تعزز برنامج الدعم الذي يقدمه المغرب لحكومة مالي من أجل إنجاح الحملة الوطنية الأولى للتلقيح الاصطناعي للأبقار، أمس الجمعة بباماكو، بتوظيف عشرة مختصين ماليين آخرين في التلقيح الاصطناعي تلقوا جميعهم تكوينات في المملكة.
و جرى توقيع عقود توظيف هؤلاء التقنيين الجدد بالمديرية الوطنية للإنتاجات والصناعات الحيوانية بحضور وزير التنمية القروية، بوكاري تريتا، ووفد مغربي عن الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، ومسؤولين بسفارة المغرب بباماكو، وممثلين عن منظمات مهنية فاعلة في قطاع تربية المواشي.
و بهذه المناسبة أيضا، باشر الوفد المغربي تسليم معدات التلقيح الاصطناعي لوزارة التنمية القروية بمالي في إطار البرنامج المغربي لدعم قطاع تربية المواشي بهذا البلد.
و بتوظيف التقنيين الماليين الجدد، يرتفع إلى 22 عدد التقنيين الذين تم توظيفهم في إطار هذا البرنامج الذي يتمحور حول أربع مكونات تتمثل في التحسين الجيني، والتكوين، والإخبار والتتبع، والتقييم.
و يأتي توظيف تقنيين مختصين في التلقيح الاصطناعي تلبية لمطلب تحفيز توزيع أكبر للموارد البشرية المؤهلة في هذا المجال على مجموع التراب المالي بغرض ضمان استفادة مربي الماشية على مستوى المناطق النائية بهذا البلد من برنامج الدعم المغربي لتكثيف تربية الأبقار بمالي.
و أكد مختلف المتدخلين خلال هذا الحفل، المسؤولون منهم وممثلو التنظيمات المهنية المالية، على أهمية هذا البرنامج الذي تم وضعه بمساهمة المغرب من أجل تطوير سلسلة الأبقار بهذا البلد.
و هكذا، جدد ممثلو المنظمات المهنية الحاضرون بهذا الحفل، التعبير عن عميق امتنانهم وتقديرهم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا الدعم الذي تقدمه المملكة لتطوير سلسلتي الحليب واللحوم بمالي وتحسين مداخيل مربي الماشية المحليين.
كما لم يفت المتدخلين الماليين التنويه بالتزام المغرب بوضع تجربته الناجحة في مجال التلقيح الصناعي للأبقار رهن إشارة مالي، مشيدين في الوقت ذاته بالجهود المحمودة التي تقوم بها الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء لمواكبة السلطات المالية في تفعيل برنامج تطوير قطاع تربية المواشي.
و أكد الوزير المالي، في كلمة بالمناسبة، أن “هذا الحدث يجسد، مرة أخرى، إرادة السلطات العليا بالمملكة وضع عبقرية وموارد وخبرة المغرب في مجال الهندسة الوراثية الحيوانية لفائدة تحسين الإنتاج الحيواني بمالي، ومن ثم ظروف عيش مربي الماشية الماليين خاصة والشعب المالي عامة”.
و ذكر بأن التعاون المغربي المالي في مجال تربية المواشي مكن من تكوين 22 تقنيا ماليا بالمغرب في مجال التلقيح الاصطناعي وتعزيز قدرات المنظمات المهنية عبر تنظيم رحلتين دراسيتين للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس لفائدة 24 من مربي الماشية و10 أطر من وزارة التنمية القروية.
كما يتعلق الأمر، يضيف الوزير، بإحداث نظام معلوماتي حول نشاط التلقيح الاصطناعي يغطي مجموع التراب المالي، علاوة على تنظيم ثلاث دورات تكوينية لفائدة الملقحين بمالي، والتكفل بتكوين 10 تقنيين ومشرف منذ دجنبر 2014.
و أشار إلى أنه “إلى حدود اليوم، وضع البرنامج المغربي رهن إشارة مربي الماشية الماليين مدارات للتلقيح الاصطناعي ينشطها 20 تقنيا مختصا في التلقيح ومسير للبرنامج، و125 ألف جرعة من اللقاحات الاصطناعية لسلالة الأبقار الموجهة لإنتاج الحليب، و10 آلاف جرعة من اللقاحات الاصطناعية لسلالة الأبقار الموجهة لإنتاج اللحوم، و15 حاوية فارغة من النيتروجين السائل بسعة 35 لترا، و15 حاوية فارغة من اللقاح البقري بسعة 6 لترات، و15 علب تلقيح مع ملحقاتها”.
من جانبه، أبرز رئيس الوفد المغربي للجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، السيد زكرياء المدور، أن “العمل الذي تم القيام به سوية” منذ إطلاق هذا البرنامج قبل سنتين، مشيرا إلى أن هذا العمل “كان له وقع حقيقي وملموس على مواكبة السياسة الوطنية للتنمية القروية بمالي التي تم إطلاقها منذ سنوات”.
يشار إلى أن وفد الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، الذي حل بمالي منذ يوم الاثنين المنصرم، عقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين ماليين في قطاع تربية المواشي، ونظم عددا من الدورات التكوينية حول عملية التلقيح الاصطناعي لفائدة مربي ماشية ماليين.