شكل موضوع “البيانات الجغرافية” محور يوم دراسي نظمته اليوم الخميس بمكناس، المديرية الجهوية للفلاحة لجهة مكناس تافيلالت تحت شعار “رهانان ما بعد الحصول على قرار الاعتراف بعلامة البيان المحمي للمنتجات المجالية الفلاحية بالمغرب” بشراكة مع جمعية خريجي المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس وبتعاون مع الفيدرالية الوطنية للعلامات المميزة للمنشأة والجودة والمدرسة الوطنية للفلاحة.
وأكد المدير الجهوي للفلاحة لجهة مكناس تافيلالت السيد كمال هيدان، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، أن العلامة المميزة للجودة تعد وسيلة للتنمية المجالية ورافعة للتنظيم المهني، مشيرا إلى أن الجهة تصنف بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتنوع نظمها الايكولوجية من جبال وواحات وهضاب من بين الجهات الاولى بالمملكة من حيث غناها الفلاحي لاسيما في مجال المنتوجات الفلاحية.
وأضاف السيد هيدان أن جهة مكناس تافيلالت، التي تساهم برقم معاملات يفوق 8ر2 مليار درهم، تحتل المرتبة الثانية بعد جهة مراكش تانسيفت الحوز في مجال المنتوجات المجالية ب 20 منتوجا، مضيفا أنه تم الاعتراف ب 15 منتوجا مجاليا بعلامات مميزة المنشأ والجودة منها ثلاث منتوجات بجهة مكناس تافيلالت وهي التمور من صنفي المجهول والفكوس وتفاح ميدلت.
من جهته، أكد ممثل وزارة الفلاحة والصيد البحري السيد البشير عاشور، أن مخطط المغرب الأخضر أولى أهمية كبرى لتنمية المنتوجات المجالية بمختلف جهات المملكة، مضيفا أن تعدد النظم الإيكولوجية (جبال، واحات وهضاب) وكذا التنوع البيولوجي يساهم في إنتاج منتوجات مجالية بمختلف جهات المملكة ، ومشيرا إلى أن نظام ترميز المنتوجات الفلاحية ، الذي يخضع للقانون رقم 06-25 المتعلق بعلامات مميزة المنشأ وجودة المواد الغذائية والمنتوجات الفلاحية والمائية والسمكية، هو آلية للاعتراف بهذه المنتوجات وحمايتها.
وأوضح السيد سعود أن هناك ثلاث علامات مميزة المنشأ تخضع لهذا القانون تتمثل في علامة البيانات الجغرافية وعلامة تسمية المنشأ وعلامة الترميز الفلاحي، مبرزا أن نظام الترميز بالمغرب مكن من الاعتراف ب 21 علامة مميزة المنشأ وأن 15 علامة أخرى خاصة بالجودة هي في طور الدراسة قصد الاعتراف بها من طرف لجنة وطنية، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود خصوصا على المستوى الجهوي من أجل تأهيل مختلف سلاسل الإنتاج المرتبطة بالمنتوجات المجالية مما سيتيح لهذه المنتوجات الخاضعة للترميز من لولوج الأسواق الوطنية والدولية.
من جانبه، تطرق مدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس السيد توفيق بنزيان إلى الدور الأساسي لهذه المدرسة في التنمية الفلاحية والقروية من خلال تكوين أطر عليا في الميدان الفلاحي والبحث العلمي والتكنولوجي على المستوى الإفريقي ، مبرزا أن عدد خريجي هذه المؤسسة بلغ ، منذ إحداثها سنة 1945 ، حوالي 3086 خريجا في جميع التخصصات، بينهم 450 خريجا من 20 جنسية من بلدان إفريقيا و فرنسا.
أما السيد عبدالرحيم جلاوي، ممثل المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية ، فأكد أن هذا اللقاء يندرج في إطار التحسيس بأهمية ودور البيانات الجغرافية في تطوير التبادلات التجارية، مشيرا إلى أنه يمكن حماية هذه المنتوجات من خلال نظام الملكية الصناعية لاسيما عبر العلامات الجماعية وعلامات التصديق الجماعية والبيانات الجغرافية .
من جانبه، شدد رئيس جمعية خريجي المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس السيد صادق الإدريسي ، على أهمية تدبير العلامات المميزة للجودة وضرورة التنظيم المهني ، داعيا إلى استغلال هذه العلامات في تنمية سوق المنتوجات المجالية وتوسيع الطلب وتحسين دخل المنتجين الصغار من خلال الرفع من القيمة المضافة لسلاسل الانتاج.
أما رئيس الفيدرالية الوطنية للعلامة المميزة للمنشأ والجودة السيد محمد أوالرايس فأكد من جهته، أن هذا اللقاء هو مناسبة لتبادل الخبرات بين المنتجين في مجال العلامات مميزة المنشأ والجودة، مؤكدا التزام الفيدرالية بالدفاع عن البيانات الجغرافية والنهوض بها على المستوى الوطني.
وانكب ثلة من الباحثين والمهنيين من المغرب وفرنسا وإيطاليا وسويسرا وكرواتيا والبنين وبوركينفاصو يعملون في مجال تثمين وإنعاش المنتجات المجالية الفلاحية، على مناقشة مواضيع تمحورت بالخصوص، حول “الحماية القانونية للمنتوجات المجالية بالمغرب” ، و”تحديات المنتوجات المجالية على المستوى الدولي” ، و” أهمية التموقع بالعلامة المميزة” ، و ” اكتشاف المنتوجات المجالية بالمغرب” و “الدور الممكن للمنتوجات المجالية لتعزيز العلاقات بين صغار المنتجين”.