يعتبر المشتل الغابوي الدروة الجهوي بإقليم الفقيه بن صالح من المشاتل الرائدة على المستوى الوطني لإنتاج شتائل الخروب المطعمة، التي تصل إلى 30 ألف شتلة مطعمة في السنة حسب معطيات المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة تادلة أزيلال.
ويقوم هذا المشتل الغابوي بتطعيم ما يقارب 2766 شجرة خروب من أجل زيادة إنتاج الخروب، وبالتالي زيادة نسبة إناث الأشجار في البساتين الخاصة، وتشجير 55 هكتار من النباتات المطعمة من أجل تحقيق برامج تنموية محلية في إطار المقاربة التشاركية لفائدة الساكنة المجاورة للغابة حيث أن التشكيلات الغابوية تغطي ما يقارب 500 ألف هكتار أي بنسبة 29 في المائة من المساحة الاجمالية للجهة.
وتشكل أشجار الخروب بجهة تادلة أزيلال ثروة غابوية يتعين حمايتها وتثمين منتوجها لكي تضطلع بدور فعال وحيوي في النسيج الاقتصادي المحلي من خلال إنجاز مشاريع تنموية في إطار شراكة مع الساكنة المجاورة للغابة والتي تهدف إلى تحسين الدخل وتشجيع المتعاونين على الانخراط في تدبير المجال الغابوي، وكسب ثقة ذوي الحقوق بالإضافة إلى المحافظة على التوازنات البيئية والايكولوجية للمنطقة.
وتعد شجرة الخروب من القرنيات ويصل علوها إلى 10 أمتار وعمرها يتجاوز 100 سنة وتتأقلم مع المناخ الجاف والشبه الجاف وموطنها الطبيعي هو حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنتج 80 بالمائة من أشجار الخروب قرونا ابتداء من السنة الرابعة وترتفع مردوديتها مع السن، وتعتبر العوامل الوراثية والبيئية من أهم عوامل المردودية، ويتراوح إنتاج الأشجار ما بين 2 وألف كيلوغرام أي بمعدل يناهز 275 كيلوغرام للشجرة.
وتقدر المساحة الإجمالية لسلسلة الخروب، حسب معطيات المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة تادلة أزيلال، ب 150 ألف هكتار على مستوى الجهة منها 60 بالمائة بالملك الغابوي، موزعة على طول الدير والهضبة الوسطى، حيث تساهم الجهة بنسبة 20 في المائة من الإنتاج الوطني من أشجار الخروب أي بمعدل 20 ألف طن في السنة .
وفي هذا السياق قال المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة تادلة أزيلال، السيد مصطفى بعريز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المديرية أبرمت تسع اتفاقيات شراكة مع تعاونيات الخروب لجني وتسويق كمية إجمالية من الخروب تناهز 3740 قنطار على مساحة تقدر ب 57 ألف و297 هكتار لفائدة حوالي 607 منخرط ، وتطعيم كمية كبيرة من أشجار الخروب من أجل الزيادة في الإنتاج، وبالتالي زيادة نسبة إناث الأشجار في البساتين الخاصة.
وأشار السيد بعريز إلى أن إستراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ترتكز في تنمية زراعة الخروب على تحسيس الساكنة القروية المعنية بهذه الزراعة ذات حق الانتفاع من الملك الغابوي على التنظيم في إطار تعاونيات من أجل النهوض بهذه الشجرة والتثمين العقلاني لمنتوجها وكذا من أجل العيش الكريم والمحافظة على الوسط البيئي.
وأبرز أن المديرية الجهوية قامت بدراسة سلسة الخروب بالمجال الغابوي والمجال الخاص على مساحة تقارب 80 ألف هكتار بإقليم بني ملال تم من خلالها تحديد مناطق الإنتاج ومستوى تنظيم التدخلات في مجال الخروب، والقيام بالتحليل الاقتصادي والمالي من أجل تنمية السلسلة، كما تم إعداد مجموعة من الدراسات والأبحاث بشراكة وتنسيق مع كل من قسم البحث العلمي وجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال في مجالي الدراسة التقنية والعلمية لشجرة الخروب والدراسة الايكولوجية لمختلف الأصناف بالجهة.
ومن الإكراهات التي تواجه السلسلة – يضيف السيد بعريز – أن نسبة أشجار الذكور تفوق نسبة 70 في المائة في حين لا تتعدى نسبة الأشجار المنتجة 30 في المائة من المساحة العامة، علاوة على إكراهات تقنية تحد من تطوير مستوى الإنتاج، حيث أن الدورة البيولوجية لشجرة الخروب لا تشبه دورة الأشجار المتوسطية، كما أن التطعيم بالبرعم لا يزال الوسيلة المتداولة حاليا لتكاثر شجرة الخروب، بالإضافة إلى إشكالية إحداث أكثر من تعاونية داخل نفس الجماعة، وعراقيل تتعلق بالتسيير الداخلي للتعاونيات وضعف المستوى التكويني للمنخرطين والتمويل وإشكالية الترخيص للخواص.
من جهة أخرى أكد المهتمون بالقطاع أن من أهداف اتحاد تعاونيات منتجي الخروب ببني ملال تثمين شجرة الخروب بالجهة عن طريق عملية التشجير والتطعيم والحفاظ على الملك الغابوي وتوحيد صفوف المنتجين وعصرنة القطاع وتنظيم مسالك التسويق وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية تدفعه نحو تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بالوسط القروي إضافة إلى المساهمة في تقليص الهشاشة وإنعاش فرص الشغل بالمنطقة وتحسين دخل الساكنة المجاورة للغابة.
كم ثمن شجرة واحدة مطعمة مثل شجرة نصف متر أو متر