كلمة السيد عزيز اخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري خلال الملتقى الأول للحوم الحمراء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

كلمة السيد عزيز اخنوش وزير الفلاحة و الصيد البحري خلال الملتقى الأول للحوم الحمراء

 

السيد رئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء (FIVIAR)

السيد مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة،

السادة رؤساء الجمعيات المهنية،

السادة رؤساء الغرف الفلاحية،

السيدات والسادة المدراء،

حضرات السيدات والسادة،

 

أتشرف بافتتاح النسخة الأولى من هذا الملتقى الهام حول سلسلة اللحوم الحمراء. في الحقيقة يشكل هذا القطاع احد أهم السلاسل الفلاحية الوطنية، بالنظر لحجم رهاناته السوسيو اقتصادية الكبيرة.

فمليون ومائة ألف استغلالية فلاحية تشتغل في مجال تربية الماشية، و هو ما يمثل حوالي 75٪ من مجموع الاستغلاليات الفلاحية. أكثر من ذلك، 70٪ من هذه الاستغلاليات تشتغل في تربية الماشية باعتباره نشاطا رئيسيا. و من حيث التشغيل تربية الماشية توفر حوالي 85 مليون يوم عمل ، و التي تهم 2.5 مليون شخص، أي 44٪ من الساكنة الفلاحية النشيطة. برقم معاملات بلغ سنة 2013، 54 مليار درهم، و هو ما يمثل 40٪ من إجمالي رقم المعاملات الفلاحية. القيمة المضافة لقطاع اللحوم الحمراء تتجاوز 18 مليار درهم و تمثل ما يقرب من 18٪ من الناتج المحلي الإجمالي الفلاحي. بالإضافة إلى أهمية القطيع الوطني الذي يتكون من أكثر من 30 مليون رأس من الماشية، تضم 3 ملايين رأس من البقر، و 20 مليون رأس من الأغنام، و 6 ملايين رأس من الماعز.

و لكن بعيدا عن الأرقام، كلكم تدركون الأهمية الاجتماعية والثقافية التي يمثلها قطاع تربية الماشية في عالمنا القروي. وخاصة لصغار الفلاحين باعتبارها مصدرا للدخل المنتظم من جهة، و من جهة أخرى صمام أمان لمواجهة التحولات و الأخطار التي قد تواجههم.

 

حضرات السيدات و السادة،

عملنا مع الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء FIVIAR وجمعياتها على عقد البرنامج الأول لمدة 5 سنوات بين 2009 و 2014. هذا العقد البرنامج، يمكننا أن نقول بالأرقام، انه لقي نجاحا كبيرا، ويطيب بالمناسبة أن اعبر عن سعادتي عن أفاق هذه السلسلة و بدينامية الجمعية البيمهنية للحوم الحمراء التي كانت نموذجية. لذا أود أن أغتنم هذه الفرصة لأهنئ جميع العاملين في هذه الجمعيات و رؤسائها: السيد أوحلي ، رئيس الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء ، السيد كريمين ، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء. السيد زنيبر، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأبقار . السيد فينري، رئيس الجمعية الوطنية للأغنام والماعز. السيد الشطبي، رئيس جمعية منتجي اللحوم تادلة. السيد الولتيتي، رئيس التعاونية الفلاحية كوباك. السيد كريم، رئيس جمعية مصنعي الأعلاف المركبة ؛ السيد رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم بالجملة. السيد بلفقيه، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم بالتقسيط. و السيد الداودي، رئيس جمعية المغربية لمحولي ومصنعي اللحوم.

.

لقد واكبت الدولة هذه الدينامية في إطار مقاربة تشاركية مع المهنيين، كنا قادرين ليس فقط على تحقيق ، بل بتجاوز تقريبا كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا في هذا العقد البرنامج الأول. فمن الناحية الكمية، الحكومة استثمرت أكثر من 880 مليون درهم بين 2009 و 2013 مقابل التزام ب 850 مليون. حوالي 800 مليون خصصت لتشجيع الاستثمار الخاص ومكنت من تحقيق 3 مليار درهم.

و بخصوص المساعدات الموجهة للاستثمار، نحو 650 مليون درهم، تم توجيهها للتحسين الوراثي للأبقار و الأغنام و الماعز والتي مكنت من تجاوز الأهداف المسطرة. بداية، بلغ إنتاج اللحوم 490،000 طن سنة 2013 مقابل 450.000 طن كهدف 2014 لسنة، و هو ما يمثل تجاوزا للهدف بحوالي 10٪. كما ارتفع الاستهلاك السنوي للفرد من 11.7 كجم سنة 2009 إلى 14.2 كيلوغرام متجاوزين هدف 13.5 كيلوغرام. بفضل برامج التحسين الوراثي، زاد متوسط وزن الذبيحة لسلسلة لحوم البقر من 176 كلغ إلى أكثر من 212 كلغ، أما بالنسبة للأغنام، فقد ارتفع من 13 إلى 15 كلغ.

أما بالنسبة لرقم المعاملات، فقد ارتفع بنسبة 25٪ خلال هذه الفترة مما سمح، على سبيل المثال، لمربي الأبقار من تحسين دخلهم عبر رفعه من 8،000 إلى 9700 درهم للرأس الواحد، بزيادة قدرها أكثر من 21 ٪.

 

حضرات السيدات و السادة،

لقد تمكنا من تحقيق الكثير من المكاسب النوعية أثناء تنفيذ هذا العقد البرنامج الأول. أولا على الجانب التنظيمي مع نشر كل من: القانون على السلامة الصحية و المرسوم على حرية تنقل اللحوم باعتباره رافعة مهمة لزيادة استثمارات القطاع الخاص على مستوى التسويق.

يجب أن نعترف أيضا بأهمية هيكلة، دينامكية، وتمتع الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والجمعيات التي تشكلها، بروح القيادة. ما مكن من افتتاح أكثر من 130 مسار للتلقيح الاصطناعي، القيام بحملات الترويج على جودة اللحوم، و تنظيم المعارض الإقليمية والوطنية مثل MaroCarne التي تنظم في نسختها الثانية. لهذا أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع الفاعلين بهذه السلسلة على عملهم الشاق و تضحياتهم الكبيرة.

 

حضرات السيدات و السادة،

هذه النتائج الواعدة حفزتنا بطبيعة الحال على توقيع العقد البرنامج الثاني مع الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء FIVIAR على هامش المناظرة الوطنية الأخيرة للفلاحة بمكناس في ابريل الماضي. أهدافنا اليوم ، لا تقتصر فقط على تعزيز العمل الذي قمنا به في الاتجاه الصاعد و لكن تمتد لاسيما على تطوير الجوانب المتصلة بالتثمين و المعالجة و التسويق.

و في هذا الإطار أشيد بالمبادرة الأولى، التي تأتي تتويجا لهذا السياق والمتمثلة في إطلاق يوم 3 فبراير لبرنامج تحديد القطيع الوطني من البقر، le SNIT. هذا البرنامج سوف يعطينا رؤية واضحة عن الصحة والجودة الغذائية لقطيعنا من الإبل و البقر، وسيسمح على الخصوص للفاعلين بالحصول على معلومات دقيقة عن حياة الحيوان و قنواته التسويقية. هذه الشفافية الكبيرة ستسمح للمربيين بتحسين دخلهم، و للمواطنين بمعرفة أفضل عن نوعية اللحوم التي يشترونها.

كما أن التركيز يجب أن ينصب مستقبلا على أسواق المواشي والمجازر ووحدات تثمين اللحوم لتحقيق أهدافنا. و عليه فإنني أناشد جميع الفاعلين في هذه السلسلة، و العاملين ، و السلطات المحلية، و كذلك المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، ONSSA، لدعم و تعزيز هذا التطور الذي نضمنه خالص متمنياتنا.

إن تنظيم هذا الملتقى الأول تحت شعار “سلسلة اللحوم الحمراء: الإمكانات و الإكراهات ” هي فرصة مثالية لمناقشة كل قضايا القطاع. أشكركم و أتمنى لكم كل التوفيق و النجاح في أشغالكم و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً