وقعت المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، و مجموعة القرض الفلاحي، اليوم الخميس بالرباط، على مذكرة تفاهم حول الشراكة من أجل الغابات، و اتفاقية شراكة لتمويل مشاريع تهدف إلى صون وتنمية النظم الإيكولوجية للغابات المغربية.
و وقع على هاتين الاتفاقيتين المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي ورئيس مجموعة القرض الفلاحي السيد طارق السجلماسي.
و تهدف مذكرة التفاهم إلى وضع إطار للتعاون بين الطرفين، بخصوص آليات تمويل المشاريع الخاصة بالمحافظة على النظم الإيكولوجية للغابات، وتفعيل مشاريع تأخذ بعين الاعتبار إشكالية محاربة التصحر وحماية الموارد المائية، والتأقلم مع التغييرات المناخية والمحافظة على التنوع البيولوجي.
و بخصوص الاتفاقية ، تلتزم المندوبية السامية باقتراح مشاريع تستجيب للمعايير المتفق عليها، طبقا للميزانية المقدمة من قبل مجموعة القرض الفلاحي، وتتبع سيرورتها ودرجة تفعيلها وفقا لمخطط زمني مدروس ومحدد مع تقييم النتائج بشكل دوري.
و بمقتضى الاتفاقيتين ، ستتكلف مجموعة القرض الفلاحي، بالعمل على اقتراح أو اختيار مشاريع من بين المقترحات المقدمة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والمساهمة في تمويلها، والتنسيق فيما يتعلق بمتابعة المشاريع، إضافة إلى دراسة التقارير النهائية للمشاريع المنجزة، وتقييم مدى تحقيقها للأهداف بما يتماشى مع المؤشرات المتفق عليها ، والمتمثلة في محاربة التصحر و حماية الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية والمحافظة على التنوع البيولوجي .
و أكد المندوب السامي للمياه والغابات و محاربة التصحر،أن الاتفاقية تهدف إلى دعم سياسات الحفاظ على البيئة بشكل عام، من خلال مشاريع ميدانية ترتكز على الحفاظ على النظم البيئية، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي حققتها بعض مشاريع التشجير والمحافظة على الأراضي.
و شدد السيد الحافي على ضرورة الانفتاح على المجتمع المدني، سواء تعلق الأمر بالجمعيات أو التعاونيات، فضلا عن انخراط المقاولات في مجهود تقوية المحافظة على الموارد الطبيعية الوطنية، وخلق تنمية بيئية واجتماعية للساكنة المتواجدة بهذه الغابات.
من جانبها، أوضحت مديرة التمويل والتنمية المستدامة بالقرض الفلاحي، السيدة مريم الدخيل، أن الاتفاقية الموقعة، تعد الحجر الأساس لمخطط حماية الغابات بالمغرب، والتي ستسمح بتمويل عدد من المشاريع على مستوى غابة المعمورة، وبعض غابات الأطلس المتوسط بمنطقة إفران، وبعض المناطق التي ستكون في صلب اهتمام المؤسستين، بغلاف مالي مبدئي يتراوح ما بين 200 ألف درهم و300 ألف درهم.
و تجدر الاشارة إلى أن مجموعة القرض الفلاحي ابتكرت طبقا للاتفاقية الموقعة، بطاقة ائتمان تحت اسم “البطاقة الخضراء”، سيمكن استخدامها من طرف العميل من تمويل مشاريع الغابات المستدامة والمساهمة في حماية الغابات والنظم البيئية دون أية تكلفة.
و ستشكل هاتان الاتفاقيتان دور المحفز في جذب شركاء جدد واعين بأهمية المحافظة على التوازن البيئي، ووسيلة لتطوير الشراكات بين مختلف القطاعات وكذلك تنويع الموارد المالية المخصصة للحفاظ على الغابات المغربية.