسا في القطاع الفلاحي.

وأكدوا خلال هذا اللقاء، الذي نظمته الجمعية المغربية للمنتجات البيولوجية، والوكالة الجهوية للتعاون والتنمية، بشراكة مع المديرية الجهوية للفلاحة بالجهة الشرقية، على الأهمية الكبيرة التي حظيت بها الفلاحة البيولوجية في مخطط المغرب الأخضر خاصة من خلال توقيع العقدة البرنامج في أفق 2020 بين الحكومة والمهنيين من أجل النهوض بسلسلة الإنتاج البيولوجي، وكذا استصدار القانون الجديد خلال السنة الماضية في هذا المجال لتحقيق الأهداف والتدخلات المسطرة في هذا البرنامج.

وأبرز والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، السيد محمد مهيدية، المؤهلات الفلاحية المهمة التي تتوفر عليها الجهة الشرقية من حيث التربة والمناخ وكذا المساحات الشاسعة بمناطق النجود العليا وسفوح الجبال القابلة للاستغلال في الانتاج البيولوجي دون اللجوء إلى مرحلة انتقالية أو فترة تحول.

ودعا في هذا الصدد، كافة الشركاء والمتدخلين في القطاع الفلاحي للاستغلال الأمثل لهذه المؤهلات التي تزخر بها الجهة من أجل تنمية هذه الفلاحة البيولوجية لتمكينها من أن تصبح رائدة في الإنتاج البيولوجي للمغرب، معربا عن أمله في أن تفتح أشغال هذا اللقاء آفاقا جديدة للتعاون والتنسيق والتشارك بين مختلف المتدخلين للنهوض بهذه الفلاحة بالجهة انسجاما مع توجهات مخطط المغرب الأخضر.

وشدد رئيس مجلس الجهة الشرقية، السيد علي بلحاج، على أهمية الشراكة النموذجية والمتميزة القائمة بين الجهة الشرقية وجهة شمباني أردين بفرنسا في إطار التعاون اللامركزي في مختلف المجالات وخاصة في الميدان الفلاحي، مشيرا إلى أن الجهة وضعت مخططا استراتيجيا من ضمن أولوياته النهوض بهذه الزراعة البيولوجية وتطويرها.

وأبرز رئيس الغرفة الجهوية للفلاحة، ميمون اوسار، المزايا المتعددة للفلاحة البيولوجية باعتبارها نظاما للانتاج المستدام يمكن ليس فقط من إنتاج منتجات صحية وعالية الجودة وإنما أيضا من الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئية والحيوانية والمساهمة في الاقتصاد في الطاقة، داعيا المهنيين وكافة الفلاحين في المنطقة إلى الاستفادة من هذه الفرص التي تتيحها الفلاحة البيولوجية والإسراع إلى ولوج هذا النمط من الانتاج الفلاحي الذي يجب أن يجد المكانة الخاصة به في الفلاحة الجهوية.

وأكد المدير الجهوي للفلاحة بالجهة الشرقية، السيد عزيز بلوطي، أنه وعيا من المديرية بضرورة إنعاش قطاع المنتجات البيولوجية بالجهة خاصة مع توفر مؤهلات بشرية وطبيعية وإمكانيات تطوير هذا القطاع الواعد وكذا من أجل انطلاقة فعلية لهذا النمط من الإنتاج بالمنطقة، تم إحداث الفرع الجهوي للجمعية المغربية لسلسلة المنتوجات البيولوجية السنة الماضية حيث قام بعدة أنشطة شارك خلالها في العديد من التظاهرات الوطنية وساهم بشكل فعال في دعم وتنسيق الجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع بالجهة الشرقية.

وأكد السيد عبد الرحيم الخنتور، مسؤول الع?قات الدولية بمنطقة شمباني أردين الفرنسية، من جهته، على أهمية العلاقة التي تربط الجهتين المغربية والفرنسية في مجالات تهم على الخصوص الصحة والشباب والبحث العلمي وكذا القطاع الفلاحي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار هذا التعاون الذي يروم وضع تجربة منطقة شمباني أردين في مجال الزراعة البيولوجية رهن إشارة الفاعلين المحليين بالجهة الشرقية.

وأبرز ممثل عن الجمعية المغربية لسلسلة المنتوجات البيولوجية دور الجمعية في تطوير وتنمية هذا القطاع الواعد بالمغرب، مشيرا إلى أن الجمعية تشتغل على بناء هياكل بيمهنية ستمكنها بمعية مع الهيئات الفاعلة والمتدخلة في القطاع الفلاحي من الاضطلاع بدور فعال في إبراز الأهمية الإيكولوجية والبيولوجية على الصعيد الوطني وعلى مستوى الجهة الشرقية على الخصوص.

وقد تم خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار برنامج الأنشطة الذي سطرته الجمعية المغربية لتنمية المنتجات البيولوجية والتي تتوخى من خلاله جعل 2014 سنة الفلاحة البيولوجية بامتياز في جميع جهات المملكة، عرض مخطط العمل 2013 2015 لتنمية الإنتاج البيولوجي بالجهة الشرقية والذي يتضمن عقد لقاءات تواصلية ومباشرة وتقديم تجارب نموذجية للمهنيين لتشجيع انخراطهم في هذه الاستراتيجية، وتأطيرهم ومواكبتهم في مرحلة التحول والمصادقة بهدف التحكم في المسار التقني للانتاج، وكذا دعم المهنيين والبرامج النموذجية بالمنطقة، بالإضافة إلى التسويق عبر نقل التكنولوجيا وربط الاتصال بين المهنيين والمراكز التجارية.

وتميز هذا اليوم الدراسي، الذي أطره أخصائيون من الجمعية والمعهد الوطني لتسمية المنشأ بفرنسا وكذا بعض مكاتب المصادقة المعتمدة بالمغرب، بمناقشة وتشخيص الحالة الراهنة للمنتجات البيولوجية، وبرنامج الشراكة في قطاع الفلاحة البيولوجية مع جهة شومباني أردين بفرنسا، وكذا اعتماد المنتوجات البيولوجية، إلى جانب تقديم شهادات من قبل بعض الهيئات الوطنية والجهوية والدولية في مجال الفلاحة البيولوجية.

يذكر أن الزراعات البيولوجية على الصعيد الوطني، تغطي حوالي 4 آلاف هكتار بإنتاج سنوي يقدر بحوالي 40 ألف طن إضافة إلى حوالي 600 ألف هكتار من المنتجات الطبيعية مكونة من 400 ألف هكتار من غابات الأركان و200 ألف هكتار من التين الهندي والنباتات العطرية والطبية وغيرها من النباتات البرية. ومن الناحية السوسيو- اقتصادية يشغل هذا القطاع بالمغرب ما يناهز مليون يوم عمل ويستقطب عبر الصادرات ما يعادل 100 مليون درهم سنويا.

ويهدف العقد البرنامج المبرم سنة 2013 بالأساس إلى توسيع مساحة الزراعات البيولوجية لتبلغ في أفق 2020 حوالي 40 ألف هكتار بإنتاج يقدر ب 400 ألف طن، منها 60 ألف طن موجه للتصدير، بالإضافة إلى حوالي 8500 طن من المنتجات الحيوانية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً