بانتخاب فاطمة الحبوسي لاول مرة عضوا بغرفة الفلاحة لجهة طنجة- تطوان- الحسيمة تكون قد أشرت على بصمة خاصة للنساء في تدبير المجال الفلاحي بالمنطقة، سعيا وراء نقل تجربتها الغنية وكفاءاتها المشهود لها وبالتالي إبراز قدرة النساء على العطاء في هذا المجال الحيوي وإسماع صوتهن ومطالبهن في مجال ظل لسنوات حكرا على الرجال.
فقد تمكنت فاطمة الحبوسي خلال انتخابات الغرف المهنية التي جرت يوم 7 من شهر غشت الجاري،من كسب مقعد لها في غرفة الفلاحة عن جدارة واستحقاق لتصبح بذلك أول امرأة تتبوأ هذا الموقع الاعتباري وتتحمل هذه المسؤولية، وذلك بفضل خبراتها وتجاربها المهنية التي راكمتها لسنوات طويلة دون كلل أو ملل، وتفانيها في أداء مهامها والتزامها الراسخ بتعزيز دور الفلاحة في المجال السوسيو اقتصادي على المستويين الجهوي والوطني.
فبعد أن نالت الحبوسي شهادة الباكالوريا واستفادتها من العديد من التكوينات في مجال التدبير وتسيير الجمعيات والمقاولات الفلاحية وانتخابها كعضو بالمجلس البلدي لوزان سنة 2003، دخلت غمار المجال الفلاحي بشغف كبير عبر ترؤسها تعاونية نسائية مختصة في تثمين الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، وهو المجال الذي يتطلب ليس فقط عملا يوميا مضنيا وشاقا، بل أيضا الصبر والحنكة والتسيير المحكم والحكيم مع استحضار دور هذا المجال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة والموقع المركزي الذي يحتله في مسعى تحسين الوضع المعيشي للفلاحين في المناطق القروية.
و قالت فاطمة الحبوسي انها بقدر ما كانت متحمسة لخوض غمار انتخابات الغرف المهنية بقدر ما كانت متخوفة من عدم قدرتها على اجتياز هذه الخطوة الهامة في مسارها المهني والجمعوي، قبل أن تأتيها المفاجأة السارة بانتخابها في الغرفة الفلاحية، التي كانت لعقود من الزمن “محجوزة” للرجال، معتبرة نجاحها في هذه الاستحقاقات نجاحا لكل النساء واعترافا بالدور الذي تطلع به المرأة القروية في القطاع الفلاحي،إضافة الى ان هذا النجاح يعد تشجيعا للمرأة على الانخراط في تدبير القطاع الفلاحي،ويكسبها الثقة والقدرة على ولوج عالم السياسة بالمنطقة،خاصة وأن المرأة المغربية مشهود لها بالتفاني في العمل وحسن تدبيرها وحكمتها في مواجهة الصعاب وتجاوز العقبات .
وتعتبر فاطمة الحبوسي أن من ضمن أولوياتها، خلال ولايتها الانتخابية، دعم القطاع الفلاحي بالمنطقة أكثر فأكثر، حتى يطلع بدوره كاملا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالجهة عامة وإقليم وزان بشكل خاص، والمساهمة في رفع التهميش والإقصاء عن المناطق النائية وتمكينها من الاستفادة من أسباب النمو، الذي يعرفه قطاع الفلاحة في السنوات العشر الاخيرة ،وتعزيز إنشاء التعاونيات والجمعيات الفلاحية لخلق فرص الشغل وتحسين دخل الفئات الهشة في العالم القروي .
وأعربت الحبوسي عن عزمها دعم إنتاج التعاونيات الزراعية العاملة في جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وكذا دعم وضع المرأة القروية في النسيج الإنتاجي الزراعي،الذي يعد دعامة أساسية للنمو الاقتصادي على المستويين الجهوي والوطني، معتبرة انتخابها عضوا بالغرفة الجهوية للفلاحة مثالا يقتدى به وحافزا للنساء حتى يتمكنن من المضي قدما في مشاريعهن، وتحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق تطلعاتهن من أجل مستقبل أفضل .
ويعتبر انتخاب فاطمة الحبوسي ومثيلاتها في غرف أخرى مهنية بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة ومختلف مناطق المغرب تكريسا للإنجازات التي حققتها المملكة المغربية من حيث تمثيلية المرأة في الهيئات المنتخبة وتمكينها من المساهمة في تدبير الشأن العام، وفي الوقت ذاته هو اعتراف بمهارات وكفاءات النساء. كما يعكس هذا النجاح الطموح الشخصي لفاطمة الحبوسي في تعزيز وتيرة الإنجازات الفلاحية التي تتحقق في المغرب بفضل مخططات تنموية رائدة كالمخطط الأخضر، والذي يتطلع الى الاستغلال الأمثل للمؤهلات والإمكانيات الطبيعية الغنية والمتنوعة بالجهة، وتوسيع مجال تسويق المنتوجات الفلاحية المحلية على الصعيد الوطني .
منقول من وكالة المغرب العربي للأنباء.