دعا وزير الفلاحة و الصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، مختلف الفاعلين، من مهنيين و مهتمين بقطاع الفرس، إلى الاقبال بغزارة لاستكشاف أهم مستجدات الدورة الثامنة لمعرض الفرس المرتقب تنظيمها في الفترة ما بين 13 و 18 أكتوبر القادم بالجديدة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و أشار السيد أخنوش، خلال ندوة صحفية أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إلى أن ما يميز هذه التظاهرة الدولية، التي تحل عليها دولة البرتغال كضيفة شرف، هو غنى و تنوع برنامجها الذي يعد قيمة مضافة عما تداولته الدورات السابقة منذ انطلاقها سنة 2008.
و ذكر بالمناسبة بالجهود المبذولة من قبل الوزارة الوصية، حيث انخرطت في سلسلة من الاستثمارات التنموية الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع الحيوي، و ذلك من خلال تأهيل سلسلة من البنيات التحتية ذات الصلة، من قبيل حريستي الجديدة و مكناس، اللتين تم افتتاحهما هذه السنة في انتظار تعزيزهما سنة 2016 بفتح مركز لتداريب الفرس ببوزنيقة و آخر ببوسكورة سنة 2017.
و أشار إلى أن بلوغ عمر المعرض سنته الثامنة دليل على كونه بلغ مرحلة من النضج، حيث يعكس بذلك الدور الفعال الذي تضطلع به مختلف الجمعيات والفيدراليات الفاعلة في المجال من أجل الرقي بهذه التظاهرة الى المكانة التي يتطلع إليها كافة المهنيين والمغاربة قاطبة.
و في عرض لفقرات برنامج هذه الدورة، المنظمة تحمل شعار” الفرس : فنون ومهن”، تمت الإشارة إلى جملة من المباريات التي ستكون محكا حقيقا لقدرات المشاركين ومؤهلاتهم، منها “كأس المربين المغاربة للخيول العربية” و”المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة” و”المباراة الدولية للقفز على الحواجز” و”البطولة الدولية للخيول البربرية” و”البطولة الوطنية للخيول العربية البربرية”، فضلا عن لوحات فنية من فنون التبوريدة التقليدية.
كما تتضمن فعاليات هذا المعرض باقة من الندوات العلمية الثقافية، سيسلط من خلالها المتدخلون، من أساتذة و باحثين، الضوء على سلسلة من المواضيع المختلفة تهم بالأساس مستقبل اقتصاد الفرس من خلال الواقع الراهن و التحديات المستقبلية و المكانة التي يحظى بها الفرس لدى المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، فضلا عن قضايا أخرى ذات الصلة بموقعه على المستوى القانوني و الطبي.
أما رواق الجهات، فيتوخى من ورائه المنظمون كشف النقاب عما تزخر به جهات المملكة من تنوع ثقافي تراثي و طبيعي و إرث حضاري يمتد لقرون، كما يشكل هذا الفضاء فرصة لتبادل التجارب و المعلومات حول السبل التي من شأنها أن تعزز من قدرات الفرس و مكانته المتوارثة أبا عن جد.
من جهة أخرى، يقترح معرض الفرس للجديدة فضاء تربويا ترفيهيا مميزا، يستهدف النشأ من خلال برنامج غني ومتنوع يشمل مجموعة من الأنشطة الاجتماعية المتمثلة أساسا في حصص في ركوب على الخيول من فصيلة ” البوني” و غيرها من ألعاب الخيول، فضلا عن النزهة على متن العربات و ألعاب سحرية و ورشة للماكياج أخرى للفنون التشكيلية و التصوير.
و سيكون الجمهور خلال هذه التظاهرة، التي ستجرى أطوارها بحلبتين مستقلتين، على موعد مع عروض للفروسية تحييها مجموعة من الطاقات الإبداعية سواء بشكل انفرادي أو في شكل فرق، حيث تتخللها لوحات فنية من إنجاز نخبة من الفرسان من داخل المغرب وخارجه و خاصة من فرنسا والبرتغال والمجر.
و عموما تأتي هذه الدورة على غرار سابقتها في إطار الأهداف والمرامي التي رسمتها جمعية معرض الفرس الجهة المنظمة منذ تأسيسها في 20 ماي 2008، و التي تسعى من ورائها إلى إحداث قنوات للتعاون و الشراكة و التواصل مع كل الهيئات الحكومية، و القطاع الخاص و المجتمع المدني، و كذا مع كل المعارض المماثلة سواء بالمغرب أو الخارج، فضلا عن رغبتها في تشجيع كافة الأنشطة التي تهتم بتأهيل الفرس و إعطائه الأهمية المستحقة، و ذلك خدمة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للعالم القروي، و لإبراز موروث و تقاليد الفروسية للمملكة المغربية و إشعاعه.