المعرض الدولي للفلاحة بمكناس مكن من تثمين المنتجات المحلية وتسويقها داخل المغرب وخارجه

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس نافذة مهمة وأرضية لوجستيكية تساهم في إخراج المنتجات المحلية من الظل والتعريف بها وترويجها بالأسواق الكبرى داخل الوطن وخارجه، كما مكن هذا المعرض من تثمين منتجات متنوعة تزخر بها مختلف المناطق الفلاحية بالمغرب بفضل تعدد نظمه البيئية وتنوعه البيولوجي والثقافي.

وهكذا تم خلال دورات هذا المعرض، الذي أضحى فضاء لتثمين المنتجات المحلية التي يناهز عددها بمختلف مناطق المملكة 140 منتوجا، ترميز، على المستوى الوطني، 21 منتوجا مجاليا متميزا موزعة على الاعتراف ب”البيان الجغرافي المحمي” ل17 منتوجا مجاليا وهي زيت أركان بالصورة وأكادير، وكلمنتين بركان، وتمور المجهول وبوفكوس بتافيلالت وتمور بويتوب(طاطا)، وتفاح ميدلت، ولحم خروف بني كيل (الجهة الشرقية)، ورمان السفري أولاد عبد الله (إقليم الفقيه بنصالح)، وصبار أيت باعمران (إقليم سيدي إفني)، وجبن الماعز (شفشاون) ولوز تافراوت، وعسل باخنول بجبل مولاي عبد السلام (وزان)، وكسكس الخماسي (كلميم)، ومزاح زغزل، وزيت الزيتون وزان.

كما تم ترميز ثلاث منتوجات مجالية بتسمية المنشأ وهي زيت الزيتون “تيوت الشياظمة” (الصويرة)، وزعفران تالوين (تارودانت) وورود قلعة مكونة، وكذا ترميز لحم الخروف الرضيع بعلامة الجودة الفلاحية.

ولعل الاستعمال المفرط للمواد الكيماوية في إنتاج المواد الغذائية دفع بسلسلة المنتجات المحلية إلى الارتقاء لمصاف المنتجات الغذائية الصحية المطلوبة نظرا لآثارها المفيدة على صحة الإنسان.

وفي هذا الإطار، ولتطوير وتنظيم المنتجات المحلية كقطاع تقليدي غير منظم وغير مندمج، عمدت وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى وضع استراتيجية لتنمية العالم القروي من خلال مخطط المغرب الأخضر الذي وضع من بين أهدافه، في إطار الدعامة الثانية، تحديد وتشخيص وتقييم هذه المنتجات وتثمينها وتنميتها في المناطق القروية ودعم ولوجها للأسواق في إطار تنمية مستدامة، وذلك من أجل أن يساهم هذا القطاع في خلق الثروات وإنعاش الشغل وتحسين الدخل لدى الفلاحين الصغار لاسيما بالمناطق الهشة كالجبال والواحات.

ويتواجد بمختلف المناطق الفلاحية بالمغرب حوالي 140 منتوجا مجاليا متميزا، منها 72 في المائة تتركز في ثمان جهات أساسية على رأسها جهة مراكش تانسيفت الحوز ب25 منتوجا تليها جهة مكناس تافيلالت ب18 متنوجا متميزا تتمثل في تمور المجهول وبوفكوس بتافيلالت، وتفاح ميدلت وآزرو وإملشيل، وزيت الزيتون والكبار بزرهون، وزيت الزيتون أومانة بخنيفرة، وعسل الريش بميدلت، وكرز عين اللوح بإقليم إفران، وعنب كروشن بخنيفرة، ولوز أملاغو بميدلت، وملوخية تافيلالت، والقمح الصلب بالريش بميدلت، وحناء النيف بإقليم الرشيدية، وحبة احلاوة بأكوراي بإقليم الحاجب، ولحم خروف الدمان بإقليم الرشيدية، ولحم خروف تمحضيت واللحم الأحمر لبقر “سانتا” بأداروش بإقليم إفران.

ومن حيث مساهمة جهة مكناس تافيلالت في الإنتاج السنوي لهذه المنتجات، فإن تفاح ميدلت يأتي على رأس هذه المنتجات المجالية بمعدل يقدر ب190 ألف طن سنويا، يليه تمور تافيلالت بمختلف أصنافها ب30 ألف طن، وكرز عين اللوح ب4400 طن، وكبار زرهون ب4000 طن، وزيت الزيتون زرهون ب3600 طن، وتفاح أزرو ب3600 طن، وملوخية تافيلالت ب800 طن، وحناء النيف (إقليم الرشيدية) ب750 طن، ووزيت الزيتون أومانة (خنيفرة) ب700 طن، وحبة احلاوة لأكوراي بالحاجب ب600 طن، وعسل الريش ب20 طن.

وهذه المنتجات المحلية، حسب المدير الجهوي للفلاحة بجهة مكناس تافيلالت السيد كمال هيدان، “ذات حمولة ومخزون ثقافي كبير” يشكل رافعة لتنمية مناطق الجهة خاصة المناطق الجبلية والواحات كمناطق صعبة وهشة لا تتيح إمكانيات للتنمية خارج هذه المنتوجات، مبرزا أنه تم إنجاز دراسات خلال السنوات الأولى من انطلاق مخطط المغرب الأخضر مكنت من جرد أهم المنتجات المحلية التي لها خصوصيات فلاحية وثقافية بالجهة أهما التمور التي تنتج معدل 30 ألف طن سنويا، منها 20 في المائة تمثل أجود التمور بمنطقة تافيلالت موزعة على سبعة في المائة لتمور المجهول و13 في المائة لبوفكوس.

وأبرز السيد هيدان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجهة انخرطت، من خلال المخطط الجهوي للفلاحة 2010-2020 في مواكبة التطور الهام الذي يعرفه قطاع المنتجات المجالية وذلك عبر عدة مشاريع تهم توسعة المساحات المزروعة بهذه السلسلة بمختلف مناطق الجهة وتكثيف إنتاجها وتحسين جودتها وتكوين المنتجين وتأهيل أماكن الإنتاج لضمان منتوج ذو جودة عالية، إضافة إلى مواكبة التنظيمات المهنية النشيطة في هذه السلسلة، مشيرا إلى أن جهة مكناس تافيلالت تحتل، بفضل تعدد نظمها البيئيية (واحات وجبال) وتنوعها الثقافي، المرتبة الأولى وطنيا من حيث مساهمتها في رقم المعاملات ب8ر2 مليار درهم سنويا.

وأضاف أن هذا المخطط الجهوي يرتكز أيضا على تنمية وتكثيف تمور تافيلالت عبر زرع حوالي ثلاثة ملايين نخلة بواحات تافيلات في أفق 2020، وتوسيع منتوج ملوخية تافيلالت بتخصيص 500 هكتار من أجل حمايته من التصحر، وكذا إعادة توسيع وتكثيف أغراس الزيتون بمنطقة الريش، إضافة إلى مشروع تكثيف الأشجار المثمرة بالمناطق الجبلية كتفاح أزرو وميدلت الذي يمثل 40 في المائة من الإنتاج الوطني، فضلا عن إحداث وحدات تصنيعية للمنتجات المحلية واقتناء معدات تقنية لفائدة الجمعيات والتعاونيات والتجمعات ذات النفع العام الاقتصادي بالجهة من أجل تثمين منتجات الكبار وزيت الزيتون بمولاي إدريس زرهون وتفاح ميدلت وإنتاج مربى الكرز بعين اللوح بإقليم إفران ومربى التمور بأرفود وجبن الماعز بمنطقة بومية بإقليم ميدلت وإنتاج العسل والنباتات الطبية والعطرية، فضلا عن تكوين المستفيدين العاملين في هذه السلسلة بالجهة.

أما في مجال ترميز المنتجات المحلية، أبرز السيد هيدان أنه، منذ دخول القانون المتعلق بالعلامات المميزة للمنشأ والجودة للمنتوجات الغذائية والمواد الفلاحية والبحرية حيز التنفيذ، تم على مستوى الجهة الاعتراف، في اطار دورات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بالبيان الجغرافي المحمي لمنتوجات تمور المجهول (الدورة الخامسة) وتمور بوفكوس (الدورة السابعة) وتفاح ميدلت (الدورة الثامنة)، مضيفا أن خمس منتجات مجالية أخرى بصدد الترميز وهي زيت الزيتون زرهون، وعسل الريش، ولوز أملاغو، وملوخية تافيلالت، ولحم خروف تمحضيت.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً