مشاريع هيدرو- فلاحية تجسد الرؤية الملكية لتنمية مستدامة ومندمجة للعالم القروي

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تجسدت الرؤية الملكية لتنمية مستدامة ومندمجة للعالم القروي، مرة أخرى اليوم ، من خلال المشاريع المائية والهيدرو- فلاحية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، اليوم الاثنين بإقليم شيشاوة.

وهكذا، أشرف جلالة الملك على تدشين سد “أبي العباس السبتي” المنجز على واد “أسيف المال”، أحد روافد نهر تانسيفت، بغلاف مالي قدره 740 مليون درهم، كما قام جلالته بزيارة مختلف أوراش مشروع الإعداد الهيدرو- فلاحي للدائرة السقوية “أسيف المال” الواقعة عند سافلة السد الجديد، والذي رصدت له اعتمادات بقيمة 202 مليون درهم.

وتنسجم هذه المشاريع الرائدة تمام الانسجام مع الخطاب الملكي السامي ليوم 30 يوليوز 2000 ، الذي أكد فيه جلالة الملك الإرادة الراسخة على مواصلة سياسة السدود التي أطلقها والده المنعم، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وذلك “برؤية متجددة تعتمد التدبير العقلاني للموارد المائية”.

كما تعكس هذه المشاريع العزم الوطيد لجلالة الملك على جعل القطاع الفلاحي محفزا هاما لتحقيق النمو الاقتصادي المتوازن والمستدام بمجموع جهات المملكة، وعاملا رئيسيا في النهوض بالمناطق القروية، عبر تطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي والتحكم في تدبير المناطق القروية. والأكيد أن هذه المشاريع ستساهم في دعم تزويد مدن شيشاوة وإيمنتانوت وأمزميز والمراكز والدواوير المجاورة بالماء الشروب، وكذا حماية المناطق والبنيات التحتية الواقعة عند سافلة سد “أبي العباس السبتي” من الفيضانات، إضافة إلى الرفع من المساحة الفلاحية المسقية وتطوير المنشآت المائية الصغرى والمتوسطة.

ويعد السد الجديد، الذي تبلغ طاقته التخزينية 25 مليون متر مكعب والذي كان جلالة الملك أيده الله ، قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازه في 5 نونبر 2008 ، منشأة من صنف “السدود الثقيلة” بالخرسانة المدكوكة، وبعلو 75 متر وطول 415 متر. وستعود هذه البنية التحتية المائية الهامة بالنفع على منطقة يعتمد اقتصادها، بالأساس، على الفلاحة وتربية الماشية والصناعة التقليدية. ولتحقيق استفادة كاملة ومستدامة من مزايا السد الجديد، يتم إنجاز مشروع للإعداد الهيدرو- فلاحي بالدائرة السقوية “أسيف المال” يروم ، عند الشروع في الاستغلال، رفع المساحة المسقية من 490 هكتار حاليا إلى 16 ألف هكتار (أي مجموع المساحة المسقية حاليا بواسطة المياه الموسمية). كما يروم هذا المشروع ، الذي سيتم الانتهاء من أشغال إنجازه في 2015 ، تثمين مياه الري المخزنة بسد “أبي العباس السبتي”، وتكثيف الزراعات التي ترتكز على الأشجار المثمرة (الزيتون) والخضراوات والمزروعات الكلئية، إضافة إلى تحسين قيمة الإنتاج الفلاحي من 8250 درهم للهكتار في السنة إلى 20 ألف و500 درهم للهكتار في السنة.

ويتضمن مشروع الإعداد الهيدرو- فلاحي للدائرة السقوية “أسيف المال”، إنجاز قنوات الربط بين سد “أبي العباس السبتي” والدائرة السقوية (32 كلم)، وتأهيل شبكة الري التقليدية من أجل تحسين نجاعتها وضمان تدبير أفضل للمياه (120 كلم)، وتطوير قدرات الفلاحين في مجال تدبير وصيانة شبكة الري.

كما يوجد قيد الإنجاز برنامج لتعزيز و تأمين تزويد الساكنة الحضرية و القروية لإقليم شيشاوة بالماء الشروب انطلاقا من سد أبي العباس السبتي، و ذلك بغلاف مالي يبلغ 729 مليون درهم. على أن يتم الانتهاء من أشغال إنجاز هذا البرنامج سنة 2016.

و يتضمن هذا البرنامج، الذي سيستفيد منه حوالي 223 ألف نسمة، بناء محطة لمعالجة المياه بطاقة 300 لتر في الثانية، و بناء محطتين للضخ و إقامة قنوات للربط ( 153 كلم) مع إنجاز العديد من الصهاريج (6000 متر مكعب).

وتأتي هذه المشاريع ذات القيمة المضافة العالية لتعزيز الدينامية التنموية المحدثة بفضل مخطط “المغرب الأخضر”، هذا البرنامج الطموح الذي أثبت نجاعته منذ إطلاقه، بالنظر لمساهمته في الرفع من عائدات آلاف الفلاحين، وتحسين ظروفهم المعيشية، وتطوير فلاحة ذات مردودية جيدة وتضامنية تتلاءم مع قواعد السوق. و بهذه المناسبة قدمت السيدة شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة و المعادن و الماء و البيئة، المكلفة بالماء، لجلالة الملك ميداليتين تذكاريتين تحملان اسم و صورة السد الجديد و تاريخ تدشينه.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً