الندوة الدولية ” أوليا المغرب 2014″ بمراكش
في إطار الندوة الدولية ” أوليا المغرب 2014″،يوم الخميس 13 نونبر 2014 بمراكش،أكد المشاركون أن زراعة الزيتون بجنوب حوض المتوسط لم تستفد بما فيه الكفاية من التطورات التكنولوجية الضرورية لتحديث هذا النوع من الزراعات الذي يلعب دورا اجتماعيا و اقتصاديا هاما بالنسبة لجميع بلدان حوض المتوسط.
و أبرز المشاركون في هذه الندوة المنظمة من قبل الجمعية المغربية للزراعة و البستنة حول موضوع ” التدبير المتكامل و المستدام لسلسلة الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط”، أن زراعة الزيتون ببلدان الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط تواجه أيضا إكراهات ترتبط بتوالي فترات الجفاف و قلة اليد العاملة المؤهلة.
و أضافوا أن الجزء الأكبر من أشجار الزيتون بهذه البلدان يوجد بمناطق لا تتلاءم مع هذه الزراعة بما يكفي، و أن معدل الإنتاج بهذه المناطق يبقى ضعيفا حيث يتراوح ما بين 1 و5ر2 طن في الهكتار الواحد، فضلا عن ضعف جودة الزيوت.
كما أكدوا على أهمية إدخال أنواع جديدة من أشجار الزيتون تتلاءم مع طبيعة التربة و المناخ السائدين بالمنطقة، داعين في هذا لإطار، إلى بذل الجهود من أجل تحسين الإنتاجية و جودة منتجات شجرة الزيتون .
من جهة أخرى، أبرز المتدخلون أنه بالنسبة للمغرب، الذي يعد أحد المنتجين التقليديين لزيت الزيتون بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، فإن تحسين إنتاجية وتنافسية زراعة الزيتون يوجدان في صلب انشغالات أصحاب القرار و مهنيي القطاع، مشيرين إلى أن الإستراتيجية المعتمدة في هذا السياق تهدف إلى توسيع المساحات المزروعة و الرفع من المنتوج وتثمينه من خلال عصرنة هذا القطاع و تنظيمه ، و تشجيع استهلاك زيت الزيتون و التحسيس بمعايير الجودة و تنظيم لقاءات خاصة بالتسويق .
و سجلوا أنه منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008 سجلت زراعة أشجار الزيتون تطورا حقيقيا كما و كيفا، موضحين أن المساحة المخصصة لزراعة أشجار الزيتون تبلغ مليون هكتار، فيما سجل معدل الإنتاج نموا هاما انتقل من 85 ألف طن سنة 2009 إلى ما يقارب 5ر1 مليون طن سنة 2013.
و قالت رئيسة الجمعية المغربية للزراعة و البستنة السيدة فاطمة مصدق إن المغرب يسير في اتجاه بلوغ أو تجاوز الهدف المسطر و المتجلي في زراعة 2ر1 مليون هكتار من أشجار الزيتون و إنتاج 5ر2 مليون من زيت الزيتون سنويا في أفق 2020.
و أضافت أن هذه الندوة الدولية تعالج جميع المواضيع المرتبطة بزراعة أشجار الزيتون بدءا من الإنتاج وصولا إلى تسويق زيت الزيتون، فضلا عن بحث السبل الكفيلة بتجاوز المعيقات التي تقف في وجه تنمية و تطوير هذه الزراعة على المستوى العالمي و بشكل خاص بجنوب حوض البحر الأبيض المتوسط.
و يعرف هذا اللقاء العلمي، المنظم تحت إشراف وزارة الفلاحة و الصيد البحري، على مدى أربعة أيام (11-14 نونبر) ، مشاركة 150 شخصا ضمنهم خبراء و باحثون و أصحاب قرار ومهنيون من إسبانيا و تونس و فرنسا و المغرب.
و تهدف هذه الندوة، التي تشكل مناسبة لاستعراض المستجدات والابتكارات التكنولوجية في مجال زراعة الزيتون على الصعيد الوطني و الدولي، إلى تبادل المعارف و الخبرات العلمية و التقنية و التجارب في هذا الميدان بين جميع الشركاء و المهتمين من أجل تنمية هذه الزراعة و توجيهها نحو الأفضل.
كما تتوخى الندوة التوصل إلى أفضل طرق الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، و استعراض أهم النتائج في عدة مجالات من قبيل علم الوراثة و التقنيات الحديثة للإنتاج و حماية النباتات، و كذا الجودة و علوم التكنولوجيا الغذائية، فضلا عن الجوانب القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تهم سلسلة زراعة الزيتون.