الثورة الخضراء في أفريقيا تحت مجهر خبراء ومهنيين أفارقة بأبيدجان
اجتمع، اليوم الاثنين بأبيدجان، نخبة من الخبراء و المهنيين و صناع القرار و المتخصصين في الفلاحة يمثلون حوالي 22 بلدا، من أفريقيا بالخصوص، من بينها المغرب، و ذلك في إطار المنتدى الإقليمي “أفريكا أكري فوروم 2014”.
و أجمع عد من المتدخلين، في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر الذي تمحور حول موضوع “أي ثورة خضراء للقارة الأفريقية”، على التأكيد أن القارة تزخر بمؤهلات مهمة في المجال الفلاحي، تظل إما غير مستغلة أو مستغلة بشكل غير كاف.
و أضاف المتدخلون أنه بالرغم من هذه المؤهلات، فإنه يتعين على قطاع الفلاحة في أفريقيا أن يرفع عددا من التحديات الكبيرة، المرتبطة أساسا بالانفجار الديموغرافي التي تعرفه القارة و الذي يجعل من الضروري إيجاد حلول مبدعة من أجل الرفع من الإنتاج وضمان الأمن الغذائي للساكنة.
و أبرز المتدخلون أيضا تأثير التغيرات المناخية حول تنمية الفلاحة في أفريقيا، و ارتفاع حجم الواردات الفلاحية الذي يعزز الارتباط بالخارج، و ضعف بل و انعدام البنيات الفلاحية، و ضعف التحكم في الماء، و الخلل الحاصل في حكامة الأراضي الفلاحية (مشاكل العقار).
كما شكلت هذه الجلسة الافتتاحية، التي حضرتها عدة شخصيات من بينها سفير المغرب في كوت ديفوار مصطفى الجباري، مناسبة لمختلف المشاركين للتأكيد على ضرورة تغيير النماذج، من أجل إرساء نموذج للحكامة الفلاحية من شأنه الرفع من الاستثمارات لصالح القطاع الفلاحي في أفريقيا، و مضاعفة الإجراءات المشجعة، و حماية البيئة و الدفاع عن الفلاحين الصغار من تعسفات محتملة للفاعلين الفلاحيين الكبار و الأقوياء.
و دافعوا أيضا عن النهوض بالتنسيق و التعاون بين الدول و تشجيع تبادل التجارب والخبرات الناجحة.
و أفاد حسن بنعبد الرازق ، رئيس (أكرو كونسيبت ماروك)، من جانبه، بأن تحقيق ثورة خضراء في القارة، تستهدف ليس فقط تحديد و تطبيق باقات تكنولوجية و لكن أيضا العمل على إرساء بيئة مناسبة من أجل بلوغ الأهداف المتوخاة.
و أكد بنعبد الرازق أنه لا يكفي تطوير باقات تكنولوجية، ولكن يتعين الاهتمام بعدة مظاهر أخرى محددة ، كالتسويق من أجل تفادي الخسارات بعد الجني، و النهوض بالشراكات بين القطاعين العام و الخاص، و التحكم في الماء، و حماية البيئة،و بالخصوص تدبير إشكالية الإدماج في السوق العالمية بطريقة ذكية، لأن الأمر يتعلق بقواعد لعبة معقدة”.
و شكل هذا الحدث، الذي ينظم على مدى يومين بمبادرة من مجموعة “إي كونفرانس” المغربية، مناسبة للمشاركين للانكباب على عدد من القضايا تتعلق بتطوير القطاع الفلاحي بالمنطقة، وكذا دور الحكومات الإفريقية في النهوض به.
و من القضايا التي ناقشها هذا المنتدى “الثورة الإفريقية الخضراء: النهج الواجب اتباعه” و”مخطط المغرب الأخضر.. كيف أقلع المغرب بهذا القطاع” و”الابتكار مفتاح الفلاحة بإفريقيا : الرهانات و الآفاق” و”الشراكات قطاع عام / قطاع خاص في دعم البرامج الفلاحية” .
و تضمن المنتدى جلسات عمومية و أوراشا موضوعاتية و لقاءات ، فضلا عن فضاء للعرض .