أكد وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، أمس الإثنين بروما، أن المغرب يظل، بتوجيهات سامية من جلالة الملك محمد السادس، ملتزما بتقاسم خبرته مع البلدان الإفريقية الشقيقة في تنفيذ سياسة طموحة تروم إرساء أمنها الغذائي بشكل مستدام.
وأبرز الوزير، خلال لقاء نظمه المغرب في مقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) على هامش الدورة 149 لمجلس هذه المنظمة الأممية المنعقد ما بين 16 و20 يونيو الجاري بروما، أن التعاون جنوب-جنوب في إفريقيا في المجال الفلاحي يمكن أن يساهم بشكل ملحوظ في التخفيف من الهوة الفلاحية التي تعاني منها القارة، مستعرضا بالمناسبة مبادرات التعاون جنوب-جنوب التي أنجزها المغرب وتلك التي يعتزم إنجازها مستقبلا بمعية الفاو لصالح إفريقيا.
وأضاف أنه إلى جانب برامج التعاون التي يتم تنفيذها على المستوى الثنائي، شرع المغرب في تعاون ثلاثي غني ومتنوع لصالح التعاون جنوب-جنوب مع الفاو والعديد من البلدان الإفريقية، ضمنها بوركينا فاسو والنيجر وجمهورية إفريقيا الوسطى وجيبوتي.
كما ذكر السيد أخنوش أنه تم إحداث صندوق ائتماني برسم الاتفاقية الإطار المبرمة مع المدير العام للفاو خلال المناظرة الوطنية السابعة للفلاحة في أبريل الماضي في مكناس، موضحا أن هذا الصندوق موجه لمساعدة البلدان الإفريقية على الرفع من إنتاجيتها الفلاحية بشكل مستدام وتحسين أمنها الغذائي.
وتخول الاتفاقية الإطار، المبرمة في 23 أبريل 2014، إحداث صندوق بمثابة رافعة مالية للتعاون جنوب-جنوب الثلاثي الأطراف بين المغرب والفاو والبلد المستفيد. وسيستفيد هذا الاتفاق المبتكر من الدعم المالي للصناديق الحكومية والخاصة، وتعتبر غينيا أول بلد يستفيد منه.
كما تم توقيع اتفاقية أخرى بين القرض الفلاحي للمغرب والفاو يلتزم بموجبها هذا البنك بالمساهمة في تمويل هذا الصندوق الائتماني.
وتم خلال هذا اللقاء، الذي نشطه سفير المغرب في إيطاليا حسن أبو أيوب، التركيز بالخصوص على النجاح الذي يعرفه مخطط المغرب الأخضر ووقعه الإيجابي على الواقع اليومي للأشخاص المعنيين، بمن فيهم صغار الفلاحين والمنخرطون في تعاونيات ونساء قرويات، الذين أبرزت شهاداتهم التلقائية في شريط تم عرضه بالمناسبة النجاح الواضح للمخطط الذي انتزع إعجاب العديد من البلدان، خاصة الإفريقية.
وتعتبر الفاو هذا المخطط نموذجا في مجال تطوير القطاع الفلاحي يشكل “مصدر إلهام هام” من أجل تطوير الأمن الغذائي في إفريقيا، وتعزيز مقاومة التهديدات، وتحسين تدبير الموارد الطبيعية.
ويعزز هذا الاعتراف مقاربة المغرب لنقل الخبرات والتعاون المتقارب مع شركائه الأفارقة.
ومن جهة أخرى، تابع الحضور مقتطفات من الكلمتين اللتين ألقاهما الرئيسان المالي والغيني خلال المناظرة الفلاحية الأخيرة في مكناس.
وكان رئيس جمهورية مالي السيد إبراهيم بوبكار كايتا قد أبرز بالخصوص أن الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس في المجال الفلاحي تعود بالنفع ليس فقط على المغرب وإنما أيضا على القارة الإفريقية ككل.
وأوضح السيد كايتا في هذا الصدد أن محاربة الفقر بالعالم القروي يمر حتما عبر التحكم في القطاع الفلاحي والموارد المائية، مشيدا، في هذا السياق، بسياسة جلالة الملك الراحل الحسن الثاني في مجال بناء السدود.
كما ثمن الرئيس المالي دعم المغرب من أجل إنقاذ نهر النيجر كمصدر للحياة بالنسبة لجزء كبير من منطقة الساحل والذي يمر عبر المناطق الجافة لمالي والنيجر.
من جانبه، قال رئيس جمهورية غينيا السيد ألفا كوندي “إننا نأمل أن يضع المغرب رهن إشارتنا خبرته في مجال التنمية الفلاحية” وأبرز الإنجازات الهامة التي تمكن المغرب من تحقيقها في مجال الفلاحة بفضل مخطط المغرب الاخضر، مؤكدا ان الأمر يتعلق ب “تتويج للرؤية النموذجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وعلى هامش اللقاء، الذي شارك فيه السيدان محمد صديقي، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري، وطارق السجلماسي، رئيس مجموعة القرض الفلاحي بالمغرب، إلى جانب دبلوماسيين ومندوبين عن العديد من البلدان الممثلة لدى الفاو، تم توزيع أقراص مدمجة حول الشبكة الرقمية للدعم الاستشاري والبحث والتواصل (فيركون) التي أطلقها في أبريل الماضي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
وتخول هذه المبادرة التكنولوجية تحسين التواصل وتبادل المعلومات بين منظمات البحث الزراعي ومصالح قطاع الفلاحة، وباقي فاعلي التنمية القروية وصغار الفلاحين والفلاحات.
ويتم تفعيل الشبكة التي تحمل اسم “أرضنا” من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري بتعاون مع الفاو.
وكانت الفاو قد منحت المغرب، أمس الإثنين، جائزة تقديرا لجهوده في مكافحة الجوع وسوء التغذية وتم تسليمها للسيد أخنوش في حفل رسمي ترأسه بمقر الفاو المدير العام للمنظمة خوسي غرازيانو داسيلفا.
وتتوج الجائزة جهود المملكة التي قلصت من انتشار سوء التغذية من 6,7 في المئة في 1990-1992 إلى أقل من 5 في المئة في 2011-2013. وخلال نفس الفترة، تراجع عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية من 1,7 مليون في 1990-1992 إلى 1,6 مليون في 2011-2013.
وهكذا تمكن المغرب قبل موعد 2015 من تحقيق الهدف الاول من أهداف الألفية من أجل التنمية المتمثل في القضاء على الجوع.