عقد مسؤولون من إقليم بيرغامو (شمال إيطاليا)، وفاعلون مغاربة من مشارب مختلفة، مؤخرا، لقاء حول موضوع ”تربية المواشي والفلاحة ببرغامو: أية فرص للاستثمار في المغرب”.
وشكل هذا اللقاء المنظم بمبادرة من جمعية ”المغرب اندماج” بشراكة مع إقليم بيرغامو وحضره على الخصوص القنصل العام للمملكة بميلانو، محمد بنعلي، فرصة للمتدخلين المغاربة لاستعراض الجهود التي تبذلها المملكة في مختلف القطاعات، لاسيما الاقتصادي منها، مبرزين الفرص الاستثمارية العديدة التي يوفرها قطاعا الفلاحة والزراعة والصناعة الغذائية بالمغرب.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد السيد بنعلي بتنظيم هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار مبادرات أفراد الجالية المغربية بإيطاليا بغية تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي.
وأبرز السيد بنعلي التحولات التي يعرفها قطاع الفلاحة في السنوات الأخيرة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن مساهمة القطاع الفلاحي في الناتج الداخلي الخام الوطني خلال سنة 2012 بلغت 15 بالمائة، في الوقت الذي تقدر فيه مداخيل صادرات القطاع، والذي يشغل نحو 4 ملايين شخص، بحوالي 5ر1 مليار يورو، ويبلغ عدد المقاولات الفلاحية 5ر1 مليون وحدة.
من جهتها، تطرقت السيدة سارة مفتاح عن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، لمخطط “المغرب الأخضر”، مشيرة إلى أن المغرب قد اختار ضمان الأمن الغذائي بشكل شامل عبر وضع هذه الاستراتيجية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس خلال سنة 2008 بهدف جعل الفلاحة المحرك الرئيسي للاقتصاد الوطني.
وأضافت أن الأمر يتعلق باستراتيجية قطاعية مندمجة طويلة المدى وتهدف بلوغ فلاحة مستدامة ومبتكرة، وزيادة الإنتاج والإنتاجية وتثمين المنتجات الزراعية والبحث عن الأسواق، فضلا عن تطوير مداخيل الفلاحين وكذا حمايتهم ضد المخاطر المناخية.
واعتبرت أن مخطط “المغرب الأخضر” غير بالفعل الفلاحة المغربية، مسجلة أن قطاعي الفلاحة والصناعات الغذائية يوفران فرصا مهمة للاستثمار.
من جانبه، أثار السيد إسماعيل بوجنان، عن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، على غرار المسؤولين في إقليم بيرغامو، موضوع تربية المواشي والفرص التي يتيحها هذا القطاع بالنسبة للمبادلات التجارية بين البلدين.
وأشار إلى أن تربية الأغنام تحتل، في المغرب، مكانا متميزة ”وتمثل قطاعا ذا وقع اجتماعي واقتصادي مهم، ويساهم بنسبة 32 بالمائة في تزويد البلاد باللحوم الحمراء، أي 15 في المائة من إجمالي إنتاج اللحوم”.
وأضاف أن تربية الأغنام تهم كافة مناطق المغرب حيث تشكل أحيانا المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للفلاحين، مذكرا بأن عدد الأضاحي بالمغرب يفوق 4 ملايين أضحية كل سنة.
وأبرز السيد بوجنان أن هذا القطاع يزود بعض القطاعات الصناعية والحرفية بالمواد الأولية مثل الصوف والجلود.
من جانبهم، أبرز مسؤولو إقليم بيرغامو، ومن ضمنهم رئيس الإقليم إيتور بيروفانو، ورئيس قطاع الفلاحة ببيرغامو خوليو مونتي، استعدادهم لتقاسم خبرتهم مع المغاربة المقيمين بالإقليم، في مجال تربية الأغنام والصناعات الغذائية، وفسح المجال لمقاولاتهم الفاعلة في هذين القطاعين للاستثمار بالمغرب.