ثمن الكاتب العام للمندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، السيد عبد الرحيم الهومي،يوم أمس الأربعاء بمدينة طنجة، مستوى تنمية الغابات بجهة طنجة-تطوان و المبادرات القائمة لتأهيل الغابات الحضرية و شبه الحضرية.
كما نوه السيد الهومي، في كلمة خلال ندوة نظمتها المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بمنطقة الريف، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للغابات تحت شعار “الغابات و المناخ و التغيير المناخي”، بالجهود المبذولة من طرف ولاية جهة طنجة تطوان و مختلف المتدخلين بالمنطقة لتطوير قطاع الغابات بشكل عام، و الغابات الحضرية و شبه الحضرية على وجه الخصوص، و إعادة تأهيل المناطق الغابوية التي تشكل رئات خضراء للمدن.
و ركز السيد الهومي، بالمناسبة، على التطور الملموس الذي تحقق على مستوى غابة بيرديكاريس بطنجة، التي حصلت على لواء التميز كغابة للاستقبال و التنزه في إطار المسابقة الوطنية، التي أشرفت على تنظيمها المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، مشيرا إلى أن هذا التتويج المستحق ينبني على تميز هذه الغابة و تنميتها المتوازنة التي تندرج ضمن تنفيذ برنامج طنجة الكبرى التنموي و مشاريع التنمية المندمجة للمدن الكبرى.
و في هذا السياق، قال السيد الهومي إن هذا اللقاء يعد مناسبة للوقوف على وضعية الغابات على المستويين الوطني و الجهوي، و التحديات التي يجب تجاوزها، و تحسيس المواطنين و الفعاليات المحلية للانخراط في الأوراش التي أطلقتها المملكة لمواجهة التحديات التي تطرحها التغييرات المناخية.
و أضاف أن تخليد اليوم العالمي للغابات يتزامن مع انتهاء البرنامج العشري 2005 – 2014 للمندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، و الذي توج بالعديد من الإنجازات الهامة في مجال تدبير قطاع الغابات، بدليل أن المساحات الغابوية المحفظة و المسجلة كملك غابوي ارتفعت من 13 ألف هكتارا في سنة 2005 إلى 5ر2 مليون هكتار حاليا، مضيفا أن 98 في المائة من الملك الغابوي تم تحديده في السنوات العشر الأخيرة من قبل المندوبية السامية.
و أشار إلى أن مساحة الغابات ارتفعت بنسبة 2 بالمائة في المغرب بين عامي 2000 و2010، أي ما يعادل 116 ألف هكتارا، مضيفا أنه تمت إعادة تشجير 400 ألف هكتارا من المساحات الغابات خلال هذه الفترة.
و قال السيد الهومي إن هذه الإنجازات تندرج في إطار مخططات تهيئة و إعادة تأهيل الغابات بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي و المناطق المحمية، و ضمان الاستغلال الأمثل للغابات لضمان استدامة الغابات و المساهمة في تلبية احتياجات البلاد من المنتجات الغابوية، مشيرا إلى أن التحديات الراهنة الرئيسية تتمثل في الحفاظ على الموارد مع الاستجابة للحاجيات من المنتجات الغابوية بطريقة معقلنة.
و دعا، في هذا السياق، جميع الفعاليات المعنية إلى بذل المزيد من الجهود و الانخراط بطرق ملموسة في أجرأة و تنفيذ البرنامج الجديد للمندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر الممتد من 2015 إلى 2024 للمحافظة على الموارد الطبيعية و تلبية متطلبات الحاضر و المستقبل.
و تم، على هامش هذا اللقاء، توقيع اتفاقيتين تهم الأولى تنفيذ برامج تأهيل حوض وادي مرتيل، فيما تهدف الثانية إلى وضع إطار عام للشراكة و التعاون لخلق الظروف المثلى لتنمية و تطوير و تدبير الغابات الحضرية و شبه الحضرية في إقليم شفشاون.
و تسعى الاتفاقية الأولى، التي تم توقيعها من طرف المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر بمنطقة الريف، و المديرية الإقليمية للفلاحة بتطوان و وكالة الحوض المائي اللوكوس، إلى إنجاز برامج تأهيل حوض وادي مرتيل تمتد لخمس سنوات.
و تهدف الاتفاقية الإطار الخاصة بالغابات الحضرية و شبه الحضرية، الموقعة بين المديرية الجهوية للمياه و الغابات و محاربة التصحر، و عمالة إقليم شفشاون، و المجلس الإقليمي لشفشاون و مجلسها البلدي، إلى تنمية الدور الاجتماعي للغابات الحضرية و شبه الحضرية، من خلال تنظيم استقبال الزوار و تأطيره، و توعية الساكنة و الفعاليات المحلية بأهمية المحافظة على الإرث الغابوي و الرفع من معدل المساحات الخضراء المخصصة لكل شخص من ساكنة المنطقة.
حضر هذا اللقاء كل من عامل إقليم شفشاون، و رؤساء الجماعات الحضرية و القروية بجهة طنجة تطوان، و فعاليات محلية و ممثلو المجتمع المدني.