يعتبر مرض اللسان الأزرق Blue Tongue أو ما يسمى بالحمى النزلية من الأمراض المعدية الواجب التصريح بها، و هو ينتقل بواسطة البعوض و يصيب الأغنام بالدرجة الأولى.
يكتسي هذا المرض أهمية بالغة من الناحية الإقتصادية نظرا لما يسببه من خسائر تتمثل خاصة في تأخر النمو و في حدوث وفيات قد تصل إلى 20٪ و انخفاض القيمة الإقتصادية للحيوانات المصابة.
يسببه فيروس ينتمي لعائلة رييوفريدي ( Reoviridae ) و من نوع أوربفيروس Orbivirus و تنقله بعوضة تسمى كوليكويدس ( Culicoides ). و يكثر هذا البعوض في المواسم الرطبة و الحارة خاصة في أواخر فصل الصيف و في بداية فصل الخريف. كما أن نشاط هذا البعوض يرتفع عند حلول الظلام. و تعتبر الأنثى هي الناقل للمرض.
2 – كيف يمكن الإصابة بهذا المرض ؟
يشكل الباعوض من نوع Culicoides الناقل الأساسي للمرض بين الحيوانات و هو يتميز بتنوع كبير حيث تم تسجيل ما يقارب 1400 نوع. و يعتبر نوع Culicoides imicola أهم ناقل للمرض في أفريقيا و الشرق الأوسط و في أوروبا المتوسطية.
و تجدر الإشارة إلى أن العدوى لا تتم مباشرة بين حيوان مصاب و آخر سليم. كما أن مرض اللسان الأزرق لا يتنقل إلى الإنسان.
3 – كيف يتم التعرف على المرض ؟
أ – التشخيص السريري ( الكلينيكي ).
رغم كون المرض يصيب جميع المجترات، إلا أن الأعراض السريرية لا تظهر إلا عند الأغنام. فبعد لسعة البعوض ثم فترة حضانة الفيروس و التي تتراوح ما بين يومين و عشرين يوما، تظهر الأعراض على الغنم حيث يمكن تلخيصها كالتالي :
# ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
# فقدان الشهية و تدهور الحالة العامة للحيوان المصاب.
# احتقان في مقدمة الفم و ظهور تقيحات مما يؤدي إلى سيلان اللعاب،
# ازرقاق اللسان و انتفاخه.
# ظهور العرج نتيجة إصابة الحوافر.
# الإجهاض ( الطرح ) أحيانا.
# إلتهاب الرئتين و العينين.
و قد تستمر هذه الحالة لأكثر من شهر حيث يكون مآل الحيوان إما الشفاء البطيء مع تدهور القيمة الإقتصادية للحيوان أو الوفاة.
ب – التشخيص المخبري.
نوع العينات : يجب التأكيد على مدى أهمية كيفية أخذ العينات التي تتناسب مع نوعية الإختبار المستعمل لتشخيص المرض.
عند الحيوانات الحية : عينات من المصل و الدم.
عند الحيوانات الميتة : الطحال، الكبد أو العقد اللمفاوية و يجب أن تؤخد مباشرة بعد موت أو ذبح الحيوان ثم تحفظ في مكان بارد ( 4 درجات مأوية ) و لا تجمد.
التقنيات المستعملة : التشخيص المصلي بواسطة تقنية الإيليزا ( الممتص المناعي المرتبط بالأنزيمات ). اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل PCR.
ج – التشخيص التشريحي :
عند تشريح جثة حيوان مصاب بمرض اللسان الأزرق من طرف الطبيب البيطري، يلاحظ مايلي :
ـ احتقان مخاطية الفم و اللسان، احتقان و تآكل في مخاطية المعدة و الأمعاء، انتفاخ النسيج العضلي.
د – التشخيص التفريقي ( التمييزي ).
يجب تمييز الأعراض السريرية لمرض اللسان الأزرق عن تلك التي تنتج عن :
# مرض الحمى القلاعية.
# طاعون المجترات الصغيرة.
# مرض تعفن الظلف.
# مرض الإلتهاب الرئوي.
# مرض إلتهاب المفاصل.
# التسمم النباتي.
# داء القوباء المعدي Ecthyma contagieux.
4 – كيف يمكن الوقاية من مرض اللسان الأزرق ؟
لتفادي مرض اللسان الأزرق و الحد من انتشاره في حالة حدوث الإصابة، يجب تطبيق التدابير الوقائية التالية :
# عدم إدخال حيوانات أخرى قادمة من منطقة فيها أغنام مريضة أو مشبوه في سلامتها إلى الحضيرة.
# عزل الحيوانات المصابة.
# مكافحة مكثفة و مستمرة للناقل ( الباعوض ) بواسطة المبيدات الفعالة.
# حضر تنقل الحيوانات الغير المحصنة خلال فترة الوباء.
# التوعية الصحية لكل المعنيين بقطاع تربية المواشي.
# تلقيح ( جلب ) الأغنام ضد المرض باستعمال لقاح من نفس العثرة المسببة للوباء.