المؤتمر الدولي الثاني حول الأغذية بالعاصمة الإيطالية من 19 إلى 21 نونبر الجاري

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

المؤتمر الدولي الثاني حول الأغذية بالعاصمة الإيطالية من 19 إلى 21 نونبر الجاري

اعتمد المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية، اليوم الأربعاء بروما، “إعلان روما بشأن التغذية”، و كذا ”الإطار الاستراتيجي للعمل”. و يشكل إعلان روما، الذي تم اعتماده خلال هذا المؤتمر المنعقد بالعاصمة الإيطالية من 19 إلى 21 نونبر الجاري، وثيقة سياسية تهدف إلى معالجة القضايا و التحديات الغذائية في هذه الدول المشاركة في المؤتمر، و التي تجدد التأكيد من خلالها على الالتزامات التي تم اتخاذها خلال المؤتمر الدولي الأول للتغذية عام 1992 و مؤتمرات عالمية أخرى حول الأغذية. و يؤكد المشاركون، في هذه الوثيقة، أن “سوء التغذية بجميع أشكالها (سوء التغذية و نقص المغذيات الدقيقة، و زيادة الوزن و السمنة) لا يؤثر فقط على صحة و رفاه الناس عبر عرقلة النمو البدني و المعرفي، و كذلك الجهاز المناعي، و تعريض المزيد من الناس للأمراض المنقولة و غير المنقولة، و الحد من أداء و مردودية الموارد البشرية، و لكنها تشكل أيضا ”عبئا ثقيلا تكون له انعكاسات سوسيو-ثقافية سلبية بالنسبة للفرد و الأسرة و المجتمع و الدولة”. و أبرزوا أن الأسباب الحقيقية لسوء التغذية و العوامل التي تساهم في تغذيتها جد مركبة و تتداخل فيها عدة عوامل، مسجلين ب”انشغال عميق” أنه على الرغم من الإنجازات الهامة التي حققتها العديد من البلدان، لم يتم، خلال العقود الأخيرة، رصد إلا تقدم ضعيف و غير متكافئ في مجال الحد من سوء التغذية.

و بالمقابل، يلزم إعلان روما بشأن التغذية جميع الدول باتخاذ عشرة تدابير لتحويل التزاماتها في مجال التغذية إلى تدابير عملية و لاسيما عبر استئصال الجوع على الصعيد العالمي، و منع جميع أشكال سوء التغذية، و لا سيما نقص التغذية، و التأخر في النمو والهزال، و نقص الوزن عند الطفل دون سن الخمس سنوات و زيادة الوزن، فضلا عن نقص المغذيات الدقيقة، و خاصة فقر الدم لدى النساء و الطفل و عكس الاتجاه المتصاعد نحو الزيادة في الوزن و السمنة و الحد من الأمراض غير المنقولة بسبب الغذاء في صفوف جميع الشرائح العمرية. كما يلزم الإعلان الدول بالاستثمار أكثر في التدخلات و التدابير الفعالة التي من شأنها تحسين النظام الغذائي و التغذية للسكان، بما في ذلك في حالات الطوارئ. و تلزم أيضا الدول على بناء النظم الغذائية المستدامة و الإنتاج و الاستهلاك في كافة القطاعات المعنية، و تطوير سياسات متماسكة للسلطات العمومية و حصول السكان على مدى السنة على الغذاء لتلبية احتياجاتهم الغذائية وضمان تغذية أكيدة و متنوعة. كما تقترح الوثيقة تخصيص حيز وافر للتغذية ضمن الاستراتيجيات السياسية و مخططات العمل و البرامج الوطنية الهامة و ملائمة الموارد الوطنية وفقا لذلك.
كما يلزم الإعلان البلدان بتمكين السكان من الآليات التي يحتاجونها، و خلق بيئة مواتية تمكنهم من التعرف المسبقة على المنتجات الغذائية، وصولا إلى نظام غذائي سليم و ممارسات غذائية ملائمة للرضع و الأطفال، من خلال تحسين المعلومات و التربية في مجال الصحة و التغذية. و تم التفاوض على إعلان روما حول التغذية من قبل أعضاء منظمة الأمم المتحدة للأغذية و الزراعة (فاو) و منظمة الصحة العالمية، من خلال فريق عمل مشترك مشكل من ممثلين إقليميين بمساهمة منظمات المجتمع المدني و القطاع الخاص و بعض الأطراف المعنية. و بخصوص “الإطار الاستراتيجي للعمل” فإنه يعد وثيقة فنية من شأنها توجيه عملية تنفيذ الإعلان، حيث تقترح سلسلة من الخيارات و الاستراتيجيات و السياسات التي يمكن للحكومات، بتشاور مع الأطراف المعنية الأخرى عند الاقتضاء، أن تستعملها لتنفيذ التزامات إعلان روما حول التغذية. و تقترح الوثيقة قائمة تضم 60 من التوصيات السياسية و الاستراتيجية التي يمكن دمجها في المخططات الوطنية المتعلقة بالتغذية و الصحة و الزراعة و التنمية و الاستثمار لضمان تغذية أفضل للجميع. و تدعو الوثيقة إلى خلق بيئة مواتية للعمل بشكل فعال و القيام بتدابير لدعم النظم الغذائية المستدامة فعالة. و هي تدابير تشمل استثمارات في الفلاحة لفائدة الفقراء و المزارع الصغيرة و تحسين التغذية و زيادة مستوياتها و تحسين مجالات التربية و الإعلام المتخصص في المجال الغذائي، و الحماية الاجتماعية و الصحة و الاستفادة من خدمات الماء و الصرف الصحي و النظافة و السلامة الغذائية إلى جانب توصيات من أجل تعزيز الالتزام بالمساءلة. و من أجل تسهيل عملية التقييم و المساءلة، يعتمد “إطار العمل” الأهداف العالمية الحالية المحددة لعام 2025، في ما يتعلق بتحسين التغذية لدى الأم و الرضيع و الطفل و الحد من عوامل مخاطر الأمراض الغير منقولة. و باعتماد هاتين الوثيقتين تلتزم الدول بتنفيذ الإعلان من خلال إطار العمل، و ضمان المساءلة و رصد التقدم المحرز بخصوص تحقيق الأهداف الغذائية العالمية التي يتعين بلوغها عام 2025.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً