تعد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المشاركة في تنظيم قرية قافلة الكاكاو (من 2 إلى 5 أكتوبر الجاري بياموسوكرو)، مقاولة إفريقية حقيقية منخرطة من أجل فلاحة مستدامة ومزدهرة بالقارة.
فقد انخرطت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الغنية بخبرتها القوية، وفي إطار السياسة التي يدعو لها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرامية إلى إرساء تعاون جنوب-جنوب حقيقي ومفيد لجميع الأطراف مع الدول الإفريقية الشقيقة و الصديقة، في هذه المقاربة ولا تدخر أي جهد من أجل وضع خبرتها وتجربتها ومجمل سلسلة القيمة الخاصة بها في خدمة تنمية الأنشطة الفلاحية المستدامة في إفريقيا.
و يجد هذا الاهتمام الذي تبديه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط لإفريقيا مبرره في فخر المملكة بالانتماء إلى هذه القارة، و كذا بمؤهلات النمو القوية التي تختزنها القارة الإفريقية، بمساحتها الشاسعة، ونسبة 80 بالمائة من الأراضي الصالحة للزارعة غير المستغلة بها، و70 في المائة من الساكنة التي تعتاش على الفلاحة، ومساهمة القطاع الفلاحي بنسبة 25 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي.
و تقوم هذه العوامل وعوامل أخرى، مجتمعة، على مقاربة “إرادية” للمكتب الشريف للفوسفاط الذي جعل من الحرص على التأمين المستدام لتزويد السوق الإفريقية بالأسمدة الغنية بالفوسفاط، أولوية من أولوياته.
و تشكل وحدة إنتاج الأسمدة التي أحدثها المكتب الشريف للفوسفاط على مستوى قطب الجرف الأصفر بالمغرب، خصيصا للقارة الإفريقية، بمعدل مليون طن في السنة، باستثمار بأزيد من 600 مليون دولار أمريكي أبرز تجل لهذه المقاربة.
و يتمثل الهدف بالنسبة للمجموعة المغربية في تأمين حاجيات إفريقيا من الأسمدة، وهو ما يتم من خلال الرفع من حجم الأسمدة التي يتم تسويقها بالقارة، بل وتطوير أسمدة تستجيب لحاجيات أصناف التربة والزراعات، وذلك في أفق تمكين الفلاحين الأفارقة من تحسين مردودهم.
كما يعمل المكتب الشريف للفوسفاط على تعزيز القدرات الإفريقية وقطاع اللوجيستيك بإفريقيا من خلال الاستثمار في وحدات للإنتاج المحلي وتطوير أنظمة إيكولوجية من أجل تحقيق أمثل للقيمة المضافة.
و يتعلق الأمر بالنسبة للمجموعة بالتحرك من أجل تحسين جاهزية وتوفر الأسمدة، من خلال الاستثمار في قدرات التخزين و في البنيات التحتية اللوجيستية انطلاقا من الميناء إلى الاستخدام الفلاحي من قبل الفلاح المنتج. كما تعمل المجموعة على مواكبة سلسلة القيمة الفلاحية في شموليتها من تتبع المبادرات الرامية إلى النهوض بفلاحة منتجة ومستدامة وذات أداء جيد.
و دائما في إطار مقاربته الإفريقية، يولي المكتب الشريف للفوسفاط اهتماما خاصا لدعم موزعي الأسمدة الأفارقة من خلال مواءمة نموذج “حزمة عقود” الذي سبق وأطلقه المغرب، مع الواقع الإفريقي. كما بذلت المجموعة مجهودا جبارا في إطار دعم والنهوض بالممارسات الفلاحية.
و لعل أبرز تجسيد لهذا المجهود يتمثل في القوافل الفلاحية التي تم تنظيمها بالسنغال ومالي وغينيا وكوت ديفوار، و”مدارس الحقول” بكوت ديفوار ونيجيريا وغينيا واثيوبيا وكينيا.
و تؤكد كل هذه المعطيات وعي المكتب الشريف للفوسفاط بأهمية المؤهلات الكبرى بالقارة وبضرورة القيام بكل ما يلزم من أجل تحسين الإنتاج الفلاحي بشكل مستدام.
و قد جعلت هذه المقاربة من مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط رائدا في مجال تطوير الأسمدة الملائمة والمتاحة للفلاحين الأفارقة. كما تعد المجموعة المغربية فاعلا مندمجا يتدخل في جميع حلقات سلسلة القيمة لصناعة الفوسفاط واستخراجه و تحويله إلى حامض فوسفوري، وإنتاج الأسمدة وتسويقها.
و تتمثل خصوصية مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في قدرته على تطوير حزمة من المنتوجات الموسعة والموائمة للحاجيات الخاصة للزراعات وأصناف التربة بإفريقيا، علاوة على كونها تقوم أيضا بمبادرات لتطوير والترويج لتخصيب معقلن من أجل فلاحة إفريقية مستدامة.
و بلغة الأرقام، تتوفر المجموعة على 95 سنة من التجربة، و160 زبونا، ورقم معاملات لقيمة 9 ر4 مليار دولار سنة 2014، و 30 في المائة من حصة السوق العالمية من الفوسفاط بجميع أشكاله، و21 ألف منصب شغل، و22 مليار دولار مستثمرة في برنامج التحويل الصناعي (2008-2025) ، و19 فرعا ومقاولة مشتركة في الصناعة والهندسة.
و في ما يتعلق بالتزامات المكتب الشريف للفوسفاط على الصعيد الإفريقي، فهي تتمثل في مبادرات ملموسة في إطار تعاون مربح لجميع الأطراف. وهكذا، يعمل المكتب على التأمين المستدام لتزويد القارة بالأسمدة من خلال توفير إنتاج لإفريقيا في استقلالية عن الطلب العالمي.
و بالفعل، فقد ضاعف المكتب الشريف للفوسفاط حجم الأسمدة التي يوزعها بإفريقيا أربع مرات في ظرف ثمان سنوات حيث أصبح يبلغ حاليا مليون طن في السنة.
و قد أطلق المكتب الشريف للفوسفاط، القوي بنتائجه المهمة وبرامجه الكبرى لمواكبة الفلاحين المغاربة، بإفريقيا جنوب الصحراء خريطة خصوبة الأراضي والقافلة الفلاحية.