أكد المشاركون في ملتقى دولي نظم، مؤخرا ببني ملال، حول “تثمين الموارد المائية بالمناطق الجافة وشبه الجافة”، على ضرورة الانتقال من السقي التقليدي إلى السقي الموضعي، الذي يعمل على الاقتصاد في الماء، ومحاربة التلوث الذي تعرفه هذه المادة الحيوية، وكذلك البحث عن إطار وإستراتيجية تشاركية تضمن التدبير الرشيد للماء بين جميع القطاعات، خاصة القطاع السياحي والصناعي والفلاحي والماء الصالح للشرب.
وأوصى المشاركون في هذا الملتقى الدولي، الذي شارك فيه عدد من الخبراء والباحثين من المغرب والجزائر وتونس والنيجر وبوركينا فاصو وإيطاليا وفرنسا وكندا، بالاهتمام بالموارد المائية التي تزخر بها المنطقة، وبذل المزيد من الجهود من طرف جميع المتدخلين في قطاع الماء من أجل الحفاظ على هذه المادة الحيوية من التلوث والاستعمال المفرط عن طريق التحسيس بأهميتها وتنظيم ندوات ولقاءات علمية جهوية ووطنية ودولية تروم تثمين المياه السطحية والجوفية بالمنطقة.
ودعوا إلى إنشاء لجنة مكونة من جميع المؤسسات المهتمة بقطاع الماء بجهة تادلة أزيلال، من أجل تثمين وترشيد هذه المادة، وذلك بإشراك قطاعات التعليم، والتكوين، والبحث العلمي، والإرشاد، ونقل التكنولوجيا والتدبير، وتنسيق الجهود لتلبية التوقعات وتحقيق التنمية المستدامة للجهة، واستبدال الزراعات المستهلكة كثيرا للمياه بأخرى أقل استهلاكا.
وفي هذا السياق، قال عبد الغني عامر، مكلف بتسيير المديرية الجهوية للفلاحة بجهة تادلة أزيلال، اليوم الاثنين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن البرنامج الوطني لاقتصاد ماء الري بالدائرة السقوية لتادلة يعتبر من أهم المشاريع المدرج في إطار المخطط الفلاحي الجهوي لتادلة أزيلال بالخصوص الاستبدال الجماعي للري الانسيابي إلى الري الموضعي.
وأضاف أن مشروع تحويل أنظمة الري التقليدي “السطحي” إلى الري الموضعي “بالتنقيط” على مستوى الأراضي السلالية “اولاد اعريف” بإقليم الفقيه بن صالح، الذي سينجز في ظرف ثلاث سنوات، سيسهم في تجهيز 1054 هكتارا بنظام الري الموضعي، وإنجاز صهاريج لتخزين المياه، وإحداث محطات لمعالجة مياه الري، فضلا عن تأطير وتكوين المستفيدين الذين يقدر عددهم ب118 فلاحا.
ويأتي هذا المشروع لتعزيز برنامج اقتصاد ماء السقي بالدائرة السقوية لتادلة، والذي يهم شطره الأول (977 مليون درهم) ويستفيد منه 2565 فلاحا، تحويل أنظمة الري السطحي إلى أنظمة الري الموضعي، وذلك على مساحة 10 آلاف و235 هكتار.
وسيتيح الشطر الأول، الذي يعرف معدل إنجاز جد متقدم، الرفع من فعالية الري ب50 إلى 90 بالمائة، وترشيد استعمال مياه السقي، والرفع من قيمة الإنتاج بالهكتار الواحد، وتحسين مداخيل الفلاحين وإحداث المزيد من فرص الشغل.
وتناول المشاركون في هذا الملتقى العلمي، الذي نظمته كلية العلوم والتقنيات ببني ملال بمناسبة احتفالها بالذكرى العشرين لتأسيسها على مدى ثلاثة أيام، بتنسيق مع جامعة مولاي سليمان، مواضيع “تثمين وتدبير المياه البحرية”، و”تثمين المياه السطحية والجوفية”، و”تنمية تربية الأحياء المائية” و”تثمين مياه السقي”.