مهرجان الورود بقلعة مكونة محطة أساسية لتشجيع الفلاحين على المزيد من العطاء

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

يشكل مهرجان الورود لقلعة مكونة، الذي أسدل  الستار على نسخته ال 52 مساء أمس الأحد، محطة أساسية لتشجيع الفلاحين على المزيد العطاء للنهوض بأهم محرك للاقتصاد المحلي المتمثل في القطاع الفلاحي.

ومع توالي دورات هذا المهرجان، الذي يعتبر من بين المهرجانات العريقة على الصعيد الوطني، بدى جليا الأثر الإيجابي لهذه الأنشطة الفلاحية على الاقتصاد المحلي، التي استفادت هي الأخرى من مخطط ” المغرب الأخضر” الذي يسعى إلى ترسيخ أسس لفلاحة مستدامة ومتجددة وكفيلة بتثمين المنتوجات المحلية وبالتالي المساهمة في التنمية البشرية.

وكانت الدورة ال 52 لمهرجان الورود لقلعة مكونة مناسبة للتأكيد على الدور الذي تلعبه هذه التظاهرة للمساهمة في الرقي بالمنتوج المحلي للورد العطري الفريد من نوعه بالنظر الى مواصفاته ومميزاته التي تجعل منه أحد الأنواع ذات الجودة على الصعيد العالمي، وهو ما يجعله رمزا للتراث الحضاري والثقافي المحلي.

ويهدف المهرجان، الذي نظم على مدى أربعة أيام بمبادرة من المجلس الاقليمي لتنغير والفيدرالية البيمهنية المغربية للورد وبتعاون مع المجلس البلدي لقلعة مكونة والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الاركان، الى ترسيخ البعد التنموي للقطاع إن على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني، وإبراز مؤهلاته ومكانته المتميزة في المسلسل التنموي.

وبفعل الحضور القوي للسياح المغاربة والأجانب الذين توافدوا على بلدية قلعة مكونة لمتابعة ، الى جانب الساكنة المحلية، فعاليات المهرجان في دورته ال52، عززت هذه التظاهرة مكانتها باعتبارها عاملا أساسيا لابراز مؤهلات المنطقة سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو السياحي.

وتميز برنامج هذه الدورة بتنظيم كرنفال قلعة مكونة، تم من خلاله استعراض لوحات فنية لجمعيات وفنانين محليين تروم تثمين منتوج الورد، وتبرز أهميته والدور الذي يلعبه في الاقتصاد المحلي، بالاضافة الى تخصيص جانب من هذا الكرنفال لموكب ملكة جمال الورود 2014، وذلك في إشارة الى العلاقة القوية التي تجمع بين الورد والجمال.

كما تميزت دورة 2014 بغنى وتنوع فقراتها، كان أبرزها خلق فضاء مثيل لساحة جامع الفنا في قلعة مكونة، الذي استقطب جمهورا غفيرا من الساكنة المحلية وزوار المنطقة المغاربة والأجانب، كوسيلة لتنشيط المدينة طيلة أيام المهرجان، إذ تم تكوين حلقات فرجوية قام بتنشيطها مجموعة من الفنانين الحلايقيين من مراكش بالاضافة الى مشاركة عدد من الشباب المحليين الذين استفادوا من تكوين في مجال التنشيط بالساحة.

ومن بين فقرات المهرجان معرض الورود والمنتوجات المحلية والصناعة التقليدية، الذي شكل فرصة مواتية للتسويق المباشر للمنتوج المحلي، مما ساهم في خلق دينامية من شانه تحفيز الفلاح والصانع التقليدي على المزيد من العطاء والعمل على تطوير منتوجه وضمان جودته.

وعملت اللجنة المنظمة على منح شواهد الاستحقاق للفاعلين في المجال الفلاحي والتنظيمات المهنية، المهتمة بمنتوجات الورد والعسل والتفاح واللوز، وذلك باعتبارهم شركاء في تفعيل وتنزيل مضامين مخطط المغرب الاخضر.

كما تم بهذه المناسبة، توزيع جائزة ” الوردة الذهبية” على مجموعة من النساء القرويات العاملات في جني الورد، وذلك اعترافا بمجهوداتهن المبذولة للمحافظة على جودة هذا المنتوج.

وشارك في معرض الورد الذي ينظم بهذه المناسبة، أكثر من 300 عارض، يمثلون 25 جماعة منتمية لاقليم تنغير، الى جانب النسيج الجمعوي المحلي والجهوي، والفاعلين المحليين في مجال الورد، في حين خصص فضاء آخر لمعرض المنتجات المحلية الخاصة بالجنوب الشرقي للمملكة، وفضاء آخر لمنتجات الصناعة التقليدية بالمنطقة.

وعرفت هذه الدورة برمجة غنية تضمنت مجموعة من الأنشطة المتنوعة من بينها صبحيات وورشات في المسرح والرسم، وسباق على الطريق ودوري في كرة القدم ولقاءات أدبية تروم فسح المجال للمبدعين والكتاب الشباب على الخلق والإبداع، علاوة على تنظيم أمسيات فنية، وشعرية ومسابقات في فن الفروسية التقليدية ومسابقة أخرى في تجويد وترتيل القرآن الكريم.

من جهة أخرى، تم خلال هذه الدورة، التي نظمت بتعاون مع المجلس الاقليمي للسياحة وبدعم من المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، تنظيم مسابقة في المجال المقاولاتي لفائدة الشباب حاملي المشاريع.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً