ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم ، مساء يوم الخميس 14 يناير ببرلين، حفلا نظمه المغرب بمناسبة الدورة الحادية و الثمانين للأسبوع الأخضر الدولي، و التي تشارك فيها المملكة كأول بلد غير أوروبي شريك في هذا الحدث الدولي .
و لدى وصول سموها إلى مقر معرض برلين (كوب سيتي)، حيث جرت مراسيم هذا الحفل، وجدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم في استقبالها وزير الفلاحة و الصيد البحري عزيز أخنوش و وزير التغذية و الزراعة الألماني كريستيان شميث، و عمدة برلين مايكل مولر، و المدير العام لمعرض برلين كريستيان غوك.
و تلت صاحبة السمو الملكي، خلال هذا الحفل، نص الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الافتتاح الرسمي لطبعة 2016 من معرض “الأسبوع الأخضر” الدولي ببرلين.
و أبرز جلالة الملك أن المملكة أطلقت سنة 2008 مخطط المغرب الأخضر، الذي يعد من المشاريع الكبرى، التي تخدم التنمية المستدامة في القطاع الفلاحي، في أبعادها الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية.
و أكد جلالته أن الأسبوع الأخضر الدولي لمدينة برلين أصبح من أكثر المواعد تميزا و أهمية، نظرا لما يوفره لزواره من متعة متجددة و إبهار، و ما يمنحهم من فرص اكتشاف مختلف المهارات و التقاليد.
كما يشكل المعرض، يضيف جلالة الملك، ملتقى فريدا من نوعه ، لتثمين عمل العاملين في قطاعي الفلاحة والتغذية، من نساء ورجال، وتقدير جهودهم حق قدرها، وموعد متميز للفلاحين والقائمين على التعاونيات في المغرب، حيث يمنحهم فرصة ثمينة لعقد لقاءات مباشرة ومفيدة مع المستهلك الألماني.
وقال جلالته ، في هذا الصدد، إن هذه الدورة مناسبة فريدة للاطلاع على دينامية الاقتصاد الألماني ، الذي صار نموذجا للازدهار، وأبان عن قدرته على الابتكار والتكيف مع التطورات والتغيرات العالمية.
كما أشار جلالة الملك إلى أن هذه الدورة من معرض برلين تعكس مدى حيوية الشراكة التي تربط بين المملكة المغربية و جمهورية ألمانيا الفدرالية، في مجالي الفلاحة و الاقتصاد الأخضر، و ذلك احتفاء بالعلاقات العريقة و المتميزة التي تجمع بين البلدين.
وتميز الحفل الذي نظمه المغرب بمناسبة افتتاح هذا الحدث الدولي الهام بتقديم عرض موسيقي و فني كبير شارك فيه عدد من الفنانين المغاربة ، سلط الضوء على غنى الطبيعة و التنوع الثقافي الذي تزخر به المملكة من خلال تقديم لوحات غنائية و موسيقية و رقصات سافرت بالحضور إلى ربوعها.
و انطلق الحفل بمواويل من عمق الأطلس المتوسط ، تلته فقرات من فن الأندلسي وفن الشكوري اليهودي ، والأمازيغي والحساني وموسيقى كناوة بإيقاعاتها القوية.
و قدم الفنانون ثلاث لوحات استعراضية فنية تحمل عناوين “المغرب يفتح أبوابه” و”غناء الأرض “، و” مملكة القيم ” شكلت دعوة لاستكشاف المغرب المتعدد وقيمه وثقافته وتقاليده وألوانه الموسيقية.
وصاحبت هذه العروض صور تبرز المناظر الطبيعية التي تزخر بها المملكة وتبين جودة الفلاحة المغربية ، وفن العيش بالمملكة الذي يجمع بين التقاليد وبين الأصالة والمعاصرة والحرص على التراث .
و تميز الحفل بمداخلات لمنظمي “الأسبوع الأخضر” إلى جانب وزير التغذية و الزراعة الألماني ، و التي أشادت جميعها بالمشاركة المنتظمة للمغرب في هذا الموعد الدولي الذي تحتضنه برلين، مؤكدين أن منح المملكة مكانة شريك في المعرض ، يدل على عمق و متانة العلاقات القائمة بين الرباط و برلين.
و أبرز الوزير الألماني، في هذا الصدد، مختلف أوجه التعاون بين المغرب و ألمانيا مذكرا بمركز الاستشارة الفلاحية المغربي – الألماني الذي تم إحداثه بمنطقة زهانة إقليم سيدي سليمان الذي يساهم في تعزيز المكننة في المجال الفلاحي و تكوين الفلاحين و المستشارين الفلاحيين في مجال التسيير و التدبير.
كما أشار الوزير إلى أن العالم الذي يهتم أكثر بتغيرات المناخ الذي احتضنت باريس قمته (كاب 21 ) فيما ستحتضن مراكش قمته المقبلة (كوب 22 ) ، يتعين أن ينتبه أكثر إلى قطاع الزراعة الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالمناخ ، من أجل ضمان الغذاء للجميع .
و أوضح في هذا الصدد أن ” الأسبوع الأخضر ” ملتقى يبحث السبل الملائمة للحفاظ و ضمان عالم بدون مجاعة عبر مناقشة مختلف القضايا و تقديم إجابات واضحة.
جدير بالإشارة إلى أن معرض الأسبوع الأخضر انطلق منذ سنة 1926 ، و يستقطب سنويا مئات الآلاف من الزوار و يراهن في الطبعة الحالية على استقبال 400 ألف زائر.
و هذه هي المشاركة التاسعة و الأربعون للمغرب في هذا الحدث الدولي الهام. و قد شارك المغرب لأول مرة في هذا المعرض سنة 1960 كأول بلد إفريقي يشارك في هذه التظاهرة العالمية.
و يمنح هذا الحدث للعارضين من مختلف أنحاء العالم ، فرصة مميزة لإقامة شراكات تجارية جديدة، و الرفع من حجم الصادرات الزراعية و تعزيز سمعتها في الخارج.