تقديم حصيلة القطاع الفلاحي بجهة الغرب الشراردة بني احسن
نظمت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الغرب الشراردة بني احسن أمس الخميس 12 فبراير 2015 بالقنيطرة لقاء تواصليا خصص لاستعراض حصيلة القطاع الفلاحي بالجهة.
و يندرج هذا اللقاء الذي عرف حضور عدد من الفاعلين الجهويين والمحليين، في إطار اللقاءات التواصلية لقطب الإنتاجية و التشغيل ، و التي تنظم بدعم من ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن.
و تتوخى هذه اللقاءات تدعيم التواصل حول أداء قطاعات و مؤسسات الدولة على مستوى الجهة.
و أبرزت السيدة زينب العدوي والي جهة الغرب الشراردة بني احسن و عامل اقليم القنيطرة، بهذه المناسبة، أن هذه اللقاءات التواصلية للمصالح اللا ممركزة و المصالح التابعة لولاية الجهة ذات الصلة، تأتي تكريسا للاختيار الراسخ للتواصل المؤسساتي و التفاعل مع كافة مكونات الجهة من مصالح إدارية، و هيئات منتخبة و تشكيلات المجتمع المدني، “إيمانا منا بأن تحقيق التنمية الاقتصادية و الرفع من مؤشرات التنمية البشرية بجهتنا يتطلب تظافر جهود الجميع و الانخراط بروح المسؤولية في الأوراش المفتوحة و التي بدأت تعطي أولى ثمارها”.
و أشارت إلى ما تزخر به جهة الغرب الشراردة بني حسن من مؤهلات هامة تجعلها من أهم المناطق الفلاحية بالمملكة، حيث تتميز بمساحة صالحة للزراعة تقدر ب 518 ألف هكتار، منها حوالي 178 ألف هكتار من الأراضي المسقية، علاوة على وجود مصادر هامة للمياه تقارب خمسة مليارات متر مكعب بحوض سبو، أي زهاء 27 بالمائة من مجموع المياه السطحية المعبأة على الصعيد الوطني، مما يؤهلها لتصبح أكبر دائرة سقوية على الصعيد الوطني و قطبا واعدا للاستثمار في الميدان الفلاحي في إطار المخطط الفلاحي الجهوي.
و أكدت السيدة العدوي على أن الدعم الكبير الذي لقيه القطاع الفلاحي في الجهة في إطار مخطط المغرب الأخضر مكن من إحداث طفرة نوعية في تنمية العديد من سلاسل الإنتاج و خلق دينامية جديدة في الاستثمار الفلاحي و الزيادة في الإنتاج، مما أدى إلى تحسين ظروف عيش الفلاحين و الساكنة القروية.
غير أنها أشارت في المقابل إلا أن “جهتنا ما زالت مطالبة بمزيد من الجهود في الميدان الفلاحي بالنظر إلى المؤهلات و الإمكانات الكبيرة التي تمتاز بها، مما يستوجب تظافر جهود جميع المتدخلين و الفاعلين في هذا القطاع الحيوي الذي يشكل العمود الفقري للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية بالجهة لا سيما في التأطير و التكوين الفلاحي”.
و من جانبه، قدم المدير الجهوي للفلاحة لجهة الغرب الشراردة بني احسن السيد المهدي الريفي عرضا، أبرز فيه قيام وزارة الفلاحة و الصيد البحري ببلورة مخطط جهوي فلاحي يضمن تحقيق تنمية جهوية من خلال الاستثمار الأمثل لمؤهلات المنطقة.
و يروم المخطط إنجاز 125 مشروعا، في أفق سنة 2020، من بينها 103 مشاريع في إطار الدعامة الأولى و 22 مشروعا في إطار الدعامة الثانية، باستثمارات إجمالية تبلغ 38,64 مليار درهم.
و تساهم الدولة في تمويل هذا المخطط الذي يتوزع على عدة محاور تشمل الأشجار المثمرة، و الخضر و الفواكه، و الزراعات السكرية، و الحبوب، و الإنتاج الحيواني، بنسبة 66 بالمائة فيما تبلغ مساهمة القطاع الخاص في تمويله نسبة 34 بالمائة.
و أشار المدير الجهوي في هذا الصدد إلى أن حصيلة إنجاز مشاريع المخطط الجهوي تعد “مشجعة” حيث تم إنجاز 57 مشروعا في إطار الدعامة الأولى ، و هو ما يمثل 55 بالمائة من إجمالي المشاريع المزمع تنفيذها في أفق سنة 2020، و ذلك باستثمارات بلغت 10 ملايير و 307 مليون درهم، و 11 مشروعا في إطار الدعامة الثانية باستثمارات تبلغ 157 مليون درهم.
و بخصوص حصيلة عمل سنة 2014، أبرز السيد المهدي الريفي أن تقدم إنجاز البرنامج التعاقدي الذي وقعته الحكومة مع مهنيي مختلف القطاعات شهد تقدما “مشجعا جدا” بالنظر إلى الأهداف المحددة سلفا. حيث تم إنجاز 115 بالمائة من البرنامج المخصص للحوامض و 92 بالمائة بالنسبة لبرنامج النباتات الزيتية، و 89 بالمائة بالنسبة للأرز و 70 بالمائة بالنسبة للزراعات السكرية و 120 بالمائة بالنسبة لأشجار الزيتون و 107 بالمائة بالنسبة للفواكه الحمراء و 88 بالمائة بالنسبة للحليب.
كما تطرق إلى الشراكة بين القطاعين العام و الخاص، موضحا أن جاذبية الجهة للاستثمارات تمثلت في تمكين المستثمرين من 127 مشروعا باعتمادات تبلغ أربعة ملايين درهم و تهم مساحة تبلغ 25 ألف هكتار.
و بخصوص برنامج عمل سنة 2015، فقد أشار المدير الجهوي للفلاحة إلى أنه يشمل مجموعة من المحاور، ففي مجال التنمية الفلاحية، فإن العمل جار من أجل مواكبة المشاريع التي أعطيت انطلاقتها في إطار الدعامة الأولى و إطلاق خمس مشاريع جديدة (الحليب، الحبوب، الأرز، الفلفل الحار)، و مواصلة تطبيق مخططي النهوض بقطاع قصب السكر و الأرز، و شق و صيانة المسالك الفلاحية باستغلاليات الأرز، إلى جانب متابعة عشرة مشاريع في إطار الدعامة الثانية و تشمل سلاسل الزيتون و تربية النحل و اللحوم الحمراء و التين إلى جانب تثمين المنتوجات المحلية.
و بخصوص محور التهيئة الهيدرو فلاحية ، فإن العمل فيها يشمل مواصلة عمليات إحداث و صيانة المسالك الفلاحية في المناطق السقوية و البورية، فيما يهم البرنامج الوطني لاقتصاد ماء السقي، متابعة أشغال الانتقال من نظام الري بالرش إلى نظام الري الموضعي على مساحة تبلغ 11881 هكتارا، و إطلاق دراسة جدوى لاستبدال نظام الري بالرش بنظام الري الموضعي على مساحة 9000 هكتار ( شرق بهت)، و استكمال أشغال التهيئة الخارجية على مساحة 3957 هكتار و مواكبة الفلاحين من أجل التهيئة الداخلية.
كما تشمل الجهود المبذولة، متابعة برنامج تحسين خدمة ماء السقي، و الذي يشمل صيانة التجهيزات الهيدروفلاحية بغلاف مالي يبلغ 126 مليون درهم، و صيانة شبكات صرف المياه (21 مليون درهم) و مواصلة دراسة جرد و تشخيص وضعية محطات الضخ و مساندة عملية توزيع ماء الري على مستوى المستعملين بمنطقة نفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب (8,6 مليون درهم).
كما تطرق المدير الجهوي للفلاحة لمختلف الجهود و العمليات التي تهم بالخصوص عمليات التخصيب الاصطناعي و الرعاية الصحية للمواشي ، و أنشطة المجلس الفلاحي، و مختلف عمليات البحث و التنمية.
أما على مستوى الموسم الفلاحي المنصرم، فقد أبرز السيد المهدي الريفي أنه بالرغم من الظروف المناخية المتوسطة، فقد حققت أغلب القطاعات بالجهة نتائج هامة موضحا أنه تم في هذا الصدد إنتاج 8,4 مليون قنطار من الحبوب و408 ألف طن من الحوامض و 510 ألف طن من الشمندر السكري و 360 مليون لتر من الحليب.
و أشار إلى أن الجهة شهدت حدثين بارزين يتمثلان في توقيع اتفاقية تتعلق بالبحث و التنمية بين المهنيين و المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، تهم قطاع الزراعات السكرية، و كذا توقيع عقد برنامج بين الدولة و المهنيين من أجل تأهيل قطاع الأرز.
و من جهة أخرى، استعرض المدير الجهوي للفلاحة مستويات تقدم إنجاز عدد من البرامج و المشاريع و لاسيما ما يتعلق بتوسيع المساحة المسقية و برامج استبدال أنظمة الري و تحسين خدمة الماء و تطوير شبكات الري.
كما أشار إلى أن إجمالي المساعدات و العمليات التي قدمتها الدولة لفلاحي الجهة، في إطار صندوق التنمية الفلاحية، خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2008 و 2014، قد بلغ مليار و 165 مليون درهم.
و توج هذا اللقاء بزيارة ميدانية لضيعة نموذجية لانتاج الحليب و لمحطة لتصريف المياه تساعد على التخفيف من تجمع المياه الأمطار و الفيضانات.