تراجع ملحوظ في إنتاج العسل بالمغرب خلال موسم 2014

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

في حوار أجراه موقع فلاح تيفي:

أكد رئيس النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب السيد الحسن بنبل أن إنتاج العسل ببلادنا قد عرف، على العموم، تراجعا ملحوظا خلال موسم 2014 ، و ذلك راجع لعدة أسباب، في مقدمتها عدم توفر الظروف المناخية الملائمة. و أضاف أن الأمر لم يقتصر على إنتاج العسل، فقط ، بل حتى على عملية التطريد (و هي عملية تكاثر النحل)، سواء التطريد الطبيعي أو الاصطناعي المعروف بالتقسيم، التي لم تكن في المستوى المطلوب، بل انعدمت في بعض المناطق المغربية، مما أثر سلبا على أعداد الخلايا ببلادنا خلال موسم 2014، كما أشار إلى أن العديد من النحالين المحترفين، من جميع أنحاء المملكة، قاموا بالارتحال بنحلهم خلال الشهور الأخيرة من السنة الفارطة إلى مناطق شهدت نوعا من الإزهار نتيجة التساقطات المطرية المبكرة، مثل منطقة درعة حيث قام العديد من النحالين بطاطا و أكدز و زاكورة بتقسيم نحلهم شهرين تقريبا قبل الموعد المعتاد، و عرفت منطقة افركلة تنجداد و النواحي، و منطقة النيف في بداية شهر نونبر من السنة الفارطة، توافد عدد كبير جدا من النحالين، أغلبهم ينتمي لجهتي الغرب و سوس ماسة، بعشرات الآلاف من خلايا النحل موزعة على المناطق المذكورة.

أما النحالون المحترفون الذين لم تسعفهم الظروف للترحال بنحلهم، فقد بلغ لديهم معدل الوفيات من النحل خلال موسم 2014 ما يقارب (22%)، في حين أن باقي النحالين المبتدئين، و بعض الفلاحين و التعاونيات الحديثة العهد بالميدان، فقد بلغ لديهم معدل الوفيات من النحل (60%)، بل تعدى ذلك، في بعض المناطق التي شهدت ظروفا مناخية قاسية إلى (80%) ، و هذا ارتفاع خطير جدا في نسبة وفيات النحل بالمقارنة مع المعدل الطبيعي الذي لا يتعدى (5 إلى 10%) سنويا خلال موسم التشتية.

و أوضح السيد الحسن بنبل أن ما شهدته منطقة ميدلت، يوم 22 نونبر 2014، من هبوب رياح عاصفية قوية لم تشهد لها المنطقة مثيلا، بل كانت شبه إعصار دام زهاء 3 ساعات ونصف، رياح بلغت سرعتها، حسب بعض المصادر، أكثر من 120 كيلومترا في الساعة، خلفت خسائر مادية كبيرة، من بينها القضاء على عدد كبير من خلايا النحل الموجودة بالمنطقة، ولم تتمكن النقابة إلا من إحصاء 573 خلية فقط كانت موجودة ببوعياش، و طريق برتات، تعود ملكيتها لنحالين منخرطين في النقابة ، حيث استطاعت الرياح القوية دحرجة الخلايا لعدة أمتار، أما أغطيتها الخشبية فلم يتم العثور عليها نهائيا، حيث لم تترك لها الرياح أي أثر.

وجوابا عن سؤالنا حول عدد خلايا النحل الموجودة بجهة مكناس تافيلالت، أبرز السيد الحسن بنبل أن آخر إحصائية قامت بها النقابة المهنية لمربي النحل بالمغرب كانت نهاية موسم الفيض لسنة 2013، حيث تبين أن عدد خلايا النحل، بجهة مكناس تافيلالت، يناهز 20865 خلية، منها 15521 عصرية و 5344 تقليدية، أي أن نسبة الخلايا العصرية بالجهة تمثل (75%)، و التقليدية (25%) موزعة على الأقاليم و العمالات الستة المكونة لجهة مكناس تافيلالت، و هي خلايا مستقرة لنحالين ينتمون لهذه الأقاليم و العمالات، دون احتساب خلايا النحالين الرحل الموجودة بهذه المناطق. و توزيع الخلايا التي شملتها الإحصائية هو كالتالي:

مكناس: 4786 خلية، منها 3781 عصرية بنسبة (79%) و1005 خلية تقليدية بنسبة (21%).

الحاجب: 5117 خلية، منها 4145 عصرية بنسبة (81%) و972 خلية تقليدية بنسبة (19%).

إيفران: 1451 خلية، منها 1219 عصرية بنسبة (84%) و232 خلية تقليدية بنسبة (16%).

ميدلت: 2022 خلية، منها 1557 عصرية بنسبة (77%) و465 خلية تقليدية بنسبة (23%).

خنيفرة: 3524 خلية، منها 2361 عصرية بنسبة (67%) و 1163 خلية تقليدية بنسبة (33%).

الرشيدية: 3965 خلية، منها 2458 عصرية بنسبة (62%) و1507 خلية تقليدية بنسبة (38%).

كما أشار إلى أن موسم 2013 عرف، بدوره، تراجعا ملموسا من حيث عدد الخلايا في بعض المناطق بجهة مكناس تافيلالت بالمقارنة مع موسم 2012.

و أضاف أن فقدان النحل بسبب العوامل الطبيعية و الظروف المناخية و بقاء الخلايا الفارغة سليمة، أمر ظرفي طبيعي اعتاده النحال المحترف و لا يعيره أي اهتمام. فمن المعروف أن مضاعفة خلايا النحل سهلة جدا بالنسبة للنحال المحترف، فبإمكانه، مثلا، مضاعفة 10 خلايا لتصبح 100 خلية في نفس السنة إذا ما تزامن الموسم الفلاحي الجيد مع توفر الظروف المثالية لذلك، كما أن إنتاج العسل بوفرة، لا يتعلق بكثرة أعداد خلايا النحل لدرجة الاكتظاظ في المراعي، بقدر ما يعتمد على القدرات التقنية و المعرفية للنحال، و على طبيعة تسيير المنحل.

و أكد السيد الحسن بنبل على ضرورة تدخل وزارة الفلاحة لوضع استراتيجية واضحة لتقييم الوضع الحقيقي الذي وصل إليه قطاع تربية النحل بالمغرب، ومن ثم، لإيجاد حلول ناجعة لتنظيمه و لتفعيل سبل تطويره، و هذا لن يتم دون التعاون مع أصحاب الشأن من المهنيين الحقيقيين، و الدليل على ذلك أن الإحصائية المذكورة، مثلا، هي ثمرة مجهود جماعي، وعمل ميداني قامت به النقابة المهنية بالتعاون مع النحالين والفلاحين من أجل تقييم الوضع بالجهة. و لو أخذنا، على سبيل المثال، تصريح السيد المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بالحاجب في حوار خص به إحدى الجرائد الوطنية نشر بتاريخ 1 نونبر 2013، أن عدد الخلايا بإقليم الحاجب يبلغ 2724 خلية منها 1163 خلية تقليدية و1561 عصرية، و هي نفس الفترة التي أحصينا فيها ما مجموعه 5117 خلية، منها 972 خلية تقليدية و 4145 عصرية،للاحظنا أن الفرق واضح و كبير جدا بين إحصائية النقابة المهنية و هي مبنية على معطيات ميدانية حقيقية، و إحصائية المديرية الإقليمية بالحاجب. و لاشك أن توفر هذا الإقليم على مؤهلات فلاحية مهمة تجعل منه مكانا ملائما لتربية النحل، فهناك عدة ضيعات فلاحية يمتلك بعضها أكثر من 300 خلية نحل مستقرة، كما أن هناك مستثمرين أجانب يمارسون تربية النحل، ولديهم عدد مهم من الخلايا، إضافة إلى فلاحين و عدد من محترفي هذه المهنة ينتجون الأطنان من العسل سنويا، دون أن تكون وزارة الفلاحة على علم بوجودهم ، فهي تتعامل فقط مع الجمعيات و التعاونيات التي استفادت من مشاريع مخطط المغرب الأخضر و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و الأمر ينطبق على جميع جهات المملكة.

و حول التوقعات المرتقبة لسنة 2015 فيما يخص تكاثر النحل و إنتاج العسل، أكد السيد الحسن بنبل أننا في بداية موسم التطريد، و كل البوادر تشير إلى موسم خير، و سيتمكن النحالون، بإذن الله، من تعويض نحلهم و مضاعفته. و نرجو منه، عز وجل، أن يمن عليهم بموسم فيض يعوضهم عن كل الخسائر المادية التي تكبدوها خلال الموسم المنصرم.

تعليق واحد

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. ونتى الاحسن هدا العام اما العام الماضي قتل النحل بي سوس ولا احد يحرك سكنا بي سسب المبدات السامة التي يستعملها بعض الفلاحون

اترك تعليقاً