المقال موضوع الرد، سبق أن نشره الموقع الرسمي للنقابة بتاريخ 10/05/2014، وقامت عدة مواقع إلكترونية بنقله، من بينها أحد المواقع المغربية يشرف عليه دكتور مصري، فقام هذا الدكتور بالتدخل في المقال ببتر أكثر من نصفه (17 سطرا) كما قام بتغيير بعض المصطلحات، مما أدى إلى تحويله من مقال يحذر من الاستخدام الخاطئ لبعض المواد إلى عكس ذلك تماما، مع الإبقاء على اسم الكاتب والمصدر !!، كل هذا دون استشارة صاحب المقال ولا علمه.
نص الرد بقلم السيد الحسن بنبل: رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب.
. في الحقيقة ما كنت لأكلف نفسي عناء الرد لو لم يكن من المتدخلين في مقالي شخص يستحق كل التقدير والاحترام لإسهامه في تقديم ونشر معلومات ونصائح تتعلق بتربية النحل بالعالم العربي، وأخصه بالذكر: الدكتور أيمن عويس،الذي لم تتح لي فرصة التعرف عليه من قبل، غير أني اكتشفت مصادفة في الأسبوع الماضي أنه تدخل في مقالي بشكل أثار انتباهي مما اضطرني في هذه الحالة إلى الرد، فقط من أجل تصحيح بعض المفاهيم لدى المتتبعين من النحالين الناطقين باللغة العربية.
. ففي يوم 05/09/2015، وأثناء تنقلي بين صفحات موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، صادفت تناول أحد المواقع الالكترونية المتخصصة في مجال تربية النحل، لمقال كتبته السنة الماضية ردا على تساؤلات بعض الفلاحين أثناء مشاركتهم في أحد البرامج الإذاعية، حيث اتصل بي حينها مقدم البرنامج على الهواء مباشرة، يستفسرني عن ماهية حمض “الأكساليك” وجدوى استعماله من قِبل النحالين المغاربة لمكافحة طفيل “الفاروا”، وكان جوابي أنداك، جوابا محدودا وخاصا ومطابقا لسياق موضوع البرنامج. بعدها بيوم تقريبا، كتبت المقال (موضوع النقاش) وذكرت فيه بعض المعلومات “المقتضبة”، وأنا كتبت – “حسب ما يسمح به المقام”. وفي الأسبوع الماضي – كما ذكرت أعلاه – فوجئت بموقع نِحالة تافوغالت، قد قام ببتر جزء من المقال، وتصرف في بعض المصطلحات دون استشارتي ولا علمي !!. حينها، وبعد مراسلتي للموقع، جاءني الرد بأن المقال تم تعديله من قِبل الدكتور أيمن عويس. وقد ذكرت في مراسلتي للموقع أن هذا تصرف خطأ، فالدكتور أيمن عويس أدرى بحقوق المؤلف والملكية الفكرية وحق التصرف ……إلخ.
. وبغض النظر عن صفتي وتخصصي ومدى إلمامي بشؤون تربية النحل، فالمقال سبق وأن نشره موقع “فلاح تيفي” وهو موقع يحظى بدعم وزارة الفلاحة، ويتوفر على لجنة علمية مكونة من كبار الخبراء المغاربة في المجال الفلاحي، وكذلك نشره موقع “النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب”، وعدة مواقع أخرى، ولم يتعرض لأي تغيير أو بتر، بل لقي استحسانا كبيرا لدى النحالين.
. وأشير هنا فقط، أني لم أكتب هذه السطور قصد إعطاء دروس للدكتور المحترم أيمن عويس، أو للدكتور الجليل سعد الجبوري الذي أدلى بدوره بمعلومات حول ما ورد في مقالي تستدعي الرد والتوضيح، وكل هذا على سبيل إثراء النقاش، وتعميم الفائدة.
1)– لقد قام الدكتور أيمن عويس بالتدخل في مقالي بتغييره مصطلح (الحمض “النملي”) وعوضه بكلمتي (النمليك أو الفورميك).
الرد:
. شخصيا لا مانع لدي في التغيير، ولا حرج في التصحيح لو كان الخطأ في المصطلح الأول – لكن، وكما لا يخفى على الدكتور أيمن عويس ، أن الاسم العلمي لهذا الحمض هو: Acidum formicum، تعني بالفرنسية: acide formique، وبالانجليزية: Formic acid، وبالإسبانية: ácido fórmico، وبالعربية: الحمض النملي، نسبة إلى النمل الذي يفرز هذا الحمض بغزارة للدفاع عن نفسه أثناء تعرضه للخطر…إلخ.
لذلك، فإن النملي هو المصطلح الأصح لغويا، لأنه اسم منسوب، والاسم المنسوب كما هو معلوم في اللغة العربية، هو صفة لما قبله، وذلك بإضافة ياء مشددة في آخره فقط في حالة المفرد المذكر (كما هو الحال في مصطلح “النملي”)، وإضافة ياء مشددة وتاء مربوطة في حالة المفرد المؤنث (فنقول النملية، ولا نقول النمليكية)، ويعرب نعتاً إذا ذكر منعوته….إلخ، حيث نقول كمثال على ذلك: العالم العربي نسبة إلى العرب، ولا نقول عربيك كما نلفظها بالأنجليزية، والحمض النملي يباع لدينا بالمغرب في عبوات مختلفة الأحجام ومعروف بالاسم الذي استعملت. فما حاجتنا إذن إلى استعمال المصطلح الأجنبي مادام لدينا المقابل العربي المناسب والأحسن.
2)ـ أما الدكتور سعد الجبوري، فقد قال في تدخله، إن حمض “الأوكساليك” غير سام بتاتا ولا يشكل أي خطورة بالنسبة للإنسان ولا الحيوان…، وقدم لي نصائح جزاه الله عني خيرا، وطلب مني أن أصحح معلوماتي وأن أتحقق منها قبل النشر، وقد سايره الدكتور أيمن عويس في رأيه، وأشار بدوره أن لديه تحفظا على سمية حمض “الأوكساليك” بالنسبة للإنسان…، وقام بحذف جزء من المقال، كما قام بحذف عبارة (بتركيز معين) ووضع مكانها (بتركيز 3%)، وأنا تعمدت عدم تحديد نسبة التركيز لأسباب سأذكرها في الختام.
الرد:
. أولا: ليكن في علم الدكتور الجبوري أن الحمض “النملي” وحمض “الأوكساليك” و” التيمول”، و”الأميتراز” و”الفلوفالينات” و”الفلوميترين”….، كلها مواد خبِرتها واشتغلت عليها واستعملتها من أجل مكافحة طفيل الفاروا لما يناهز 26 سنة، أي منذ ظهور الطفيل بالمغرب في أواخر1989 إلى يومنا هذا، وكتبت العديد من المقالات في هذا المجال. ولسنين عديدة، اشتغلت رفقة خبراء مغاربة وأجانب على ابتكار أساليب طبيعية، وناقشت الفرنسي السيد: Maurice Chaudière ، في نظريته…، ولا زلت أشتغل على هذا الموضوع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ولقد توصلنا مؤخرا لنتائج مرضية ….،.
. ثانيا: فيما يتعلق بحمض “الأوكساليك” الذي تناولته في مقالي، فهو الحمض الذي يباع في المغرب على شكل مسحوق أبيض بتركيز 99.6% ، (ويحمل كيسه أو عبوته عدة كتابات وعلامات تحذيرية)، وهذا التركيز خطير جدا بالنسبة للإنسان والحيوان، ولقد سبق لي أن عاينت شخصيا حالات كارثية تعرض لها النحل جراء سوء استعمال هذا الحمض، ووقفت عند حالة تسمم ضحيتها أحد النحالين بمنطقة “العرجات” نواحي مدينة الرباط…، ولدي تجارب شخصية مع هذه المادة. لذلك أقول لك يا دكتوري الكريم – أن هناك لبسا في الموضوع، فاحتمال أنك قرأت أو سمعت عنه ولم تجربه، فليس من سمع كمن رأى، أو ربما كنت تستعمل حمض “الأوكساليك” المذاب في الماء، المعد خصيصا للنحل، وتركيزه يبدأ من 3% ولا يتعدى 10% ، حسب الغرض، والجرعة، كما أن كتابتك عنه بتلك الطريقة قد تدفع بأحد المتهورين لتناوله عن طريق الفم أو لمسه لمناطق حساسة من الجسم.
أما حجتك عن عدم سمية الحمض، لاحتواء جسم الإنسان على عدة أنواع من الأحماض بما فيها “الأوكسال”…، فهذا موضوع آخر يمكنك مناقشته مع ذوي الاختصاص، وقد حسبتك تتحدث هنا عن الأحماض الأمينية الطبيعية….، أما أنا فمجال تخصصي هو تربية النحل، وموضوعنا سمية حمض “الأوكساليك”، فهناك المئات من المواقع العلمية الإلكترونية بشتى اللغات، تتحدث عن سمية هذا الحمض، وتحذر من سوء استعماله، وسأحيلك على موقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا، أنظر الفقرة المتعلقة بالسلامة:
3)ـ استفسرني الدكتور سعد الجبوري عن النبتة السامة التي ذكرتها في مقالي، الضارة للماشية، المحتوية على تركيز عال من حمض “الأوكساليك”.
الرد:
. يوجد في المغرب عدة أنواع من النباتات النافعة والضارة، وقد تجد نباتات وأشجارا ينفرد بها المغرب عالميا كشجر الأرجان مثلا، كما تجد في بعض المناطق المغربية عدة أنواع من الأعشاب التي تشكل خطرا بالنسبة للماشية، الشائع منها الأنواع الثلاثة المعروفة محليا لدى مربي الماشية باسم: “تيط الموس” و”الشرياط” و”تيلوزيت”، وأشدها سمية هي نبتة “تيلوزيت” التي تحدثت عنها في مقالي، لاحتواء عصارتها على نسبة عالية من أملاح حمض “الأكساليك”، وهي نبتة موسمية تنبت بشكل تلقائي وعشوائي في فصل الربيع، أزهارها صغيرة صفراء اللون، وكما ذكرت في المقال، فهي خطيرة جدا بالنسبة للماشية، خاصة الأبقار في حال أكلها لهذه النبتة السامة مختلطة مع البرسيم...، وللمزيد من الإسهاب، سأتصل بأحد الزملاء المتخصصين في النباتات والأعشاب الطبية والعطرية، كي يتحفنا بمقال خاص عن هذا الموضوع، سننشره إن شاء الله في موقع “النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب”.
. لقد لاحظت مؤخرا أن العديد من المواقع الإلكترونية العربية، تنشر بعض المعلومات الخاطئة عن تقنيات تربية النحل، كما تعطي وصفات لعلاج بعض الأمراض والآفات دون تشخيص الحالة أو التأكد منها، فقد تتشابه الأمراض والأعراض، وتختلف طرق العلاج، كما تختلف نسبة تركيز المادة المعتمدة في العلاج من حالة لأخرى، حسب نوع الخلية، وكثافة النحل، والفصل أو الموسم، واختلاف العوامل المناخية حسب المناطق. لذلك تعمدت في مقالي موضوع النقاش، عدم تحديد نسبة تركيز حمض “الأوكساليك” واكتفيت بكلمة “معين”.
. كما لاحظت أن بعض الإخوة الخبراء في مجال تربية النحل، يحددون تاريخ معالجة طفيل الفاروا، معتمدين في ذلك ربما على الأحوال المناخية لبلدانهم، وهو أمر لا يمكن اعتماده في بلدان ومناطق أخرى، فمثلا الدكتور الجليل سعد الجبوري ذكر في تدخله أن علاج الفاروا (يطبق مرتين في السنة، المرة الأولى في شهر أكتوبر والثانية في نهاية مارس)، وهذا التاريخ، مثلا، لا يناسبنا في المغرب الذي يعرف ببلد الفصول الأربعة، فشهر أكتوبر يصادف فترة إزهار عدة أنواع من النباتات والأشجار العاسلة، مثل الخروب والأوكاليبتوس وساسنو…، ونهاية مارس يصادف لدينا أوج موسم التطريد. وهذان الموسمان يختلفان من بلد لآخر، ومن منطقة لأخرى.
لذلك، أود أن أوجه بعض النصائح لجميع النحالين المتتبعين:
أ) ـ معالجة طفيل الفاروا مرتين في السنة (أو عند الضرورة)، وتتم المعالجة بعد موسم الفيض أي بعد جني العسل آخر السنة، حيث تقل الحضنة وكذلك تفاديا لترسبات المواد وتلويث العسل.
والمرة الثانية تتم قبل موسم التطريد أي قبل الفترة التي تضع فيه الملكة بيض الذكور.(وسأتطرق لهذا الموضوع بالتفصيل مرة أخرى إن شاء الله).
ب) ـ اقتناء الأدوية ومواد مكافحة الفاروا من المحلات المعتمدة، سواء صيدليات أو بيطريين أو محلات بيع معدات تربية النحل، مع مراعاة تاريخ الصلاحية وطريقة الاستعمال، وفي حالة الشك، يجب استشارة الأطباء البيطريين ذوي الاختصاص، أو خبراء في مجال تريية النحل، وعدم تطبيق أي علاج قبل التأكد من مدى صحته وسلامة استعماله.
ج) ـ لقد كان الأَولى بمن أراد أن يوجه تنبيها على ما تصوره أخطاء، ألا يقوم بالتدخل في مقال منشور، وإنما أن يكتب مقالا آخر يثبت فيه ما يعده تصحيحا لهذه الأخطاء، بدل أن يتصرف بما لا تمنحه له أخلاقيات العِلم، ولا مقومات الكتابة والنشر.
وبهذا أختتم النقاش متمنيا للمواقع المغربية المتخصصة في المجال الفلاحي، المزيد من التألق والعطاء.