ماهية حمض “الأكساليك”

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ردا على استفسارات بعض النحالة حول ماهية حمض “الأكساليك” ، وجدوى استعماله من طرف النحالة لمكافحة طفيل “الفاروا” الذي يصيب النحل، فيشرفني أن أشارك موقع “فلاح تيفي” بعض المعلومات المقتضبة حول هذا الموضوع، حسب ما يسمح به المقام.

    إن حمض “الأكساليك” (acide oxalique) هو مركب عضويذوالصيغة الكيميائية: H2C2O4.

  • يتواجد بكميات متفاوتة وغير ضارة في عدة نباتات على شكل حمض، وله مذاق منفر وشديد المضايقة، كما أن ملامسة الجلد أو الفم لحمض “الأكساليك” أمر خطير، فهو سام بالنسبة للإنسان والحيوان، حيث إن مقدارLD50  يعادلهmg/kg 71 . يضاف إلى ذلك أن 2 جرامات من حمض “الأكساليك” قادرة على قتل شخص بالغ، إذ تتسبب في إحداث دوخة  ، وطرش ، وغثيان، وإسهال  ، وتوسع حدقة العين، مع اكتئاب شديد ينتهي بالوفاة لا قدر الله. وأي كمية من حمض “الأكساليك” أقل من ربع جرام، تعتبر كمية كافية لإتلاف الكلية، وترسيب الحصوات بها، وإحداث اضطرابات في الجهاز البولي. ومهما كانت هذه الكمية بسيطة بالملجرام، فإنه إذا تم أكلها أو استنشاقها عن طريق الخطأ، فإنها تتضاعف وتترسب على شكل حصوات في الكلية .
  • إن أغلب الأعشاب السامة القاتلة، تبين،  بعد فحصها، أن عصارتها تحتوي على أملاح حمض “الأكساليك”. كذلك وُجد حمض “الأكساليك” ، بنسب كبيرة جدا،  في الأعشاب التي تقتل الحيوانات خاصة الأبقار في حال أكلها لهذه الأعشاب السامة مختلطة مع البرسيم،  أو مع الأعشاب الأخرى. وأحيانا، تجد الأعشاب السامة التي تحتوي على حمض “الأكساليك” شاحبة اللون، باهتة و مصفرة، وأحيانا أخرى، تموت هذه الأعشاب نتيجة احتوائها على تركيز شديد لحمض “الأكساليك” . وحين تموت هذه النبتة السامة، ينتشر السم في التربة، مما يؤدي إلى قتل العشب الحي المجاور لها. وقد تجد في الغابات والمروج أنواعا من الأعشاب السامة بعضها شديد الاخضرار ، وأخرى ،من نفس النبتة، شاحبة ، وأطرافها باهتة ومصفرة، ولن تجد حشرة واحدة تتغذى على أوراقها أو ثمارها. وفي حال مصادفتك نمو مثل هذه النباتات السامة بمزرعتك أو حديقتك، فيجب التخلص منها باقتلاعها من جذورها، ورميها خارج المزرعة أو الحديقة. و يجب كذلك وضع السماد القاعدي من ملح “نترات الصوديوم”، وتنظيف المزرعة من كل النباتات والأعشاب الميتة السامة.

 

–       بالنسبة لمكافحة طفيل “الفاروا”،

  •  فإن حمض “الأكساليك” يعد من بين الأحماض العضوية ذات المفعول الناجع للقضاء على هذا الطفيل،حيث استعمله قلة من النحالة المغاربة إبان ظهور طفيل “الفاروا” بالمغرب ، وكذلك الحمض “النملي” (acide formique ) الذي كان موضوع عدة محاضرات وطنية ودولية ألقاها الرئيس السابق لنقابتنا المرحوم مولاي الراضي لمغاري في التسعينيات من القرن الماضي. وقد أظهرت النتائج أن استخدام حمض “الأكساليك” ، بالشكل السليم، يحد من تطور “الفاروا” بفاعلية عالية، دون أن يحدث أعراضا ضارة بالنحل. غير أن استعماله من طرف النحالين في العالم يبقى محدودا بالمقارنة مع باقي المواد الطبيعية الأخرى، ويستعمل بعدة طرق، حيث إن الزيادة ،مثلا، في المقدار المعين يؤدي إلى القضاء على “الفاروا” والنحل معا.
  • ومن بين الطرق الشائعة لاستعمال حمض “الأكساليك” في مكافحة “الفاروا”:

1)    طريقة رش النحل مباشرة بمحلول مائي يحتوي على حمض “الأكساليك” بتركيز معين.

2)   طريقة التبخير بواسطة منشفات أو آلة خاصة.

3)   طريقة رش محلول سكري يحتوي على تركيز معين من الحمض، بين البراويز، مباشرة على النحل البالغ.

 

من إعداد: الحسـن بنبل رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب

‫0 تعليق

اترك تعليقاً