آمالا واعدة و مهمة للفلاحين الصغار على المشاريع الهدروفلاحية بإقليم صفرو

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

 آمالا واعدة و مهمة للفلاحين الصغار على المشاريع الهدروفلاحية بإقليم صفرو

حملت المشاريع الهيدروفلاحية ، التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انطلاقتها اليوم الاثنين بالجماعة القروية تازوطا (إقليم صفرو) ، آمالا واعدة و مهمة للفلاحين الصغار بالمنطقة، الذين يعانون من ندرة المياه و من غياب مواكبة و توعية تمكنهم من تثمين منتوجاتهم و الرفع بالتالي من مواردهم.

و قد وضعت هذه المشاريع بالفعل، التي رصدت لها اعتمادات تقدر ب 5 مليار و 500 مليون درهم، الفلاحين الصغار في صلب الاهتمام ، و تمت بلورتها وفق مقاربة ناجعة تأخذ في الاعتبار متطلبات الحفاظ على البيئة و تحقيق التنمية المحلية و النهوض بالأوضاع الاجتماعية للمناطق المستهدفة التي توجد بواحدة من أهم الأحواض المائية للمملكة.

و يتطلع فلاحو المنطقة إلى أن تساهم هذه المشاريع ، المتمثلة في بناء سد مداز على وادي سبو، و برنامج حماية المناطق المسقية بسهل سايس، و مشروع تهيئة الحوض العلوي لسدي علال الفاسي و زلول و مركب مداز- عين تيمدرين، في جلب استثمارات فلاحية و اقتصادية مهمة للمنطقة ، تمكنهم من تحسين ظروف عيشهم و من تطوير استغلالياتهم الصغرى التي كانت تعتمد على مياه الآبار و التي استنزفت بشكل حاد الفرشة المائية.

فبالنسبة للسيد رشيد كاضي، و هو من فلاحي جماعة تازوطا، فإنه يراهن كثيرا على تفعيل هذه المشاريع كرافعة أساسية للتنمية بالمنطقة ، حيث أكد  أن إقليم صفرو لم يكن في السابق يستفيد من خدمات سد علال الفاسي، الوحيد بالمنطقة، التي كانت تعاني من خصاص كبير من المياه.

و أضاف أن فلاحي المنطقة استقبلوا بارتياح كبير هذا المشروع الملكي الهام الذي سيوفر فرصا للشغل و سيساهم في توليد و اقتصاد الطاقة و في تشجيع السياحة البيئية و بالتالي في تثمين منتجات الفلاحين.

من جهته أكد السيد إدريس الحسني ، و هو أيضا من فلاحي المنطقة ، أن هذه المشاريع ستمكن من فك العزلة عن عدد من المناطق من خلال بناء مسالك طرقية متعددة مع ما سيكون لذلك من آثار إيجابية على لولج الساكنة لعدد من الخدمات و المرافق المهمة.

و قال إن المنطقة عانت في السابق من استنزاف حاد للموارد و لجهود الفلاحين الذين لم يكونوا يستفيدون من مواكبة تقنية لتثمين منتجاتهم، معبرا عن الأمل في أن تساهم هذه المشاريع في إعطاء دينامية جديدة للتنمية بالمنطقة.

و بالموازاة مع أشغال بناء سد “مداز”، الذي سيمكن من تجاوز العجز المسجل في مجال المياه الصالحة للشرب و مياه الري بالمنطقة، ستشرف المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر على تنفيذ برنامج يهدف إلى فك العزلة عن عدد من المناطق، من خلال فتح ما يفوق 300 كلم من المسالك الغابوية لحماية الغابة و الموروث الغابوي و بالتالي فك العزلة عن الساكنة، بالإضافة إلى الحفاظ على التربة في عالية السد كأداة للإنتاج عبر عملية التشجير و محاربة التعرية المائية.

و من شأن هذا البرنامج خلق مشاريع مدرة للدخل عبر عمليات المشاركة في إنشاء تعاونيات و جمعيات كمخاطبين أساسيين للمندوبية بما يمكن من خلق تعاونيات رعوية في المجال الغابوي و بالتالي التوفيق ما بين الحفاظ على التوازنات البيئية و متطلبات التنمية المحلية.

و هكذا سيتم في إطار هذا البرنامج ، الذي رصدت له اعتمادات بقيمة 225 مليون درهم على مدى عشر سنوات، تشجيع و دعم التعاونيات في مجال تربية النحل و تثمين و استغلال النباتات الطبية و العطرية و تثمين شجر الارز.

و تأتي هذه المشاريع، التي تندرج في إطار مواصلة سياسة تدبير المياه السطحية و الحفاظ عليها التي يعتمدها المغرب منذ عدة عقود، لتنضاف إلى مختلف البنيات الهيدرو- فلاحية التي دشنها أو أعطى انطلاقة إنجازها جلالة الملك، حفظه الله، خلال السنة المنصرمة، لاسيما سد “أبي العباس السبتي” المنجز على وادي أسيف المال، أحد روافد وادي تانسيفت (إقليم شيشاوة)، و سد “الخروب” الذي يوجد في طور الإنجاز على وادي الخروب (جهة طنجة- تطوان).

كما تعكس هذه المشاريع، التي تشكل خير تجسيد للرؤية المجددة لجلالة الملك القائمة على التدبير المعقلن للموارد المائية، العزم الوطيد لجلالته على جعل القطاع الفلاحي محفزا للتنمية الاقتصادية المتوازنة و المستدامة بمجموع جهات المملكة، و عاملا أساسيا لتنمية المناطق القروية عبر تطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي و التحكم في تدبير المجالات القروية.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً