لقاء دراسي حول موضوع “خيارات تثمين المخلفات السلبية لمعاصر الزيتون بإقليم وزان”

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

نظم المرصد الجهوي للبيئة و التنمية المستدامة (الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة) ،يوم أمس الثلاثاء 24 فبراير 2015 بمدينة وزان ، لقاء دراسيا حول موضوع “خيارات تثمين المخلفات السلبية لمعاصر الزيتون بإقليم وزان”، لتقييم الوضع البيئي الحالي و تحديد و اقتراح الاجراءات الكفيلة بدعم الاقتصاد المحلي و في نفس الوقت المحافظة على البيئة و التنوع البيولوجي .

و أكد مدير المرصد الجهوي للبيئة و التنمية المستدامة بجهة طنجة تطوان خالد التمسماني الريفي خلال هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم وزان السيد جمال عطاري و حضره ممثلو الهيئات المنتخبة و التعاونيات و الوحدات الانتاجية و فلاحين ، أن الغرض من تنظيم هذا اللقاء هو مساعدة الفاعلين الاقتصاديين المحليين و المنتجين على تطوير إنتاجهم بمواصفات حديثة و ناجعة، و دعم المشاريع الفلاحية و الصناعية الخاصة بزيت الزيتون بأساليب وقائية تحترم البيئة المحيطة ، و كذا اتخاذ قرارات جماعية كفيلة بالمحافظة على البيئة و تحقيق التنمية المستدامة.

و أضاف أن تقييم التلوث الناجم عن نشاط بعض معاصر الزيتون بإقليم وزان سيمكن من وضع مخطط مديري محلي و جهوي لإزالة مختلف أنواع التلوث ،خاصة التلوث الناجم عن مادة المرجان و غيرها من المواد الملوثة ،و تأهيل المحيط البيئي لمعاصر الزيتون الموجودة بكثرة بمنطقة وزان، و التي لا تتوفر في غالبيتها على دفتر التحملات البيئية ،و كذا التشجيع على الاستفادة من الدعم المادي و الامتيازات المالية التي يقدمها صندوق إزالة التلوث الصناعي، الذي تشرف عليه وزارة البيئة و الذي يساعد المنتجين المعنيين بنحو 40 بالمائة من قيمة المشاريع التي تمتلك مواصفات تحترم الشروط البيئية .

و أشار الى أن هدف المبادرات التي تقوم بها وزارة البيئة بتنسيق مع السلطات المحلية بإقليم وزان بشكل خاصة و جهة طنجة تطوان بشكل عام، تروم مرافقة الفعاليات المحلية في وضع وتنفيذ السياسات البيئية ،و تحسين الحكامة البيئية بالوسط القروي و مواقع تثمين الزيتون ،مع الاخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع الاجتماعي و الضرورة الاقتصادية و موقع هذا المنتوج الفلاحي و الصناعي في الخريطة الاقتصادية المحلية و الجهوية و الوطنية .

و تم خلال اللقاء عرض نماذج من الممارسات الناجحة و السليمة للتدبير العقلاني في تثمين الزيتون و انتاج زيت الزيتون ،و طرق تحديد مخاطر التلوث الناجمة عن بعض المواد الكيماوية و تقييمها ،و الوسائل والأنظمة التقنية الواجب اعتمادها لتجنب التلوث و اليات الحد من التلوث المائي ،وفق مقاربة تشاركية و مندمجة تستدعي انخراط السلطات و الهيئات المنتخبة و التعاونيات و الجمعيات المهنية و المصالح الوزارية المعنية بقطاع الفلاحة .

و اشارت العروض المقدمة الى ان التلوث الناجم عن معاصر الزيتون عامة يمثل نصف الحمولة الملوثة الناتجة عن قطاع الصناعة الغذائية ،و يؤثر هذا التلوث بشكل جوهري و واضح على المياه السطحية و الجوفية و التربة و على عالية و سافلة حقينة بعض السدود ،مما يستدعي من جهة مضاعفة الجهود للوقاية و صيانة الموارد المائية ،و من جهة اخرى تعميم انظمة التدبير البيئي في صناعة تثمين الزيتون .

و اعتبر المتدخلون انه و رغم المشاكل التي قد تتسبب فيها عمليات عصر الزيتون و انتاج نفايات سائلة و صلبة ملوثة ، الا ان هذا النوع من الزراعات يبقى اساسيا ليس فقط في بعده الاقتصادي و الاجتماعي و خلق فرص الشغل و تحسين دخل الفلاحين خاصة منهم الصغار ،بل و ايضا لدور هذا النوع الزراعي في مكافحة التعرية وانجراف التربة و تنقية الهواء والحفاظ على استقرار الساكنة المحلية و الحد من الهجرة القروية .

و توجد بإقليم وزان 343 معصرة للزيتون ،منها 285 معصرة تقليدية و 58 معصرة عصرية ، و تشكل هذه الاخيرة 2 بالمائة فقط من المعاصر المتواجدة بالمنطقة الا انها تتسبب في 90 بالمائة من حالات التلوث .

و تصل المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بإقليم وزان 185 الف هكتار، فيما يبلغ إنتاج المنطقة من الزيتون 230 الف طن في افق انتاج 647 الف طن سنة 2020 بتطور سيصل الى نحو 181 بالمائة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً