الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس ملتقى لتثمين المنتوجات الفلاحية و إبراز مراحل تطوير الأنظمة الغذائية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

بعد تسع سنوات من التطور المطرد الذي أتاح له التميز، وطنيا و إفريقيا و دوليا و بعد تطرقه منذ دورته الأولى لمواضيع هامة آخرها “المنتجات المحلية” يستمر الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في دورته العاشرة وفق مسار ثابت لتثمين المنتوجات الفلاحية المتنوعة و تسليط الضوء على أهميتها كمكونات أساسية في الأنظمة الغذائية المتعددة و إبراز مراحل تطويرها.

و تراهن هذه التظاهرة الفلاحية، التي دخلت خانة الملتقيات الفلاحية و أصبحت ذاكرة للتنمية الفلاحية، على جعل الفلاحة المغربية ذات إشعاع دولي ضمن أبرز القطاعات الفلاحية العالمية و كذا جعلها في مركز انشغالات العالم الفلاحي.

و يوفر المعرض فضاء مجددا يقدم صورة جديدة عن فلاحة مغربية عصرية تواكب التطورات الحاصلة في هذا المجال و هكذا نجحت هذه التظاهرة في فرض نفسها وطنيا و قاريا و دوليا كموعد لعقد شراكات بين الفاعلين المحليين و الدوليين.

و لاشك أن الدورة الحالية ستشكل مناسبة لكل مهنيي القطاع الفلاحي للحصول على معلومات و لقاء الخبراء و الشركاء من أجل إغناء معارفهم و تطوير مداركهم حول الأنظمة الغذائية و اقتراح آراء بغية إيجاد حلول مناسبة لمحوره الرئيسي “الفلاحة و الأنظمة الغذائية”، و ذلك بالنظر لتعدد الأنظمة الغذائية و ما تتطلبه المنتجات الفلاحية التي تتحول إلى مواد غذائية من معايير الجودة و السلامة، حيث يخضع المنتوج الغذائي لأنظمة غذائية متعددة يتعين أن تكون آثارها مفيدة على صحة الإنسان في ظل الاستعمال غير المعقلن للمواد الكيماوية في إنتاج المواد الغذائية الأكثر استهلاكا.

كما أن هذا الملتقى يشكل محطة لمزيد من تطوير القطاع الفلاحي، الذي تشكل فيه الأنظمة الغذائية، بكل منتوجاتها و تشكلاتها، رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية، سواء على الصعيد الوطني أو بمناطق سايس و الأطلس المتوسط و تافيلالت (جهة مكناس – تافيلالت)، كمكون بيئي شاسع و متنوع يتميز بتعدد الأنظمة الغذائية التي يأتي على رأسها ما تنتجه أهم السلاسل الفلاحية كزيت الزيتون و الخضر و الفواكه و إنتاج الحليب و اللحوم الحمراء و البيضاء خاصة الدواجن و هي مواضيع ستكون حاضرة في صلب أشغال هذه الدورة.

و قد حظيت هذه السلاسل بالجهة بدعم و اهتمام كبير في إطار مخطط (المغرب الأخضر) الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في سنة 2008، و ذلك من خلال مشاريع فلاحية كبيرة و نموذجية أعطت للمنطقة خصوصية اقتصادية هامة و متقدمة على الصعيد الوطني.

و تعرف المنطقة، بالنظر لأهميتها من حيث الطاقة الإنتاجية و المؤهلات الفلاحية، نموا مطردا في قطاعات فلاحية حيوية أبرزها التثمين و التحويل عبر عدد كبير من الوحدات الصناعية التي تجعل اقتصاد المنطقة مبنيا، أساسا، على القطاع الفلاحي الذي يشكل نسبة مهمة في الاقتصاد الوطني لاسيما من حيث حجم الصادرات للأسواق الخارجية.

و على غرار الدورات السابقة، تعرف الدورة الحالية، التي ستنظم من 28 أبريل إلى 3 مايو المقبل، مشاركة حوالي 1200 عارض يمثلون أزيد من 50 دولة بينهم المغرب، و ذلك على مساحة تقدر ب172 ألف متر مربع منها 90 ألف متر مساحة مغطاة.

و سيتم خلال هذه التظاهرة، التي يتوقع أن تستقبل أزيد من 800 ألف زائر، عرض حوالي 2100 رأس من مختلف أصناف الحيوانات و توسيع المساحة المخصصة لقطب المنتوجات الفلاحية لتصل إلى أربعة آلاف متر مربع و ذلك من أجل منح العارضين فرصة أكبر للتعريف بمنتوجاتهم و ترويجها.

و ستتمحور أشغال هذا الملتقى حول تسع أقطاب موضوعاتية تتمثل، على الخصوص، في جهات المملكة، و المنتجات الفلاحية، و القطب الدولي، و التجهيزات الفلاحية، و المنتجات المحلية، و تربية المواشي، و الطبيعة و البيئة، و الآليات.

و يتضمن برنامج الدورة العاشرة تنظيم محاضرات و ندوات و ورشات عمل تتمحور حول عدة مواضيع منها “إنتاج الزيتون بالمغرب .. ماهي مكانة القطاع مستقبلا في سوق زيت الزيتون وزيت المائدة “، و“الحليب .. مكون أساسي في التغذية”، و “معايير السلامة الصحية و تنظيم السلاسل الدولية .. سلسلة الفواكه و الخضر بالمغرب نموذجا”، و “قطاع الصناعات الغذائية بالمنطقة الأورو-متوسطية .. تحديات و رهانات”، إضافة إلى عقد لقاءات و منتديات تهم “تمويل الفلاحة بإفريقيا .. الأنظمة الغذائية نموذجا” و “تخليد الذكرى 70 للمنظمة العالمية للتغذية”، فضلا عن عقد مسابقات تربية المواشي، و توزيع جوائز، و تنظيم أيام مهنية، إضافة إلى تنظيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة الفلاحية في نسختها الثانية و التي تم إطلاقها بمبادرة من وزارة الفلاحة و الصيد البحري.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً