انطلقت، أمس الأربعاء بالجماعة القروية هوارة أولاد رحو (إقليم جرسيف)، عملية انتقاء ووشم الأغنام من سلالة “بني كيل” وتقديم مشروع تنمية سلسلة إنتاج اللحوم الحمراء بالإقليم.
وتستهدف هذه العملية، التي تنظم تحت إشراف المديرية الإقليمية للفلاحة لتازة وجرسيف، وبشراكة مع الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، تحسين النسل والحفاظ على السلالات الوطنية وعلى التنوع الوراثي الحيواني، والرفع من جودة إنتاج اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى الزيادة في مداخيل الكسابة، الذين يستفيدون من إعانة عن الأغنام المختارة.
كما تندرج هذه العملية، التي حضرها، على الخصوص، عامل إقليم جرسيف عثمان سوالي، ضمن استراتيجية مخطط (المغرب الأخضر)، التي تهدف إلى التنمية الجهوية لقطاع تربية الماضية، بناء على خصوصيات ومؤهلات المناطق الرعوية بالإقليم، وتشجيع الكسابة على تنمية هذا القطاع بالجماعات القروية هوارة أولاد رحو وصاكا ولمريجة وتادرت، وذلك من خلال خلق أربع تجمعات لمربي الماشية وغرس 4250 هكتار من الشجيرات العلفية وإحداث 15 وحدة من نقط الماء.
وتتوخى هذه الاستراتيجية، التي تستهدف 650 مستفيدا، تكوين وتأطير الكسابة وتحسين الإنتاجية والرعي ومحاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي.
وفي هذا السياق، قال المدير الإقليمي للفلاحة لتازة وجرسيف، عبد الحفيظ الكرماعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عملية انتقاء ووشم الأغنام من سلالة “بني كيل”، وتقديم مشروع تنمية سلسلة إنتاج اللحوم الحمراء بإقليم جرسيف، يندرج في إطار اللقاءات التي دأبت المديرية على تنظيمها لفائدة الكسابة بالإقليم، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية لمخطط (المغرب الأخضر) التي تهدف، على الخصوص، إلى تحسين سلالة الأغنام والماعز وتكثيف إنتاج اللحوم الحمراء عبر التجمع.
وأضاف السيد الكرماعي أن هذا المخطط خصص حوالي 27 مليون درهم على مدى خمس سنوات لتكثيف إنتاج اللحوم الحمراء عبر التجمع وانتقاء سلالة الأغنام “بني كيل” بالجماعات القروية هوارة أولاد رحو وصاكة والمريجة وتادرت، وذلك بهدف تحسين الإنتاجية وتكوين وتأطير الكسابة والحفاظ على تميز هذه السلالة وضمان استمراريتها، بالإضافة إلى محاربة الفقر والهشاشة بالعالم القروي.
من جهته، أبرز رئيس التعاونية الفلاحية الكسب لهوارة أولاد رحو، كرومي العيد، في تصريح مماثل، أن تنظيم هذه التظاهرة يهدف إلى التحسيس بأهمية الانخراط في مشروع تنمية سلسلة إنتاج اللحوم الحمراء وانتقاء سلالة الأغنام “بني كيل” وتحسين المراعي والحفاظ على الكلأ من خلال غرس شجيرات علفية (القطف والفصة البورية والشيح) تتأقلم مع الخصائص المناخية للإقليم، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الكسابة في مجال التأطير والتكوين.
ودعا السيد كرومي، في هذا السياق، إلى إعطاء مزيد من الاهتمام لسلالة الأغنام “بني كيل”، وذلك لما تتميز به من خصائص تتمثل، أساسا، في جودة لحومها والقدرة على تحمل التنقل والجفاف والأمراض المستوطنة وقساوة المناخ.
يشار إلى أن سلالة الغنم “بني كيل” هي إحدى السلالات التي تتميز بقامتها المتوسطة وجزة بيضاء منفتحة ومتوسطة النعومة، وتعتبر من بين أفضل السلالات في إنتاج اللحوم والحليب كما ونوعا. كما ينحصر تواجدها بالهضاب الشرقية، خاصة بأقاليم جرسيف ووجدة وفكيك وجرادة وبولمان وتازة.