أي آفاق تنتظر قطاع تربية النحل بالمغرب؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تحت شعار “واقع و آفاق قطاع تربية النحل بجهة الرباط – سلا – القنيطرة”، احتضن مقر نادي الفلاحة بمدينة القنيطرة يوم الخميس 24 مارس 2016، يوما دراسيا حول قطاع تربية النحل، حضره، بناء على دعوة السيد مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب، ثلة من النحالين و الفاعلين في ميدان تربية النحل، بينهم 81 نحالا مهنيا عضوا في النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب الذين حضروا من مختلف الأقاليم المكونة للجهة، إضافة إلى ثلاثة أعضاء من المكتب التنفيذي للنقابة منتمين للجهة، ممثلين في شخص نائب رئيس النقابة الدكتور بوعزة خراطي، و الحاج إدريس التويس، و الحاج عبد الله أجعوي، كما حضر هذا اللقاء كذلك بعض الفاعلين البارزين في الميدان بجهة الغرب مثل أحمد الفيلالي و نور الدين البكري رئيس الجمعية الإقليمية للنحالين بسيدي سليمان….،.

و من جانب الإدارات و المؤسسات المعنية، حضر كل من: المدير الجهوي للفلاحة لجهة الرباط – سلا -القنيطرة، و المدير الجهوي للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، و ممثل الغرفة الفلاحية بالجهة، و ممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، و ممثل المندوبية السامية للمياه و الغابات، ورئيس ما يسمى بالبيمهنية(FIMAP) ، و ممثل الكونفدرالية المغربية للفلاحة و التنمية القروية «كومادير» ، وممثل المعهد الوطني للبحث الزراعي، وممثل مديرية التعليم والتكوين والبحث.

و كان المحور الرئيسي لهذا اليوم الدراسي يدور حول تدارس المشاكل التي تعيق قطاع تربية النحل، و الإكراهات المتمثلة في تقلص المجال الغابوي خاصة أشجار الأوكاليبتوس، حيث جاءت مداخلة ممثل المندوبية السامية للمياه و الغابات على شكل أرقام و إحصائيات يُستشف منها أن المجال الغابوي لأشجار الأوكاليبتوس لازال يشكل مصدرا هاما لإنتاج العسل بالنسبة للنحالين، كما نفى أن يكون في علمه توقيع المندوبية لأية اتفاقية تخص النحالين مع أي جهة معينة، مشيرا إلى أن القانون القديم في ما يخص الاستغلال المؤقت للمجال الغابوي بالنسبة للنحالين لا يزال ساري المفعول ولم يطرأ عليه أي تغيير.

كما أكد السيد المدير الجهوي للفلاحة لجهة الرباط – سلا – القنيطرة في تصريحه، أنه شخصيا يولي اهتماما كبيرا للجانب التنظيمي لتربية النحل بالجهة، مشيرا إلى أن المقاربة الأساسية التي تعتمد عليها وزارة الفلاحة و الصيد البحري في إطار مخطط المغرب الأخضر، هي مقاربة التنظيمات بين المهنية (interprofessionnelles)، مضيفا أن هذا لا يعني إنكار باقي التنظيمات المهنية الموجودة في الساحة، بل يجب على هذه التنظيمات المهنية التكتل داخل تنظيم واحد على شكل هيئة بين مهنية للسلسلة، و لحدود الساعة حسب قوله، تم تأسيس أكثر من 19 هيئة بين مهنية تمثل أكثر من 19 سلسلة فلاحية، من بينها سلسلة تربية النحل، وكل هذه الهيئات مطالبة بالتلاؤم مع مقتضيات القانون 03-12 المنظم للهيئات بين المهنية للفلاحة والصيد البحري، و من ثم، الاعتراف بها طبقا للشروط والنصوص التطبيقية، معربا عن أمله في إحداث هيئة جهوية من قِبل المنظمات الأكثر تمثيلا لقطاع تربية النحل على صعيد جهة الرباط – سلا – القنيطرة.

و في ما يخص مجمل أسئلة النحالين المتدخلين، فقد انكب أغلبها على موضوع الفاروا وتراخيص “المعسلات” في إطار القانون 28-07، وكانت جميع أجوبة ممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية عبارة عن أجوبة فضفاضة، ولم يتطرق إلى موضوع توزيع أدوية مكافحة الفاروا التي وزعتها (FIMAP) و لم يستفد منها النحالون الحقيقيون، و كان يردد في كل مرة أن إدارته على استعداد دائم للتعاون والمواكبة و التعامل مع جميع المهنيين و الهيئات المهنية، و هذا يناقض الواقع تماما، حيث إن النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب سبق لها في السنة الماضية أن اتفقت مع المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على تنظيم يوم تواصلي بسيدي سليمان بتاريخ 13 يونيو 2015، حول التعاون المشترك بين المهنيين و الإدارة لإيجاد السبل المثلى لتنفيذ القانون 28-07 وتفعيل نصوصه التطبيقية، وكان سيشارك في هذا اللقاء ما يناهز 200 نحال من كبار المنتجين بالجهة، غير أن النقابة فوجئت بإلغاء اللقاء قبل يومين من تاريخ تنظيمه، بدون أي مبرر.

و في ما يخص الإشكالية المطروحة حول التأمين على النحل لدى التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين، فقد صرح رئيس ما يسمى بالبيمهنية (FIMAP) أن توقيعه لهذه الاتفاقية هو فرصة لتمكين النحالين من الاستفادة من خدمات التعاضدية….،

لكن واقع الأمر يثبت عكس ذلك، لأن الاتفاقية الموقعة بين ما يسمى بالبيمهنية ((FIMAP، و التعاضدية الفلاحية للتأمين هي في نظر النحالين مجرد وسيلة للمساومة والابتزاز، ولَيّ ذراع النحالين للانخراط في ما يسمى (FIMAP) لكسبها الاعتراف، و ذلك بتخييرهم بين الانضمام للبيمهنية (FIMAP)، أو أداء زيادة غير قانونية تفوق 60 في المائة المبلغ الاعتيادي للتأمين عبر فرض خدمات أخرى غالبا ما يكون النحال في غنا عنها، و لا مفر للنحال من هاذين الخيارين، كون التعاضية الفلاحية للتأمين هي المؤسسة الوحيدة في المغرب المخول لها التأمين الفلاحي.

و جوابا على سؤال أحد المتدخلين عن حراك المهنيين و الهيئات المهنية المتواصل على الصعيد الوطني ضد ما يسمى بالبيمهنية (FIMAP)، خاصة ما شهدته مؤخرا جهة سوس ماسة، فقد وصفه رئيس “هذه الهيئة” في جوابه، بالحراك الصحي بالنسبة له، مضيفا أن هيئته تحظى بتأييد وزير الفلاحة و الصيد البحري حسب زعمه، مشيرا أن ملف الاعتراف بها طبقا للقانون 03-12 جاهز و سيوضع لدى الإدارة المختصة خلال الأسبوع المقبل، أي قبل 31 مارس 2016.

و رغم أن تنظيم هذا اللقاء تم نسبه للجمعية الجهوية للنحالين بمنطقة الغرب، فإن غياب اللمسة الحرفية للنحال المهني توحي بغير ذلك، مادام أن هذه الجمعية ليس لها أي حق في اتخاذ القرار داخل ما يسمى (FIMAP)، و إنما لها الصفة الاستشارية فقط في حال تم استدعاؤها لحضور الاجتماعات و الجموع العامة، كما أنها لا تمثل سوى أقل من 10 في المائة من مجموع النحالين بمنطقة الغرب.

و المثير للانتباه كذلك، أن الجهة المنظمة لهذا اللقاء قامت بتوزيع كُتيب يحمل عنوان “دليل الفلاح لتربية النحل”، ذُكرت فيه إحصائيات لا أساس لها من الصحة، ومقاييس لخلية “لانكستروط” و “دادانت” مخالفة تماما للمقاييس المعتمدة بالمغرب، بل مخالفة حتى لدفتر التحملات الصادر عن وزارة الفلاحة، كما استُعملت فيه عبارات ومصطلحات مغلوطة.

و هذا يدل على أن تنظيم هذا اللقاء في هذا الوقت بالذات، لم يكن الهدف منه سوى الترويج لما يسمى (FIMAP) بحضور بعض الممثلين عن الإدارات التي ستتشكل منها اللجنة الاستشارية تمهيدا للاعتراف بها كهيئة بين مهنية، و هو ما ستكون له – لا قدر الله – آثار خطيرة على قطاع تربية النحل بالمغرب، و على وضعية المهنيين و كل المكونين لسلسلة تربية النحل.

الحسن بنبل رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً