لقاء إفريقي بمراكش للتفكير في السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

لقاء إفريقي بمراكش للتفكير في السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي

التأم اليوم السبت بمراكش، في إطار المؤتمر الدولي الأول للتعاون جنوب -جنوب في الميدان الفلاحي، وزراء و مسؤولون بقطاع الفلاحة من أزيد من 20 بلدا إفريقيا إلى جانب مسؤولين بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو)، و ذلك للتبادل و التفكير حول السبل المبتكرة لتعزيز التعاون جنوب -جنوب في المجال و حول الوسائل الكفيلة بتحقيق الهدف الاستراتيجي المتعلق بالأمن الغذائي بالقارة.

و سيركز هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل وزارة الفلاحة و الصيد البحري و الفاو، على الزراعات الصغيرة و الفلاحة العائلية التي تشكل أبرز الأنشطة الفلاحية بالقارة.

و يندرج هذا المؤتمر الوزاري في إطار الاتفاق العام الموقع بين منظمة (الفاو) و وزارتي الفلاحة و الصيد البحري و الاقتصاد و المالية على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس و الذي مكن من إحداث صندوق إئتماني لمساعدة الدول النامية بإفريقيا على الرفع من إنتاجها الفلاحي و بلوغ أهداف الأمن الغذائي.

و خلال هذا اللقاء، سينكب خبراء أمميون و مسؤولون بقطاع الفلاحي، على مدى يومين، على بحث الوسائل الكفيلة بتطوير التعاون جنوب -جنوب لفائدة الزراعة العائلية من خلال التركيز على القضايا التي تكتسي أهمية بارزة وتهم “الابتكار من أجل الفلاحة العائلية” و”تدبير الموارد المائية من أجل فلاحة عائلية” و”تمويل الفلاحة العائلية”.

و أكد وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر، التزام المغرب بتعزيز التعاون جنوب -جنوب و استعداد المملكة لتقديم خبرتها في المجال الفلاحي لفائدة البلدان الإفريقية من خلال نماذج ناجعة للتعاون و مبتكرة تشرف عليها الفاو.

و قال الوزير إن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس يولي أهمية خاصة للتعاون جنوب جنوب، فخلال جولته الأخيرة بإفريقيا وقعت عشرة اتفاقيات شراكة همت فقط الميدان الفلاحي”.

و استطرد قائلا “نرغب في تقاسم الرؤية الصائبة للفاو فيما يتعلق بالزراعة العائلية والتي جعلتها في تناغم مع استراتيجيتها للتنمية الفلاحية و التي تلتقي مع رؤية المملكة في ميدان النهوض بالفلاحة التضامنية و الفلاحين الصغار”، مؤكدا إرادة المغرب من أجل العمل بتشاور مع الفاو في هذا الاتجاه من خلال برامج عمل وتقاسم تجارب ناجحة مع البلدان الإفريقية.

و بخصوص الصندوق الائتماني الذي وضعه المغرب من أجل مساعدة البلدان النامية بإفريقيا على الرفع من إنتاجها الفلاحي و الذي تسيره الفاو، أعلن السيد أخنوش بهذه المناسبة، عن مقترح التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمينات للاستثمار في هذا الصندوق، مضيفا أن “شركاء آخرين خواص سيلتحقون بهذه المبادرة لكونها جادة و ذات مصداقية”.

و أبرز أن هذا الصندوق سيواكب، على الخصوص، الباحثين و المكونين و التقنيين و المهنيين بإفريقيا و تقديم الخبرة و مواكبة التنمية الفلاحية، مؤكدا أن حضور 14 وزيرا و29 وفدا إفريقيا في لقاء مراكش يعكس أهمية و نجاعة هذا التوجه. كما يشكل لقاء مراكش مناسبة للتفكير الموسع حول التحديات المرتبطة بتنمية الفلاحة بإفريقيا سواء على المستوى التكنولوجي أو المالي و ذلك بهدف تحديد السبل المبتكرة للمضي قدما في هذا الورش القاري و الوصول إلى الهدف الأسمى و المتجلي في تحقيق الأمن الغذائي بإفريقيا.

من جانبه، شدد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (الفاو) السيد جوزي دا سيلفا، على أهمية التعاون جنوب جنوب بإفريقيا بالنظر للتحديات المشتركة في مجال الأمن الغذائي و تشابه الوقائع الجغرافية و المناخية و قدرة هذا النوع من التعاون على تقديم نماذج للتنمية و خبرات تتلاءم مع الخصوصيات المحلية.

و أضاف أن نموذج التعاون جنوب جنوب يساعد على تجاوز إكراهات مرتبطة بالمنهجية التقليدية مانح مستفيد و يتيح فرصة تقاسم التجارب و التعاون المتبادل من أجل تطوير الفلاحة العائلية التي تشكل إحدى دعائم استراتيجيات مكافحة الفقر و الجهود المبذولة لضمان الأمن الغذائي.

و أبرز السيد دا سيلفا تطابق وجهات النظر بين الفاو و المغرب فيما يهم التعاون جنوب جنوب ، مذكرا بأن المملكة أبانت عن نماذج بناءة وملموسة لهذا التعاون عبر العديد من المبادرات مع البلدان الإفريقية منذ 1998.

كما أشاد بمبادرة المغرب من خلال الصندوق الائتماني المحدث من أجل التعاون جنوب جنوب لدى الفاو و إرادة المغرب في المضي قدما في هذا الاتجاه من خلال إبرام اتفاقيات للتعاون الثلاثي الأطراف مع بلدان إفريقية.

و نوه أيضا، بقدرة المملكة على دفع القطاع الخاص إلى الانخراط في هذا التعاون جنوب جنوب.

و قال المسؤول الأممي إن تعزيز الفلاحة العائلية بإفريقيا يأتي ليدعم بشكل فعال جهود التنمية السوسيو اقتصادية، مؤكدا أهمية تركيز الأنشطة المتعلقة بهذا التعاون على الابتكار و اعتماد التكنولوجيات الحديثة و التدبير المعقلن للموارد المائية بالضيعات الفلاحية العائلية التي تفتقر للوسائل التقنية والمالية.

و تم خلال هذا اللقاء، عرض أنشطة منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة لفائدة الزراعات الصغيرة من خلال النهوض و تسهيل التعاون جنوب جنوب و التعاون الثلاثي الأطراف.

و بإعلانها 2014 سنة الفلاحة العائلية، تؤكد الفاو أن الضيعات الفلاحية العائلية تشكل عاملا حاسما من أجل الوصول إلى عالم خال من الفقر والمجاعة.

و حسب ذات المنظمة، فإن التعاون جنوب جنوب الذي أرسى دعائمه المغرب يشكل نموذجا على مستوى القارة الإفريقية، حيث يعمل بشكل فعال من أجل دعم هذا النوع من التعاون و تقديم خبرته للدول الأخرى بالقارة.

و قد بلغ عدد المتعاونين الذين أرسلهم المغرب إلى إفريقيا منذ سنة 1998 و حتى سنة 2009، ما مجموعه 68 خبيرا و تقنيا ببوركينافاصو و 10 خبراء و تقنيين بالنيجير و9 خبراء و تقنيين بجيبوتي، فضلا عن المساعدة التقنية المقدمة لجيبوتي.

و هم هذا التعاون العديد من المجالات، تشمل بالخصوص، إنتاج الفواكه و الهندسة الزراعية و الهندسة القروية و الصيد التقليدي و تكثيف إنتاج المزروعات و تدبير الماء و تنظيم و تأطير الفلاحين، و الإنتاج الحيواني وتربية المواشي و تربية النحل. كما مكن التعاون المغربي من تحسين قدرات الفلاحين و حكومات العديد من البلدان الإفريقية. ففي يونيو الماضي، وقع المغرب اتفاقا عاما جديدا للتعاون جنوب جنوب مع منظمة الفاو يضم مليون دولار كمساهمة أولية لفائدة البلدان الإفريقية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً