أكد المدير الجهوي للفلاحة بجهة دكالة عبدة السيد عبد الرحمان النايلي أن سلسلة إنتاج الكبار، الذي يعتبر من بين أهم المنتوجات الفلاحية على صعيد جهة- دكالة -عبدة المتواجدة بالمناطق البورية الهامشية، تساهم بنسبة 48 في المائة من الإنتاج الوطني على مساحة تقدر ب 5500 هكتار.
و أوضح السيد النايلي، في كلمة ألقاها اليوم الخميس بمقر ولاية الجهة بآسفي خلال يوم دراسي نظم حول موضوع “تطوير قطاع الكبار رافعة التنمية المحلية بجهة دكالة عبدة”، أن هذه السلسلة الانتاجية توفر مدخولا سنويا قارا للمنتجين و تزود المصانع التحويلية بالمادة الأولية لإنتاج الكبار الصالح للتصدير إلى أوروبا و أمريكا (90 في المائة من الإنتاج المحلي مخصص للتصدير)، موضحا أن كبار آسفي يتميز بخصائص مهمة تميزه على صعيد السوقين الوطني و الدولي.
و قال السيد النايلي، إن هذا اللقاء، المنظم بتنسيق مع ولاية الجهة و الغرفة الفلاحية، و شركة “كابريل” و التنظيمات المهنية النشيطة في قطاع الكبار الحاملة لمشاريع الدعامة الثانية التي تخص توسيع مساحة الكبار و تثمين المنتوج، يروم تقديم المشاريع الفلاحية المنجزة و المبرمجة في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر التي تخص سلسلة الكبار.
كما يتوخى الوقوف على الحالة الراهنة لزراعة الكبار بإقليم آسفي و الآفاق المستقبلية لتطويره و تثمينه و تسويقه، و إعطاء شروحات من طرف المختصين لفائدة الفلاحين و التعاونيات الفلاحية للعناية و الوقاية الصحية لزراعة الكبار.
و يروم هذا اليوم الدراسي، يضيف المسؤول، إبراز أهمية علامة المنشأ الجغرافي “كبار آسفي” في تطوير و تحسين مردودية و جودة المنتوج، و إعطاء أهمية كبيرة لمنتوج الكبار نظرا لمكانته و دوره في الاقتصاد الاجتماعي على صعيد الجهة، و البحث عن قنوات جديدة لتسويق هذا المنتوج و ضمان ديمومتها، و بعث ثقافة الإنتاج و التثمين و التسويق الجماعي بواسطة التجميع، و العمل على إشراك النساء القرويات في تطوير هذه السلسلة الإنتاجية المحلية، و النهوض بالفلاحة التضامنية على صعيد الجهة من أجل تحسين الوضعية الاقتصادية و الاجتماعية للفلاحين.
من جهتها، أكدت باقي المداخلات على أن زارعة الكبار متاحة في المناطق التي تتوفر على طقس جاف أو شبه جاف، و يحتل مكانة متميزة في العديد من الاستعمالات الطبية و الغذائية، داعين الجهات المعنية الى ضرورة توفير المزيد من التأطير و الدعم و القيام بحملات تحسيسية لفائدة المنتجين لتنمية و تثمين هذه السلسلة الانتاجية و العمل على إيجاد أسواق قارة لتسويق هذا المنتوج المجالي.
و يندرج هذا اللقاء، الذي عرف حضور مختصين في القطاع من منتجين و تنظيمات مهنية، و مصنعين، باحثين، و مهتمين بالقطاع، في إطار برنامج التنشيط و التأطير لسنة 2015 المتفق عليه من قبل المديرية الجهوية للفلاحة دكالة- عبدة و شركائها على الصعيد الوطني و الجهوي بهدف تنمية و تثمين سلاسل الإنتاج الفلاحي بالجهة.
و تميز هذا الملتقى بتقديم عدة عروض حول سلسلة الكبار من طرف باحثين و أخصائيين تمحورت حول “الحالة الراهنة و الآفاق المستقبلية لتنمية زراعة الكبار بإقليم أسفي”، و ” تثمين و تسويق منتوج الكبار..معيقات و مقترحات المصنع لتطوير القطاع “، و ” الوقاية الصحية لزراعة الكبار و مزايا و أهمية علامة المنشأ الجغرافي (كبار آسفي)”، فضلا عن تقديم شهادات التنظيمات المهنية من طرف تعاونية “الخضراء لإنتاج الكبار” و توقيع اتفاقية شراكة في ميدان تكوين المنتجين بين المديرية الجهوية للفلاحة لدكالة-عبدة، الغرفة الفلاحية و شركة “كابريل”.
و في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر، أكد السيد النايلي، أن المديرية الجهوية للفلاحة أولت أهمية خاصة لتنمية قطاع الكبار و ذلك من خلال برمجة مشروع في أفق2017 ممول من طرف الدولة، بغية تطوير القطاع و تحسين دخل المنتجين عبر توسيع المساحة المغروسة و تثمين المنتوج، بغلاف مالي يصل الى 58 مليون درهم.
و يهدف هذا المشروع إلى توسيع مساحة الكبار بغرس 5000 هكتار إضافية، و تكثيف إنتاج الكبار على مساحة 4700 هكتار مع تحسين المردودية عن طريق التأطير و الحملات التحسيسية، و تثمين المنتوج عن طريق بناء و تجهيز ثلاث وحدات لجمع و تخزين و تعليب و تسويق الإنتاج، و تحسين دخل المنتجين، و خلق فرص إضافية للشغل.
و أضاف المندوب الجهوي للفلاحة أن هذا المشروع الذي تم إطلاقه سنة 2012 من خلال غرس 800 هكتار و بناء و تجهيز محطتين لجمع و تخزين و تعليب الإنتاج مع هيكلة المنتجين في إطار تنظيمات مهنية، يهم الجماعات القروية “الصعادلة”، “خط أزكان”، “أولاد سلمان”، “سيدي تيجي”، “لمراسلة” و “خميس النقة”.
و من بين أهم إنجازات المديرية الجهوية للفلاحة لدكالة-عبدة بخصوص قطاع الكبار، ترميزه خلال فعاليات دورة 2014 للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس حيث أصبح يحمل علامة التمييز “منشئ جغرافي” كبار آسفي، فضلا عن تمويلها سنويا لعدة عمليات بغرض تشجيع المنتحين على تثمين المنتوج وتسويقه عبر اقتناء آليات لطحن الكبار، و عبوات التعليب، و براميل للتخزين، و مقصات للتقليم، و مضخات المعالجة الكيماوية، و توفير التكوين في عدة مجالات، و تنظيم زيارات ميدانية، و المساهمة في المعارض الوطنية و الدولية.