عملية لإحاشة الخنزير البري بالجماعة القروية سيدي عيسى بن سليمان بإقليم السراغنة
تعبأ يوم الثلاثاء 30 دجنبر 2014 عشرات الصيادين بإقليم السراغنة من أجل الانخراط في عملية إحاشة الخنزير البري التي تشنها المديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر على مستوى واد لخضر بالجماعة القروية سيدي عيسى بن سليمان حيث يتمركز هذا الحيوان.
و تأتي هذه العملية، حسب رئيس مكتب القنص بالمديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بقلعة السراغنة أحمد جلول، بعد التوصل بعدد من الشكايات تقدم بها، على الخصوص، سكان دواوير الحليليفة و أولاد عبد الله و أولاد حسين و أولاد بوخاري بسبب تعرض مزروعاتهم للإتلاف من قبل الخنزير البري بشكل شبه يومي.
و أضاف السيد جلول، أن هذه العمليات التي تتم من أجل حماية الساكنة و صيانة التوازن الإيكولوجي، حظيت بترحيب الساكنة المحلية التي تضررت مزروعاتها المعيشية بسبب الخنزير البري.
و أبرز أن الموقع المتواجد على مستوى واد لخضر يعد ضمن “23 نقطة سواء ” تم تحديدها هذه السنة من قبل المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بجهة الأطلس الكبير، التي تعتبر منطقة تمركز الخنزير البري، حيث تشكل موقعا ملائما لانتشار هذا الحيوان بسبب كثافة الغطاء النباتي بجوار مجاري المياه.
و في بداية هذه العملية، قام رئيس مكتب القنص بتوزيع صدريات خضراء على الصيادين و استعراض التعليمات المتعلقة بالسلامة و أهداف العملية، قبل أن ينضم شباب الدواوير بشكل تطوعي إلى هذه العملية، من خلال قيامهم بإزالة النباتات و تسهيل عملية مطاردة الخنازير و توجيه مسارها نحو الصيادين. و انطلقت العملية بإطلاق أعيرة نارية في الهواء بهدف إخافة الخنازير و إخراجها من أماكن اختبائها.
و تشن المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة الاطلس الكبير، وعلى غرار باقي جهات المملكة، عمليات إحاشة الخنازير رفقة شركائها منذ بداية موسم القنص 2015-2014 وإلى 31 غشت 2015.
و بالنسبة للنقط السوداء التي حددتها المندوبية خلال موسم 2013-2014 لتبيان التوزيع الجغرافي للمناطق الاكثر تضررا بالجهة، فقد تم تحديد حوالي 20 نقطة سوداء بالجهة، 44 بالمائة منها تتمركز بإقليم شيشاوة، حيث برمج لها 30 عملية إحاشة تم خلالها القضاء على 109 خنازير برية.
و في ما يتعلق بموسم 2014-2015، فقد تمت برمجة حوالي 27 عملية إحاشة و تحديد حوالي 23 نقطة سوداء.
يذكر أن هذه العمليات، التي تنظم من طرف المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر رفقة جميع الشركاء، تتم في إطار استراتيجية عمل تشاركية للتحكم في تكاثر الخنزير البري، و ترمي بالأساس إلى تحقيق هدفين في آن واحد يتجليان في التحكم في الخنزير البري و الحد من أخطاره و أضراره ثم المحافظة على التنوع البيولوجي و على التوازنات الطبيعية.
كما أن الخطة التي تنهجها المندوبية في ما يتعلق بالحد من تكاثر الخنزير البري بجميع جهات المملكة تعد ناجحة، و ترتكز على نفس التقنيات و المناهج المتبعة في الدول التي تعاني من هذه الآفة مع تكييف هذه العمليات مع المعطيات و الخاصيات الميدانية لكل جهة.