يقوم تحالف صناعي فرنسي ألماني بتعاون مع كرسي اليونيسكو (سيميف) وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة والجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه، بجماعة سيدي الطيبي (11 كلم جنوب القنيطرة)، بتجريب مشروع إحداث وحدة لتحلية المياه وتقليص النيترات، عبر تقنيات تزاوج بين استخدام الطاقة الشمسية والريحية وتقنيات الأغشية الرقيقة ، في تجربة تعد الأولى من نوعها على الصعيد الافريقي ونادرة على المستوى العالمي.وقد تم إنشاء المشروع، الذي يحظى برعاية مؤسسة ألبير الثاني دو موناكو، بعد إجراء العديد من دراسات الجدوى، بثانوية تتواجد بجماعة سيدي الطيبي، حيث تم الانتهاء من الأشغال والشروع في التجارب يوم عاشر فبراير الماضي.ويسعى المشروع بشكل رئيسي إلى إنتاج كمية كافية من الكهرباء، بواسطة المزاوجة بين الطاقة الشمسية والريحية، كفيلة بضمان توفير الحاجيات اليومية للثانوية وتشغيل وحدة تعمل بتقنيات الطبقات والأغشية الرقيقة على معالجة المياه.وقد تم تصميم الوحدة بشكل يسمح للسكان المجاورين من الاستفادة من فائض الطاقة والمياه التي يتم إنتاجهما بها، حيث تم في هذا السياق اللجوء إلى الاستعانة بأحدث التقنيات المتطورة في هذا المجال والتي لا تتوفر في السوق المغربية. وتشكل عملية المزاوجة بين الطاقة الريحية والشمسية وتقنيات الطبقات والأغشية الرقيقة التجربة الأولى من نوعها على الصعيد الافريقي وإحدى التجارب النادرة في العالم ككل.وإلى جانب بعده الاجتماعي، فإن المشروع سيشكل أرضية ممتازة للبحث العلمي وتكوين الأساتذة والطلبة بالجامعة في عدد من المجالات المرتبطة بمعالجة المياه وإنتاج الطاقة المتجددة.وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو عشرة ملايين درهم، وقد تمكن من الحصول على دعم مالي وعيني من عدد من المؤسسات الوطنية والشركات الخاصة والفاعلين الأجانب من بينهم مؤسسة القرض الفلاحي للتضامن والتنمية وشركة (إسما) وجهة لانغودوك روسيون (فرنسا).ويشرف على متابعة الأشغال التي تجري بالمحطة، وبشكل متزامن، طاقم من الخبراء في كل من ألمانيا وفرنسا وبكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عن طريق نظام للمراقبة وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس)، مما يكشف الأهمية العلمية والاقتصادية للمشروع، حيث يتم توظيف أجهزة متطورة وحديثة.وأوضح رئيس جامعة ابن طفيل السيد عز الدين الميداوي، أن الأمر يتعلق بأحد المشاريع القليلة التي تجمع بين متخصصين في الطاقة الشمسية والريحية ومعالجة المياه، مشيرا إلى أنه يتم معالجة المياه لجعلها صالحة للشرب عبر تقنية للفلترة الدقيقة جدا، والتي تعد من أشكال تحلية المياه، غير أنها تعتمد تكنولوجيا حديثة جدا لم يسبق استخدامها بالمغرب من قبل.وأضاف أن تخزين الطاقة يتم بواسطة بطاريات من الجيل الجديد، تتوفر على ضمانة عمل لمدة ستين سنة، فيما تتوفر المحطة على استقلال ذاتي كامل ذلك أنه يتم إنتاج مادة الكلور انطلاقا من ضخ مياه البئر وتعريضه لسلسة من العمليات الكيمائية المعقدة
0 تعليق
إقرأ أيضا