انطلق يوم أمس الاثنين أشغال الملتقى الدولي حول “تثمين الموارد المائية بالمناطق الجافة وشبه الجافة” بكلية العلوم والتقنيات بمدينة بني ملال،بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين من المغرب ودول الجزائر، تونس، النيجر، بوركينا فاصو، إيطاليا، فرنسا وكندا.
وفي هذا السياق، قال رئيس جامعة مولاي سليمان ببني ملال بوشعيب مرناري “إن هذا اللقاء العلمي الدولي يدخل ضمن الأشغال المرتبطة بالأوراش المبرمجة في مشروع الجامعة، منها إشكالية الماء”، مشيرا إلى أنه سيتم وضع داخل الجامعة قطب يتعلق بإشكالية الماء مكون من جميع التخصصات، فضلا عن خلق متحف خاص بالماء يعكس الدراسات والاهتمامات الملموسة حول هذا المجال.
وأكد السيد مرناري على ضرورة الاهتمام بالموارد المائية التي تزخر بها جهة تادلة أزيلال كأكبر خزان للمياه بالمنطقة، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود من طرف جميع المتدخلين في قطاع الماء من أجل الحفاظ على هذه المادة الحيوية من التلوث والاستعمال المفرط عن طريق التحسيس بأهميتها وتنظيم ندوات ولقاءات علمية جهوية ووطنية ودولية تروم تثمين المياه السطحية والجوفية بالمنطقة.
من جانبه، قال السيد أحمد الزغار عميد كلية العلوم والتقنيات إن هذا الملتقى العلمي الدولي، الذي ينظمه “مختبر تدبير وتثمين الموارد الطبيعية، وكلية العلوم والتقنيات، وجامعة مولاي سليمان ببني ملال، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال20 لتأسيس كلية العلوم والتقنيات، يندرج في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي، وتفعيلا لدورها في المساهمة في النهوض بالتنمية على الصعيد الجهوي والوطني والدولي، ومن أجل التبادل العلمي ما بين المؤسسات الدولية حول إشكالية الماء.
من جهته، قال يحيى الخالقي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، “إن موضوع الماء يستحق المدارسة والنقاش، باعتباره مسألة أساسية وجوهرية في تطوير الاقتصاد المغربي، وكذلك في التنمية البشرية خاصة في ما يتعلق بالسياحة والفلاحة والماء الصالح للشرب”، مسجلا أن المغرب، بموقعه الجغرافي، يعرف تناقضات فصلية، بين فصلي الشتاء والصيف، وعدم الانتظام في التساقطات المطرية سواء في الزمان أو المكان، وهو الشيء الذي جعله مند الستينيات ينهج سياسة مائية جد رشيدة ورزينة.
وحث على ضرورة الانتقال من السقي التقليدي إلى السقي الموضعي، الذي يعمل على الاقتصاد في الماء، ومحاربة التلوث الذي تعرفه هذه المادة الحيوية، وكذلك البحث عن إطار وإستراتيجية تشاركية تضمن التدبير الرشيد للماء بين جميع القطاعات، خاصة القطاع السياحي والصناعي والفلاحي والماء الصالح للشرب.
من جانبه، أشار عبد الغني عامر، عن المديرية الجهوية للفلاحة بجهة تادلة أزيلال، إلى أن مشروع تحويل أنظمة الري التقليدي “السطحي” إلى الري الموضعي “بالتنقيط” على مستوى الأراضي السلالية “أولاد اعريف” بإقليم الفقيه بن صالح، سينجز في ظرف ثلاث سنوات، وسيهم تجهيز 1054 هكتارا بنظام الري الموضعي، وإنجاز صهاريج لتخزين المياه، وإحداث محطات لمعالجة مياه الري، فضلا عن تأطير وتكوين المستفيدين الذين يقدر عددهم ب118 فلاحا.
ويأتي هذا المشروع لتعزيز برنامج اقتصاد ماء السقي بالدائرة السقوية لتادلة، والذي يهم شطره الأول (977 مليون درهم) ويستفيد منه 2565 فلاحا، تحويل أنظمة الري السطحي إلى أنظمة الري الموضعي، وذلك على مساحة 10 آلاف و235 هكتار.
من جهته، قال أحمد كتاب، عضو المجلس العالمي للماء، “إن التغيرات المناخية التي يعرفها العالم أصبحت تسبب في بعض الأحيان في الفيضانات، كما تسبب في الجفاف في بعض الدول خاصة بإفريقيا”، مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للصحة تؤكد أنه لابد من تخصيص حوالي 50 لتر من الماء في اليوم لكل شخص.
وأبرز أن مجموعة من المنظمات الدولية، منها على الخصوص منظمة الأمم المتحدة، واليونسكو، والمجلس العالمي للماء، تواكب تدبير الموارد المائية في ظل ظروف ندرة المياه المتزايدة والمشاكل المتعلقة بالتغيرات المناخية نظرا لقيمة الماء الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تستدعي التضامن بين الجهات وبين الدول.
وتتواصل أشغال هذا الملتقى العلمي، الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام، بعرض مجموعة من المداخلات تتناول مواضيع “تثمين وتدبير المياه البحرية”، و”تثمين المياه السطحية والجوفية”، و”تنمية تربية الأحياء المائية”، و”تثمين مياه السقي”.