تشتهر المنتوجات المحلية بكونها أكثر جودة وأكثر نكهة مقارنة مع منتوجات الزراعة أو الصناعات الزراعية الكثيفة. فهذه المنتوجات غالبا ما يتم إعدادها بشكل تقليدي أو يتم تحويلها وتصنيعها بشكل طفيف. وطريقة الإنتاج هذه جنبت المنتوجات المحلية الفضائح والأزمات التي عرفتها المنتوجات الغذائية التي يتم تصنيعها بشكل مكثف ومفرط.
إن قلة ثقة المستهلك في المنتوجات الغذائية المصنعة هو نتيجة لتكرار الأزمات الغذائية في العقود الأخيرة (مرض جنون البقر والدجاج الملوث بالديوكسين، لحم الخيل، ومسحوق الحليب الصيني، ونبات فول الصويا الملوثة… ). كما أن قلة ثقة المستهلك فيها نابعة أيضا من تعدد مصادر هذه المنتوجات وكثرة المتدخلين في سلسلة إنتاجها. ويزيد من الشكوك التي تحوم حول هذا النوع من المنتوجات الغذائية تعقيد مكوناتها وخصوصا احتوائها على مواد غير صحية مثل الكائنات المعدلة وراثيا، ومحسنات النكهة والمواد الحافظة، والملونات والمواد المضادة للأكسدة، الخ.
وعليه فإن المستهلك يحول اهتمامه بشكل متزايد نحو المنتوجات التقليدية والأصيلة، والطبيعية، أو ما يتعارف عليه ب”البلدي” التي تذكره بمنتوجات البادية الجيدة ووصفات أكلات الجدات.
إن المنتوجات الغذائية المصنعة تخضع لقوانين ومتطلبات الجودة الصحية التي تضمن قابليتها للاستهلاك وسلامتها من كل تلوث. في حين أن المنتوجات المحلية يجب أن تضمن جودة عالية على مستويات السلامة الصحية والمكونات الغذائية والمميزات الذوقية.
على مستوى جهة فاس بولمان، فإن بعض المنتوجات المحلية التي يتم تسويقها من قبل التجمعات (التعاونيات والجمعيات والمجموعات ذات النفع الإقتصادي) أو من قبل المنتجين الأفراد تفقد قيمتها بسبب عملية إنتاج ومحلات وتجهيزات غير صحية. كما أنها غالبا ما تقدَّم للبيع في تعبئة أوتغليف غير جذابين، وفي محلات للبيع غير ملائمة.
لذلك، ولأجل تأهيل هؤلاء المنتجين، يجب بذل مجهودات كبيرة في الاستثمار لأجل إعداد محلات الإنتاج وفي المعدات واللوازم. كما يجب أيضا الاهتمام بعمليات التكوين والتوعية. والهدف من ذلك هو إنتاج منتوجات محلية مُطَمْئنة صحيا، وذات نكهة وجمالية.
في هذا السياق تنظم المديرية الجهوية للفلاحة فاس بولمان الدورة الثالثة للمعرض الجهوي للمنتوجات المحلية بفاس من 18 الى 22 يونيو 2014 وذلك بمجمع الصناعة التقليدية الكائن بشارع علال بن عبد الله. وتهدف هذه التظاهرة الى التعريف بهذه المنتوجات وتسويقها في هذه الفترة الزمنية قبل شهر رمضان حيث يقبل المستهلك المغربي بكثرة على المنتوجات المحلية.
ولقد اختير لهذه الدورة شعار “تأهيل المنتوجات المحلية ضمان لاحترام معايير الجودة واستجابة لمتطلبات المستهلك”.
وسيحضر هذا المعرض 24 عارضا من جهة فاس- بولمان وباقي جهات المملكة لأجل عرض وتسويق منتوجاتهم المحلية ذات السمعة الجيدة على المستوى الجهوي والوطني كزيت الزيتون، وزيتون المائدة والعسل، والتمر و التين، والبرقوق والأعشاب العطرية والطبية والأركان والزعفران، والكبار والصبار ومشتقاته وحليب الناقة والكسكس والورد ومشتقاته، الخ.
وعلى هامش المعرض ستقوم المديرية الجهوية للفلاحة فاس- بولمان، يوم الخميس 19 يونيو 2014، بتنظيم يوم تحسيسي حول احترام مستلزمات السلامة الصحية وجودة المنتوجات المحلية من أجل تحسيس المنتجين والأطر والتقنيين على ضرورة احترام قوانين السلامة الصحية للمنتوجات الغذائية ولا سيما قانون 07 – 28 . وسيستفيد من هذا اليوم التحسيسي الذي سينظم بمقر الغرفة الفلاحية لجهة فاس-بولمان حوالي مائة من الأطر والتقنيين وممثلي التجمعات و المنتجين الأفراد للمنتوجات المحلية. وستتمحور العروض حول التعريف بقانون 07 – 28 المتعلق بالسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية وإستراتيجية وزارة الفلاحة والصيد البحري الهادفة لتأهيل التجمعات المنتجة للمنتوجات المحلية على مستويات طرق الإنتاج ومحلات التصنيع والتحويل، والمعدات واللوازم و كذا الرفع من الوعي والقدرات التقنية للمنتجين.