يشكل الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس الذي يختتم غدا السبت ، أرضية خصبة لإرساء دعامة صلبة لعلاقات واتفاقيات تساهم في تقوية الشراكة والتضامن بين المغرب والبلدان الإفريقية في المجال الفلاحي.
وإذا كانت هذه التظاهرة السنوية الكبيرة تسجل دوما حضورا متميزا لبلدان القارة الإفريقية ، فإن الدورة التاسعة لهذا الملتقى الدولي ، أعطت زخما كبيرا لهذا الحضور تجسد أساسا في حرص رؤساء دول إفريقية على التواجد بالمغرب خلال هذه التظاهرة ، التي احتضنت منتجات محلية لعدة بلدان إفريقية .
كما أن هذا الملتقى اعتبر فرصة هامة للاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في قطاع الفلاحة ، وتقوية الشراكات في إطار نهج يطبعه التعاون والتضامن، وهو ما أكدته كلمات وتصريحات المسؤولين الأفارقة ( رؤساء ووزراء ) حضروا فعاليات هذا الملتقى .
وقد عبر عن الرغبة نفسها عارضون من القارة الإفريقية استقت وكالة المغرب العربي للآنباء أراءهم بشأن أهمية مشاركتهم في الملتقى ، حيث اعتبروا أن ملتقى مكناس منحهم فرصة ثمينة لعرض منتجاتهم وتسويقها ، مع البحث عن أسواق وشركاء جدد ، وللتقرب أكثر من المغاربة ، الذين يعتبرون – حسب تصريحاتهم ” إخوة تربطنا بهم أواصر روحية وثقافية ضاربة في التاريخ “.
ويشارك في الملتقى عارضون من عدة بلدان إفريقية منها السينغال ، ومالي ، والكاميرون ، والكوت ديفوار ، والغابون ، وغينيا ، والنيجر .
وتشمل المنتجات الإفريقية المعروضة ، بشكل خاص ، ألبسة إفريقية ، وحقائب ومحفظات مصنوعة يدويا من الجلد ( جلد التمساح والثعبان والبقر ) ، وعسل طبيعي استخلصه النحل من منتجات فلاحية محلية ، إضافة إلى فواكه إفريقية ، ومواد غذائية أخرى بعضها مصنع .
وفي هذا الصدد أبرزت السيدة خديحة نحيل المديرة العامة لتجمع ( تيروار أفريك ) بالسينغال ، الذي يضم مجموعة من التعاونيات والتجمعات الصغيرة النشيطة في المجال المتعلق بالمنتجات المحلية ، أن السينغاليين يتطلعون إلى جعل المغرب محطة لتسويق منتجاتهم المحلية ، بالمغرب وأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا . وأضافت السيدة نحيل ( مغربية مقيمة بالسينغال ) ، التي تشرف على جناح مخصص لمنتجات سينغالية بملتقى مكناس ، أن هذا الرهان يظل متوقفا على توسيع مجال التجمعات المهنية وعقد شراكات مع مهنيين مغاربة في مجال الفلاحة ، مؤكدة في الوقت ذاته وجود تكامل بين المنتجات المحلية السينغالية والمغربية .
وفي السياق ذاته أبرز السيد مامادو باديان المدير المساعد للمديرة العامة لتجمع ( تيروار أفريك ) ، أن الرهان على المغرب لتسويق منتجات هذا التجمع الكبير ، الذي يضم 12 ألف منخرط ، أملته العلاقات الممتازة بين المغرب والسينغال ، المطبوعة بروابط دينية وروحية ، مشيرا إلى أن التجمع ينتج العسل الطبيعي ، وعجينة مصنعة مستخلصة من الفول السوداني ( الكاوكاو ) ، وعصير بعض الفواكه ، كما يسوق فواكه تنتج بالسينغال .
وفي السياق ذاته أبرز السيدان حميت تامبارا وصوري سيلا ( حرفيان من مالي مختصان في صناعة الجلد ) ، أهمية مشاركتهما في ملتقى مكناس للفلاحة ، الذي يشكل كما صرحا نافذة على العالم بالنظر للمشاركة الدولية الوازنة في هذه التظاهرة .
وأضافا أن المنتجات التي يعرضانها تشمل حقائب ومحفظات رفيعة مصنوعة يدويا من جلود التماسيح والثعابين والأبقار ، إضافة إلى ملابس مصنوعة محليا ، وأعربا عن أملهما في أن تجد المنتجات المحلية المالية طريقها للسوق المغربية .
وبشكل عام ، فإن الحضور الإفريقي في هذه التظاهرة الدولية الكبيرة ، مرشح لكي يتسع ويتنوع أكثر خلال الدورات المقبلة ، بالنظر للرهانات التي تعقد على العلاقات المغربية الإفريقية .