دعا المغرب بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بباريس، إلى جعل الفلاحة آلية أساسية للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، مشددا على دور التعاون جنوب جنوب في بلوغ هذا الهدف.
وأكدت السيدة زهور العلوي السفيرة المندوبة الدائمة للمغرب لدى (اليونيسكو)، خلال مائدة مستديرة حول موضوع “التربية والعلم في خدمة الفلاحة في إفريقيا”، أنه في ظل التهديدات المتعلقة بالأمن الغذائي بإفريقيا “فقد أضحى، من الاستراتيجي والعاجل، جعل الفلاحة اليوم آلية أساسية للتنمية الاقتصادية”.
وأبرزت أنه ” إذا لم تأخذ إفريقيا بعين الاعتبار هذا المعطى الأساسي لتحقيق النمو، فإنها تقلص بشكل أكيد حظوظها في تحقيق أهداف الألفية للتنمية”، مطالبة بضرورة اعتماد وتفعيل سياسات واضحة وشفافة لإصلاح القطاع الفلاحي.
وشددت في هذا السياق على ضرورة التركيز على التربية والتعليم من أجل تطوير مجموع القطاع من خلال القيام باستثمارات كبيرة في مجال تكوين النساء والرجال المنخرطين في القطاع الفلاحي، مبرزة دور العلوم واستخدام التكنولوجيات الحديثة لتحسين الإنتاجية الفلاحية وتقليص التكاليف والمحافظة على الموارد الطبيعية.
وذكرت السفيرة من جهة أخرى، بأن المغرب ركز منذ استقلاله سنة 1956 على الفلاحة وأهميتها، مشيرة في هذا السياق إلى اعتماد المملكة لمخطط المغرب الأخضر، الذي يعد من أهم الأوراش التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2008 ، والذي يروم ليس فقط النهوض بالأنشطة الفلاحية وتطوير فلاحة عصرية متقدمة متلائمة مع قواعد السوق، وإنما يقوم أيضا على تشجيع فلاحة تضامنية ومحاربة الفقر.
وأضافت أن المملكة تراهن أيضا على التعاون جنوب جنوب، مشيرة في هذا الصدد إلى الجولة التي قام بها جلالة الملك مؤخرا لأربعة بلدان إفريقية وتميزت بالتوقيع على 90 اتفاقية للتعاون، خصص عدد هام منها للقطاع الفلاحي.
كما ذكرت باتفاق الشراكة الاستراتيجي في مجال الأسمدة الذي وقعه المغرب والغابون والذي سيمكن من ضمان الأمن الغذائي للقارة الإفريقية، مشيرة إلى أنه سيكون بإمكان البلدين إنتاج طنين من الأسمدة بحلول سنة 2018 وهو ما يوازي الاستهلاك الحالي للقارة من الأسمدة المشتقة من الفوسفاط.
وأشارت السيدة زهور العلوي، من جهة أخرى، إلى الإعلان خلال زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمالي عن إحداث المغرب لمصنع لإنتاج الأسمدة يخصص بالكامل للقارة (مليون طن سنويا).
وشددت الدبلوماسية المغربية على أن “التعاون جنوب جنوب، ولاسيما بين البلدان الإفريقية، يعد الوسيلة الوحيدة والفعالة للاستجابة للتحولات العميقة التي تشهدها منظومة الفلاحة الغذائية على مستوى العالم”.
وتميزت هذه التظاهرة، المنظمة في إطار أسبوع إفريقيا ب(اليونيسكو) ، بتقديم عرض للسيد سعيد أوعطار المدير العام لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة حول برامج التعاون في مجالات التكوين والبحث العلمي الذي تقوم بها هذه المؤسسة بشراكة مع عدد من البلدان الإفريقية.
كما أبرز المشاركون، من جهة أخرى، مساهمة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، من خلال العديد من المبادرات، في تنمية القارة الإفريقية بصفة عامة والقطاع الفلاحي على الخصوص.
ويتضمن برنامج أسبوع إفريقيا في (اليونيسكو)، الذي ينظم بمبادرة من المجموعة الإفريقية بهذه الهيئة الأممية، تنظيم معارض ولقاءات وعروض سينمائية تتمحور حول موضوع “التربية والعلم في خدمة الفلاحة في إفريقيا”.
وتهدف هذه التظاهرة التي تنظم خلال الفترة ما بين 26 و 28 ماي الجاري، إلى بحث التحديات المرتبطة بالقارة الإفريقية والتعريف بغناها وثرواتها من خلال عدة أنشطة يشارك فيها فنانون (مطربون، راقصون، رسامون، مبدعون وعارضو أزياء)، ينتمون إلى عدة بلدان إفريقية، يحذوهم الأمل في النهوض بقارتهم وإبراز ما تزخر به من مؤهلات فنية وثقافية.