التغير المناخي و تدبير المياه الجوفية محور يوم دراسي بتطوان
شكل موضوع “التغير المناخي و تدبير المياه الجوفية” محور ندوة علمية نظمتها، اليوم الخميس بتطوان، كلية العلوم التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بمشاركة خبراء مغاربة و أجانب.
و أكد مؤطرو اللقاء أن تنظيم الندوة يأتي في سياق متغيرات دقيقة يعرفها العالم خاصة على مستوى العالم العربي و ما تعرفه الموارد المائية عامة من استغلال مفرط و غير متوازن و محدودية المصادر، في مقابل ارتفاع الطلب على الماء و تطور حركة التعمير و النمو المضطرد لقطاعي الفلاحة و الصناعة، و كذا بروز ظواهر طبيعية تساهم في قلة الموارد المائية.
و أضافوا ان عدم توازن الدورة المائية مرده ايضا الى التغييرات المناخية، التي تؤثر سلبا على وضعية الموارد المائية، و هو ما يدعو مكونات البحث العلمي الى تكثيف و تشبيك جهودها من اجل المساهمة في ايجاد الحلول المناسبة لمواجهة بعض الظواهر الطبيعية الشاذة، و اقتراح الحلول الممكنة لتجاوز الاشكالات المطروحة، و وضع مقاربات حديثة كفيلة بتصحيح بعض الأوضاع التي تتسبب فيها السلوكات الانسانية في مختلف تمظهراتها.
و اعتبر المتدخلون ان المعرفة الجيدة للظواهر و مواجهة التحديات المتعلقة بها، يتطلب عامة توفر المعلومة العلمية الدقيقة حول هذه المستجدات ،و حالة تطورها و تقييمها و تتبعها ،وفق مقاربات علمية متواصلة و متجددة ،و كذا توفير آليات و وسائل علمية ،موازاة مع دعم الترسانات القانونية للحد من التجاوزات التي تمس البيئة و مختلف الموارد الطبيعية.
كما اعتبر المتدخلون ان تجاوز هذه الظواهر يقتضي أيضا دعم البحث العلمي ماديا و لوجيستيكيا ،و تمكين الجامعات المغربية من اليات البحث الميداني ، و ربط شراكات بين المؤسسات الجامعية و معاهد البحث و المؤسسات المكلفة بحماية و تدبير الموارد الطبيعية ،و إشراك القطاع الخاص و الفعاليات الاقتصادية و المجتمع المدني و جمعيات المستهلكين في كل الاستراتيجيات والمخططات ،التي يجب ان تنبني على مقاربات عملية و علمية قابلة للتنفيذ وملزمة للجميع.
و تضمن برنامج الندوة مداخلات أكاديميين و مختصين في موضوع “تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية و خاصة الجوفية منها كاحتياطات استراتيجية”، و “إشكالية التدبير التشاركي للمياه في مناطق الفرشات المائية”.
كما تضمن البرنامج و رشة عمل حول واقع و آفاق تجربة التعاقد التشاركي التي تعمل وكالات الأحواض المائية إلى وضعها و تفعيلها فيما بين المتدخلين.
و يندرج هذا اليوم الدراسي في إطار مشروع “شبكة المعرفة لمنهجيات تدبير المياه” لجامعة عبد المالك السعدي ،الذي يتم تفعيله في اطار شراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الممول من طرف الاتحاد الأوربي.
و يرمي المشروع إلى خلق شبكة معرفة إقليمية للمياه من شأنها أن تساعد في تعزيز تطبيق منهجيات حكومية و إدارة المياه في خمس دول ،هي لبنان و الأردن و فلسطين و المغرب و مصر، كما يهدف المشروع إلى دعم السياسات العمومية و مواكبة صناع القرار كوسيلة لتعزيز الحكامة الرشيدة في تدبير قطاع الماء .